أكد سياسيون ومحللون أهمية عودة العلاقات بين حركة حماس والمملكة العربية السعودية، لما للرياض من دور كبير يمكن أن تلعبه في حل العديد من الأزمات التي يعاني من الشعب الفلسطيني داخليا وخارجيا. وشددوا هؤلاء خلال ندون سياسية نظمها تحالف السلام الفلسطيني في مدينة غزة بعنوان "الوضع الفلسطيني الراهن والتغييرات الإقليمية في المنطقة وتأثيرها على الحالة الفلسطينية وعلى مستقبل المصالحة الفلسطينية" على أن زيارة وفد حركة حماس للسعودية لها دلالاتها الهامة. وأعرب أحمد يوسف القيادي في حركة حماس ومستشار نائب رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية السابق، عن أمله في أن تسهم زيارة الوفد الأخيرة إلى السعودية في تحسين العلاقات مع مصر ومع بعض دول المنطقة، خاصة في ظل دور الرياض وأهميتها في الشرق الأوسط. وأضاف أن هذه الزيارة "تجعلنا نستبشر خيرا بقرب انفراجة ومن الاستفادة من أمور كثيرة خلالها خاصة مع دول الجوار والخليج وربما يكون لها دور في إصلاح العلاقة مع مصر وتسهيل تفكيك بعض الأزمات القائمة والملفات التي لازالت مغلقة في علاقاتنا مع مصر" وأكد يوسف أن الاتصالات مع المسؤولين المصريين توحي بأن هناك انفراجة قريبة في العلاقة مع القاهرة. كما أعرب يوسف عن أمله في أن تلعب السعودية دورا في جمع الصف الفلسطيني واستكمال جهود مصر في ملف المصالحة، مؤكدا أن الأخيرة دولة مهمة بالنسبة للفلسطينيين ومن المهم التواصل معها لتجاوز حالة الخلاف القائمة بين فتح وحماس. وكان وفد من حركة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قد زار السعودية الأسبوع الماضي والتقى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد وولي ولي العهد. بدوره قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة إن استقبال الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لوفد حماس لها "دلالاتها الإيجابية" لمصلحة الحركة. وأضاف أن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز الذي توفى في شهر يناير من هذا العام، كانت علاقاته سيئة مع حماس ومع جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة بشكل عام، معربا عن اعتقاده بأنه من الممكن أن يكون هناك تحالف جديد في المنطقة تديره المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات وبعض الدول العربية الأخرى. ولكن أبو سعدة أكد أن عودة العلاقات بين الطرفين بالشكل المطلوب لن تكون سهلة خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية السعودية عادل الجبير بأن هذه الزيارة هي لـ "أداء العمرة وهي زيارة دينية ويجب ألا ينظر لمثل هذه الزيارة بأكثر من ذلك".

المصدر :