تصطف المجندتان خولة الفهد وكروم سعد، متشحتين اللون الأسود تحت أشعة الشمس، حاملتين سلاحهما لتلقي تدريباتهن في معسكر يتبع لجهاز حرس الرئيس الفلسطيني.

تدريبات عسكرية شاقة خاضتها "الفرقة النسائية" في الميدان، فمن القفز بالحبال "الإنزال العسكري"، إلى الغوص في المياه، والمطاردة بمركبات خاصة.

"حماية شخصية مهمة تتعرض لاعتداء إرهابي" كانت مهمة المجندتين الفهد وسعد، ليتم انهاء المهمة بمهارة ومهنية عالية في التعامل مع الحالة وخروج الشخصية من المنطقة بسلام.

هذا ما ظهر في فيلم "فتيات الكومندز" الذي عُرض على قناة العربي الفضائية ضمن سلسلة "وثائقي" التي تقدمها القناة من العاصمة البريطانية لندن.

التحدي أمام خولة ورفيقتها اللواتي انخرطن في العمل بجهاز حرس الرئيس، هو وضع أنوثتهن جانبًا، كي يستحققن شرف الزي اللاتي يرتدهن، على خلاف أنه عمل ذكوريًا بامتياز.

ولطالما نجحت النساء أمام التحديات في مجتمعاتنا العربية فحافزهن هو اثبات القدرة وحق المساواة، والمجتمع الفلسطيني اليوم أعطاهن هذه الفرصة.

 وعلى سبيل المثال لا الحصر، استطاعت عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية ليلى خالد اختطاف أول طائرة في التاريخ من قبل سيدة، فضلًا عن الفدائية دلال المغربي التي نفذت عملية جريئة مع زملائها على شاطئ تل أبيب.

وتعتبر الدفعة النسائية هذه، هي الأولى من نوعها، حيث مثلت النواة لخوض النساء غمار هذه التجربة أو ما يشابهها.

الحصول على لقب "كوماندو" هو ما تسعى إليه عضوات هذه الفرقة الخاصة، حيث يتطلب اللقب اجتياز طريق صعب في تدريبات شاقة تتناغم فيها الخبرة والالتزام وروح الفريق في ميدان قد تشوبه الفوضى والخطورة.

وتقول الضابط في جهاز حرس الرئاسة الفلسطينية خولة الفهد " جذورنا التاريخية مرتبطة بالمقاومة والنضال، لكن كشعب فلسطيني زرع في قلوبنا حب الوطن، ودوافعنا تجعلنا نختار هذا الطريق من حياتنا"، حسب ما جاء في الفيلم الذي عرضته قناة العربي.

وتضيف الفهد" عملنا في حرس الرئيس على صقل من شخصياتنا، وبناء نظام حياة مختلف في أنفسنا عودنا على الصبر والتحمل".

طلاقة كلامها وجرأتها يرجع حسب ما تقول إلى النصائح والأفكار التي قدمها اللواء والمدربين لهن في جهاز حرس الرئيس الفلسطيني.

وتجد المجندة كروم سعد أهمية كبيرة في عملها لأنها تعمل مع النساء كمرافقة لإحدى الوزيرات أو زوجة رئيس حين تزور فلسطين، وهذا يتطلب أن تتعامل المرأة مع المرأة حسب بروتوكول العالم.

عمل الفريق النسائي لا يختلف عن عمل الرجال، فكما تقول كروم إنهن يقفزن من الأماكن العالية ويقاتلن ويمارسن الرماية"، حيث تصف عملهن أنه يتطلب اللياقة والرغبة واستمرارية العمل.

وبنبرة فخر تروي الزميلتان مغامراتهما في التدريب في يوم ماطر، "نزلنا في حفرة عميقة جدًا، ونظرنا إلى بعضنا البعض لصعوبة خروجنا من الحفرة، واخترعنا أن تقف إحدانا بشكل الكرسي ونتماسك للتسلق والخروج".

المصدر :