أجمع مختصون في  شؤون البيئة والمياه أن مياه قطاع غزة غير صالحة للاستعمال البشري بسبب ارتفاع نسب الكلورايد والنترات في المياه، وذلك بسبب تسرب مياه الصرف الصحي ومياه البحر إلى مياه الخزان الجوفي. وأكد المختصون خلال ورشة عمل عقدها مركز العمل التنموي- معا، الثلاثاء، أن معدل استهلاك المياه يفوق 3 أضعاف ما يأتي للخزان الجوفي، وأن المياه التي يستهلكها سكان القطاع غير صالحة حسب المعايير الدولية، مشيرين إلى أن 40% من الحالات المرضية في القطاع مرتبطة بتلوث المياه. وقالت عضو الحراك الشبابي من أجل تعزيز حقوق الإنسان هناء أبو حمادة إن الخزان الجوفي في قطاع غزة يعاني من التناقص المستمر ولا يغطي احتياجات المواطنين، وأنه يجب إجراء عينات دولية. وعن المشكلات التي تواجه قطاع المياه، قالت أبو حمادة إن هناك 600 بئر غير مرخص، وإنه يجب متابعة الشكاوي من المواطنين، وكذلك توعية المزارعين بكيفية استخدام المبيدات. بدوره، أوضح مدير دائرة المياه في بلدية غزة ماهر سالم حجم معاناة بلدية غزة، و أن البلدية تعمل على مدار الساعة، مضيفا أن المواطن لا يلاحظ حجم الجهد المبذول من قبل البلدية، حيث أن المواطن دائما ما يوجه الاتهامات للبلدية. وأكد سالم على أن بلدية غزة لديها من المشاريع و الاستراتيجيات لو تحققت سنعيش مثل أوروبا وأمريكيا. و أردف سالم أن استهلاكنا للخزان الجوفي يوميا 100-110 مليون لتر مكعب يوميا، أي ما يعادل 170 لتر لكل مواطن يوميا، مضيفا " أن 40% من المياه تذهب للمزارع و الخطوط الغير شرعية، وأن الاحتلال قام بتدمير خزان المنطار " . وتابع سالم " أن الاحتلال عندما شعر بخطر الصرف الصحي في البحر أعطى الموافقة على إنشاء مشروع لمعالجة مياه الصرف الصحي شرق قطاع غزة". وأضاف سالم أن البلدية جلبت 5 مليون لتر مكعب من مياه لقطاع غزة من شركة "مكروت" الاسرائيلية، ضمن اتفاق "أوسلو". وعن المشارع، قال سالم إن هنالك مشروع مخطط له منذ 10 سنوات لإنشاء محطة تحلية لقطاع غزة، موضحا أن المشروع على ثلاثة اقسام الأول في مقبرة الشيخ رضوان، والثاني مقابل نادي الفروسية، والثالث جنوب مدينة غزة. وأضاف أن هناك 6 مشاريع في كل من أحياء الشيخ رضوان و الزيتون و الشجاعية لإنشاء ابار لاستبدال الابار المالحة، لارتفاع نسب الكلورايد فيها. وأوضح أن ما يقارب 45 كيلو متر من شبكة المياه ستتغير بدءا من الأسبوعين القادمين، بسبب تهالكها مع مرور الزمن. بدوره، قال الباحث المتخصص في شؤون البيئة و المياه أحمد حلس إن الاف المناطق لا يجوز أن نسحب منها المياه بسبب مياه الصرف الصحي، وإن خزان المياه لا يصلح للشرب بسبب التلوث، حيث أنها تسبب أمراض السرطان والفشل الكلوي، حيث أن نسبة أمراض السرطان ارتفعت 17% في أخر 5 سنوات في قطاع غزة. وأوضح حلس أن مادة النترات تسبب "الأطفال الزرق" فيحدث ازرقاق و اختناق عند الأطفال. و أكد حلس أن 75 مليون دولار كانت مخصصة لمحطة المعالجة في منطقة الوسطى وسط قطاع غزة تلاشت بسبب "الانقسام الفلسطيني". وطالب حلس برفع تكنولوجيا المعالجة بدل من وضع الصرف الصحي في البحر فيدمر البيئة البحرية، ووضع حد لخطورة كل المشكلات. من جهته، قال مسؤول الحراك الشبابي من أجل تعزيز حقوق الإنسان عبدالرحمن كحيل إنهم ربطوا موضوع الورشة بحقوق الإنسان من أجل الحصول على حياة كريمة للشعب الفلسطيني وخصوصا قطاع غزة. وأوضح كحيل أنهم في الحراك كشفوا عن تقارير و إحصاءات مما استدعاهم الأمر لعقد هذه الورشة بحضور المتخصصين والباحثين و المتضررين أصحاب الحق من أجل وضع الحلول.

المصدر :