قال مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير المحامي جواد بولس الخميس، إن تراجعاً خطيراً طرأ على الوضع الصحي للأسير محمد علان المضرب عن الطعام لليوم 59 على التوالي، وأنه يواجه احتمالية الموت الفجائي في كل لحظة. وجاء هذا التحذير من قبل بولس الذي أنهى زيارة للأسير في مستشفى "برزلاي" في عسقلان، بعدما بدت عليه علامات جديدة وخطيرة، تؤكد أن تدهوراً جديداً وخطيرا طرأ على وضعه منذ الزيارة التي قام بها قبل أيام، مضيفا أن الرؤية شبه معدومة عند الأسير، كما أنه لم يعد يقوى على النزول من سريره إطلاقا. وقال مدير الوحدة القانونية في النادي إن السجانين يتصرفون وكأنهم داخل السجن، دون أدنى مراعاة لوجودهم في مستشفى، ، مشيرا إلى  أن صداماً جرى بينه وبين السجانين أتبعه بتقديم شكوى بعد أن أصيب بإعياء جراء المشادة مع السجانين. وأضاف أنه شاهد بأم عينيه أحد السجانين وهو يتناول الطعام  في غرفة الأسير علان، وآخر رفض أن يخرج من الغرفة خلال الزيارة كما تنص أنظمة إدارة سجون الاحتلال، أما قائد الوحدة رفض فتح الباب، وكذلك رفع الستائر وفقاً لطلب رئيس القسم منهم. ووفقا لبولص فقد أعلنت إدارة المستشفى والطاقم الطبي المشرف على الأسير علان، أنهم غير مسؤولين عن وضع هذا الأسير في ظل عدم احترام السجانين لمطالب الأطباء، علما بأنهم أكدوا مجدداً احترامهم لإرادة الأسير وعدم استعدادهم لإطعامه قسرياً أو فحصه دون موافقة . وأشار إلى أن تصرفات السجانين وموقفهم إزاء مطالب الأطباء، لا يمكن إلا أن تفهم كإشارات واضحة لقرار الاحتلال بكسر شوكة الأسير محمد وعدم السماح له بأن يسجل أي انتصار لاسيما بعدم وجود أي مقترح من النيابة  العسكرية حتى اللحظة، قد يؤدي إلى طريق تفضي للخروج من الأزمة. بدوره قال العضو العربي في الكنيست عن القائمة المشتركة أسامة السعدي، إن علان كتب وصيته المؤلفة من أربع صفحات، كونه يتوقع أن يرتقي شهيدا في أي لحظة، نتيجة تردي وضعه الصحي، مشيرا إلى أن الاحتلال يكبله في السرير رغم وضعه الحرج. وأضاف في مؤتمر صحفي أداره مدير مؤسسة مهجة القدس أحمد العوري، وعقد في مركز الإعلام الحكومي في رام الله، بدعوة من هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ومؤسسة مهجة المقدس، للوقوف على آخر التداعيات الصحية الخطيرة للأسير علان، أنه أصبح فاقد القدرة على السمع والنظر، ويطلب من الزائرين إعلاء صوتهم كي يستطيع سماعهم، والاقتراب منه حتى يتمكن من رؤيتهم، لافتا إلى أنه يعاني من آلام دائمة في الرأس. من ناحيته، أكد رئيس هيئة الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أن الهيئة تقدمت بواسطة المحامي بطلب التماس عاجل، إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، بطلب الإفراج عن الأسير علان لخطورة وضعه الصحي. واشار إلى إن هناك إجماعا دوليا على أن الاحتلال يرتكب جريمة مخالفة للقوانين الدولية تجاهه، خاصة فيما يتعلق بالتغذية القسرية المحظورة قانونيا في دول العالم. وحذر قراقع خلال المؤتمر من ارتقاء علان شهيدا، مؤكدا أن الرئيس محمود عباس خاطب العديد من الدول، وحذرهم من أن يتم المس بحياة علان، كذلك رفع عدد من القوانين ومن ضمنها التغذية القسرية ورفع الحكام على راشقي الحجارة، وعدم توثيق التحقيق بالصوت والصورة، لمحكمة الجنايات الدولية. ودعا إلى أن يكون يوم غد الجمعة يوم غضب فلسطيني، يكون شعاره الإفراج عن الأسير محمد علان، محملا في الوقت ذاته الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته، وحياة خمسة أسرى مضربين عن الطعام. وتحدث والد علان حول وضع ابنه الصحي، قائلا إنه بات يعيش حالة حرجة، داعيا وسائل الإعلام إلى نقل رسالته وتسليط الضوء على قضيته وقضية الأسرى في سجون الاحتلال. من جانبها، أشارت مديرة مؤسسة الضمير سحر فرانسيس، إلى وجود 400 أسير محكومين إداريا، مؤكدة أهمية التحرك الدولي من أجل إسقاط القرارات والقوانين الإسرائيلية الجائرة. كما استنكر النائب العربي في الكنيست عن القائمة المشتركة أحمد الطيبي بعدما زار علان في المستشفى، تقييده بالأصفاد كونه لا يقوى على الحركة، مؤكداً بأنه اشتبك مع قوات الأمن التي حولت غرفته الى ثكنة عسكرية بهدف إذلاله وإهانته. ونقل تحيات الأسير علان للشعب الفلسطيني الذي طلب استمرار دعمه ومساندته لإنهاء معاناته مع الاعتقال الإداري هو وجميع المعتقلين الإداريين وأن موقف الشهيد إما أن ينتصر أو يستشهد. في السياق ذاته، أفاد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين كريم عجوة، بأن الوضع الصحي للأسير خطير للغاية، وهناك خطر يتهدد حياته بأي لحظة. وقال عجوة الذي زار علان اليوم، إن الأسير يقبع في قسم العناية المكثفة، ويرفض إجراء كافة الفحوصات الطبية أو أخذ المدعمات والأملاح، ولا يتناول إلا الماء . وأضاف، أن الأسير بدأ يفقد النظر تدريجيا وبات يضعف بشكل كبير، كما يعاني من "ضعف عام بالجسم وهزال ومشاكل بالسمع وآلام بالرأس، ويعاني من صعوبة بالتحدث، وفقدان كبير في الوزن ويتقيأ مادة خضراء اللون، إضافة إلى أنه لا يستطيع النوم".  

المصدر :