يتسابق زوار "الحارة الملونة" في حي الزيتون شرق مدينة غزة على التقاط صورًا تذكارية بين الجدران الملونة واللوحات الخشبية الرائعة المصممة على أشكال مختلفة تخطف الأنظار. وصممت الحارة بألوان فاتحة رائعة منها " الأخضر، والأزرق السماوي، الوردي" لتساعد الزوار على الانتباه، وتملأ الأجواء بالتفاؤل والحب. وجاءت فكرة تلوين الحارة عندما بدأ المواطن " محمد الصعيدي 58 عاما" من سكان الحي بتلوين بيته من الخارج ببعض من الألوان الزاهية، حيث توسعت الفكرة وشملت 10 منازل بمساعدة من شُبان الحارة بالمواد والتخطيط والتنفيذ. وتشجع الجميع لتنفيذ الفكرة من أجل تحويل منازلهم للوحة تضم ألوانا تبعث الفرح والراحة بين سكانها لتعرف حاليا بـ"الحارة الملونة". وأصبح السكان لديهم القوة والعزيمة لتوسيع الفكرة حتى تنتقل إلى جميع حارات قطاع غزة والخروج من جو الحروب والألم التي عاصروها خلال العدوان الأخير في يوليو – اغسطس من العام الماضي. إلى جانب الصعيدي، يعمل "المواطن عماد نايف 43" على صناعة الأشكال الهندسية الخشبية بشكل جذاب وجميل، تُضيف رونق جذاب إلى الجدران الملونة. وإضافة إلى صناعة الأشكال الخشبية يعمل بجهد مع فريق متواضع من الشُبان والأطفال على تلوين أحواض الزراعة "القوارير". والذي شجع نايف على صناعة الأخشاب والأحواض الزراعية وتلوينها، هم الجيران الذي قدموا له كل العون واثنوا على عمله مرات عديدة. ويقول نايف لـ"الوطنيـة" إن موافقة المواطنين وسكان الحارة على تلوين جدران بيوتهم الخارجية بالألوان الباهتة دعمه أكثر وشجعه على تقديم مزيدًا من الإبداع. واستخدم سكان الحارة، الأحجار الصخرية بمختلف أحجامها، والصناديق، والقواعد الخشبية، وأُطر السيارات المتهالكة و"قوالب الفخار" وأبسط الأدوات لتزيين حارتهم بأسعار زهيدة. ويأمل سكان الحارة أن يشتعل حس الغيرة لدى العديد من المواطنين لتلوين حاراتهم من أجل تقديم رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي ولجميع دول العالم العربي والدولي بأن قطاع غزة مشع بالحياة وأنه مكافح من أجل حريته.

رمضان أكثر أناقة

وفي ليالي شهر رمضان الفضيل تبدو الحارة أكثر أناقة وجمالا، والأطفال يلهون بين الأزقة وفي أيديهم "فوانيس" رمضان التي تضيء عتمة الليل. ويشعر السكان باختلاف أجواء الشهر المبارك كثيرًا عن سابقيه من الأعوام وخاصة العام الماضي التي شبت فيه حرب فاشية عنيفة، لمدة 51 يوميًا. وترى ميس نايف 20 عامًا وهي إحدى المشاركين أن الهدف من فكرة تلوين الحارة هو رسم البسمة على وجوه الأطفال والأهالي وزرع المحبة والسعادة والأمل لمساعدتهم على تغير نفسية الأطفال وتحسين سلوكهم للأفضل بعد العدوان الأخير. وتعج أزقة الحارة بالزوار والمهتمين طوال الوقت للاستمتاع بالمشاهد التي تبعث الأمل بسبب الألوان الرائعة والأشكال الخشبية المميزة. تقول ميس لـ"الوطنيـة" إن العديد من الأشخاص المتواجدون خارج القطاع ينتظرون عودتهم لغزة من أجل زيارة الحارة والاستمتاع بها.

المصدر :