من بين أزقة حي الشجاعية المدمر، علت أصوات الفرح لتستقبل عيد الفطر المفقود منذ عام مضى، والحاضر هذا العام من بعد معاناة حرب غزة الأخيرة.

حمل الشاب العشريني إيهاب شومان حقيبته المليئة بالونات الفرح، وطرق باب منزل عائلة البطريخي، ويبدأ المشهد باستقبال أطفال العائلة لـ "بائع الفرح" المنتظر بشغف قل من مثله النظير.

بدأ بائع الفرح بتزيين المنزل ببالوناته وبما هو مخبأ في جرابه، وبرفقته أطفال العائلة الذين تداعبهم البالونات المتطايرة في كل أرجاء المنزل، حيث لا شيء يصف المشهد كما يستحق.

"صنعنا كعك العيد وجلبنا الحلويات واليوم نزين منزلنا لنفرح صغارنا"، هذا ما قلته صاحبة المنزل فتحية البطريخي لـ كاميرا الوطنيـة حين رافقت شومان.

وبعد اقتناء ملابس العيد الجديدة، وزيارة الشاب شومان، اكتملت فرحة الحفيدة حنين الميدنة، حيث تنظر اكتمال تزين المنزل لتتوج فرحتها بأجواء العيد المفقود.

ومن بين أكوام البالونات الملونة تجد أطفال العائلة يضحكون، وكأنها المرة الأولى التي تطرق السعادة باب منزلهم، حيث يتسابقون لالتقاط صورًا لهم بجانب دمية صُنعت من نفس البلالين.

فريق عمل مكون من أربع زملاء جمعهم تخصص هندسة أنظمة الحاسوب، كان بداية إنشاء شومان لشركة مشروع البلالين.

 ويروي شومان نشأة شركتهم الصغيرة، حيث "جاءت الفكرة عن طريق عمل مشروع لموقع في الضفة الغربية ضمن مشاريعنا الدراسية، وتم الاتفاق على أن يمنحنا صاحب الموقع فكرة، وبالمقابل نقوم بإنجازها بشكل مجاني".

وبعد فترة من العمل أنجز الفريق مهمته بشكل متميز، حيث تفوقوا على أعمال صاحب الفكرة ذاتها حتى.

وعن طبيعة العمل، يتحدث شومان "نتواصل مع الزبائن عن طريق صفحة الشركة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ونعرض ما أنتجناه من أعمال سابقة عليها، حيث نعمل على تزيين المنازل أو المؤسسات كفريق متكامل حسب ما يتم طلبه".

كما يعمل الفريق الشبابي أيضًا على تزيين بعض المناطق السياحية في مدينة غزة.

ويعمل شومان وفريقه في مشروعهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة، كنظرة الناس لغلاء أسعار التزيين أو عدم أهميته، إضافة لاضطرارهم لانتظار بعض مواد العمل من الخارج، والتي تعرقل وصولها بسبب إغلاق معبر رفح.

وبعيون ملؤها الأمل بمستقبل باهر يؤكد شومان على أن مشروعهم "سيصل كل منزل في غزة، وسنحقق هدفنا منه، والذي يتمثل بزرع السعادة وحصادها في عيون الأهالي".

المصدر :