تحاول الطفلة قمر مقاط 12 عامًا الإمساك بالرجل المضحك "المهرج" لكي يرسم لها علم دولة فلسطين ويكتب لها اسم "غزة" على وجها المبتسم بأمل. ورغم معاناة الطفلة قمر من مرض السرطان "الكانسر" إلا أنها تحاول جاهدة الاستمرار في اللعب وعيش حياتها اليومية بدون التفكير بالواقع الصعب. ويعاني قطاع غزة من أزمة كبيرة في الأدوية المختصة لمعالجة مرض السرطان عند الأطفال بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ ما يقارب الثمانية سنوات. وعملت مؤسسة "بسمة أمل" بالتعاون مع فريق المحبة الشبابي يوما ترفيهياً لمرضى السرطان في قطاع غزة، لتزويد الأمل والحيوية لديهم ورسم الابتسامة على وجوهم.

الأطفال المرضي

وتقول مقاط لـ الوطنيـة : " شاركت أصدقائي في مؤسسة بسمة أمل من أجل اللعب والبعد عن الواقع الصعب والحصار الاسرائيلي المفروض علينا". وتضيف مقاط " حاولت جاهدًا السفر للعلاج خارج مدينة غزة، ولكن جميع الجهود بائت في الفشل بسبب إغلاق المعابر من قبل السلطات المصرية". وتمكن "المهرج" من رسم الابتسامة على الأطفال بالرغم من المعاناة التي يواجهونها يومًا من خلال عروضه المضحكة وألعابة المميزة. ورسم المهرج بمساعدة المدربين المتواجدون في المكان على وجوة الأطفال أعلام فلسطين وأسمائهم وبعض من الأحرف والكلام المحببة لديهم. أما الطفل حسين الجوجو (9 أعوام ) تمكن سريعًا من معرفة جميع أسئلة "فوازير" المهرج التي وجهت إليه وحصل على جائزتة. وبالرغم من صغر سنة إلا أن يملك لسانًا طلقيًا استطاع من خلاله توصيل رسالتة البريئة والبسيطة لجميع الحضور والمشاركين في الإحتفال. وقال الجوجو لـ"الوطنيـة" إن : " الاحتفال جميل جدًا وساعده كثيرًا على نسيان الخدمات التي تقدمها المستشفات الفلسطينية بأطبائها". واعتبر الطفل أن المستشفيات الفلسطينية تعاني بشكل كبير من نقص الأدوية والخدمات التي تساعد الطفل الفلسطيني على نسيان مرضة الخطير. ويعاني الجوجو من مرض السرطان الخطير ويحاول جاهدًا هو وعائلة السفر خارج القطاع لتلقي العلاج لتحسين حالتة النفسية والمعنوية.

المدربين

وشكرًا الطفل جميل المدربين والمدربيات في فريقي المحبة الشبابي وبسمة أمل على جهودهم المبزولة في مناصرة ومعاجلة ازمة اطفال السرطان في غزة. وطالب المؤسسات الدولية وجمعيات حقوق الأنسان للعمل الجاد والدوؤب من أجل محاصرة مرض السرطان من التفشي في اطفال قطاع غزة الذي يعاني الحصار والفقر والبطالة. من جانبه، قال مدير مؤسسة بسمة أمل لرعاية مرضي السرطان محمد البردويل إن: "المؤسسة تحاول جاهدة تقديم الخدمات الكاملة للأطفال المرضي في قطاع غزة من أجل تعزيز معنوياتهم النفسة ورسم البسمة على شفاههم". وأكد أن المؤسسة تعمل بشكل كبير على توفير الموصلات للمرضى من أجل وصولهم إلى المستشفات لتلقي العلاج اللازم للمحافظة على حياتهم اليومية. وأضاف أن الفترة الترفيه تقدم بشكل او بأخر لتخفيف المعاناة والألم النفسي أثناء العلاج وهذه الحملات مستمر ودائمًا على مستوى المتابعة للمرضى. وتقدم المؤسسة الدعوات لجميع الطلاب في المخيمات والاحتفالات الترفيه من أجل الحضور سواء كانوا في قطاع غزة أو خارجها من أجل تعزيز ثقتهم بأنفسهم بشكل كبير. وتعمل المؤسسة مع العديد من المؤسسات الأخرى في قطاع غزة العديد من الفعاليات لاطفال السرطان من أجل تخفيف معاناتهم اليومية. وأكد أن الهدف الأساسي من المؤسسات الخيرية ليس المال الذي أكد أنه عنصراً جيداً، ط لكنه لا يزرع البسمة في قلوب الأطفال المرضى". وقالت رئيسة مجلس الإدارة بفريق المحبة الشبابي ميساء الكرد إن ما يقدم للأطفال المرضى حاليًا هو نشاط ترفيهي الهدف منه رسم البسمة على وجو الأطفال بسبب المرض الصعب الذي يعانون منه. وأضافت " نحاول بكل ما نستطيع أن ننسيهم المرض الذي يعانون منه، رغم قلة الإمكانيات الموجودة لدينا. وبينت أن المؤسسة تحاول بقدر المستطاع إيجاد تعاون مالي من المؤسسات الخيرية الهادفة إلى مساعدة اطفال السرطان في غزة، مؤكدًا أنها لن تستلم حتى تجعل الأطفال يشعرون بأمان ويقاومون المرض. ودعت المؤسسات الخيرية وجمعيات حقوق الأنسان النظر إلى الأوضاع الاقتصادية التي تواجه قطاع غزة جراء العدوان الاسرائيلي الأخير.

المصدر :