قال المتحدث الرسمي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" سامي مشعشع الإثنين، إن أزمة الوكالة المالية لا زالت مستمرة، وأن احتمال تأجيل العام الدراسي لا يزال موجود. وقال مشعشع لـ"الوطنيـة" إن الوكالة حصلت على بعض المساعدات المالية من بعض الدولة المانحة، لكنها لا تساعد نهائيًا في حل الأزمة المالية الحقيقة التي تواجهها "أونروا" للمرة الأولى منذ 65 عامًا. واعتبر أن وكالة الغوث تعد هذه التبرعات إيجابية حتى يتسنى للدول المانحة تقديم مبالغ ترقى لمستوى العجز المالي الضخم الذي يواجه أونروا، وتحث الدول المانحة للإيفاء بالإلتزماتها المالية. ومن أهم المشاكل التي تواجه "أونروا" إلى جانب الأزمة المالية هم طلاب الصف الأول الابتدائي الذين يشكلون 50 ألف طالب سنويًا في مدارس القطاع، وفق ما قال مشعشع. وشدد على ضرورة الإسراع في إيجاد حلول من أجل تسجيل هؤلاء الطلاب في مرحلتهم المحددة وإلا سيفقدون التسجيل. وأكد المتحدث الإعلامي باسم "أونروا" أن وسائل الإعلام تداولت التصريحات التي أدلى بها سابقًا بشكل خاطئ، لافتًا إلى أن أزمة "أونروا" ما زالت مستمرة وهي الأخطر في تاريخ الوكالة. وحول تصريحات الفصائل الفلسطينية والتي اعتبروا فيها أن الأزمة "سياسة ومفتعلة"، قال إن الوكالة تدرك بدون أدنى شكك أن الأزمة لها تداعياتها السياسية ولكنها حقيقية وليس "مفتعلة". وتساءل المتحدث الرسمي كيف ربطت الفصائل بين الأزمة المالية والأبعاد السياسة للأزمة .!؟ وطالب جميع من اعتبر بأن الأزمة المالية سياسية، بعدم إقحام "أونروا" في القضايا السياسة ومؤامراتها، مؤكدًا أن من يريد أن "يتأمر على ملف اللاجئين يتآمر خارج الوكالة ولن نصغى إليه". وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية قال إن الحركة تنظر إلى إجراءات الأونروا الأخيرة بخطورة بالغة، مؤكداً أن تخوفات هذه المسألة لا تقل أهمية عن حصار غزة، فيما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن أزمة وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين أونروا سياسية ومفتعلة، محذرةً من مخطط يسعى لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين. وكشف مشعشع  لـ"الوطنيـة" عن أن هناك بعض الأفراد والمؤسسات الإسرائيلية وغير الإسرائيلية تسعى لمحاولة تهويل أزمة الوكالة المالية. وقال نقلًا عن المفوض العام لـ"أونروا"، إن هناك نافذة أمل وأيام معدودة لمحاولة الضغط على الدول المانحة من أجل الإسراع في الإيفاء بالإتزماتها. وأكد أن المفوض العام في ساعة معينة خلال الأسبوع القادم سيضطر أن يقول "آسفين" لتأجيل الدراسة في حال لم تحل المشكلة، موضحًا أن هذا القرار لم يتخذ حتى هذه اللحظة. وتحتاج أونروا لتبرعات بقيمة 101 مليون دولار لمواجهة العجز المالي وعدم تأجيلها للعام الدارسي الحالي. وعن الأنباء التي تحدثت بأن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين قد تضطر لإعطاء المدرسين العاملين في مجال التعليم إجازة بدون راتب، أوضح أنه في حال اتخذت الوكالة قرارا بتأجيل الدراسة، فمن الطبيعي أن تعطي المدرسين أجازة بدون راتب وهذا "تحصيل حاصل". وتدرك أونروا أنه بعد 65 سنة على العمل الدوؤب والتربية والإجازات الرائعة في مجال التربية والتعليم، تداعيات تأجيل الدراسة اقتصاديا وتربويا وأمنيا. وأكد أن الموظفين في التعليم سيستمرون على رأس عملهم بأزمة مالية أو بدون أزمة.

المصدر :