تختبئ خلف أبواب منزل صغير في أزقة مدينة خانيونس أوجاع عائلة تقف عاجزة أمام توفير علبة حليب خاصة لأطفالها المرضى الذين يحتاجونه لإنقاذ حياتهم. عائلة طارق حمد المكونة من 8 أفراد تقطن في منزل تنعدم فيه مقومات الحياة الأساسية، فالأب عاطل عن العمل منذ عودته من الأردن إلى قطاع غزة من أجل العمل، وأطفاله الثلاثة مصابين بمرض بالدم وهو " جلوكوز اكتلوز انترولا" وهو نادر الإصابة به. ويروي طارق 37 عاماً رحلة معاناته في توفير طعام لمنزله والحليب والغذاء الخاص لأطفاله المرضى المفقود من قطاع غزة والذي يحتاج أيضاً إلى مبالغ مالية كبيرة لشراء الغذاء والحليب الذي تبلغ تكلفة العلبة الواحدة 125 دولار. ويقول لـ الوطنيـة : " كانت لدي سيارة أعمل عليها لكني بعتها وبعت كل ما أملك من أجل أن أوفر العلاج لكل واحد من ابنائي خلال مراحله الأولى، لكن الأن أقف عاجزاً لا دخل ولا عمل لي، وعلى خلفية الديونِ المتراكمة أسجن كل فترة ولا أعلم ماذا سيحدث لنا أكثر من ذلك". ويعاني طارق من تراكم ديون بما يقارب من 80 ألف شيقل، حصل عليها من أجل شراء العلاج والغذاء لأبنائه المرضى.

مضاعفات المرض

ومن مضاعفات هذا المرض حسب ما رواه الأب أنه اذا لم يعطى الطفل خلال الفترة الاولى من المرض الحليب المخصص له سيفقد الحياة وهذا ما كان سيحدث مع ابنته الصغرى. محمد الأبن الأكبر البالغ من العمر عشر سنوات ومؤيد وزكية اللذين لم تتجاوز أعماهم ستة سنوات ينهش أجسادهم الرقيقة المرض ليسرق أحلام الطفولة واللعب واللهو وتكون أبسط أمانيهم سداد دين أبيهم والاستقرار بمنزل أمن وتوفير العلاج. ولم ييأس طارق من ارسال الرسائل المكتوبة لتأمين العلاج وتحسين حالهم للمؤسسات الدولية والأهلية والخيرية والحكومة الفلسطينية مرارا وتكرارا دون جدوى. ويقول : " اعتصمت العائلة بخيمة صغيرة أمام وكالة غوت وتشغل اللاجئين الاونروا اعتقادا منها أن علم الأمم المتحدة الذي يرفرف فوق مقرها سيجلب لهم العلاج".

صدمة كبرى

وبنظرات حزينة تنظر أم طارق على أبناءها المرضي وتقول ل الوطنيـة " عندما أخبروني الأطباء أن ابني البكر مريض كانت صدمة كبرى، لكنها ذهبت أدراجها عندما قالُوا لي أنه يوجد علاج، حمدت الله أن ابني سيبقي على قيد الحياة ". وأضافت " تألمت أكثر بابني مؤيد الذي يحمل نفس المرض، فنحن بوضع يرثي له، والفاجعة الأكبر كانت بابنتي زكية التي أيضا حامله للمرض، لم اتمالك نفسي حزنا على أطفالي ونحن عاجزين عن تقديم العون لهم". وكل ما تتمناه هذه العائلة البسيطة بصيص أمل تجاه توفير العلاج لأبنائهم وتوفير مسكن لهم في ظل الظروف الصعبة التي واجهوها أثناء ترحالهم من مكان لأخر وأن يحظى الأب بدخل ثابت يعيل أسرته الفقيرة.

المصدر :