وضعت حرب 2014 أوزارها في السادس والعشرين من أغسطس 2014، لكنها تركت خلفها آلاف المنازل المدمرة والأسر المشردة. عائلة زعبوط في حي الزيتون شرق مدينة غزة هي أولِ العائلات الفلسطينية الذي قرر الاحتلال ترحيلهم من منزلهم وهدمه ليصبح أثراً بعد عين في ليلة الثامن من يوليو لتبدأ حكاية النزوح والتشرد. وبقيت هذه العائلة المكونة من 16 فرداً متنقلة بين الخيم ومنازل الأقارب ومراكز الإيواء بحثاً عن مكان يستر أفرادها، منتظرة البدء بالإعمار. وتستذكر أم سامي زعبوط صاحبة المنزل المدمر ليلة قصف المنزل، وتروي للوطنية التفاصيل: " تلقى منزل أخي المجاور لمنزلنا اتصال هاتفي بأن يتم اخلاء منزلنا ليتم قصفُ، حالة من الهلع والخوف لم أتوقع أن يحدث ذلك، خرجنا من المنزل وتركنا كل شيء لم نستطع أن نستخرج الأوراق الثبوتية ولا المال والذهب". وأضافت " 51 يوم عشناها طيلة الحرب كانت ألم وحسرة ومعاناة بعد ما هدم الاحتلال منزلنا فجرا، وشرد أسرة كاملة بأطفال ونساء ". هذا المنزل الذي يتكون من ثلاثة طوابق على مساحة 250 مترا الذي كان يحتوي على خيراتً من أشجار الزيتون والرمان والتين والبلح والى جانب عش للحمام والعصافير أصبح أثراً بعد عين، تضيف أم سامي التي لا تزال تنتظر إعادة إعماره والتعويض عن الخسائر. وتتابع " أكثر من 10 شهور والركود قائم بالبلد لا حلول ولا بدائل سوى خيام تم توزيعها لنا، لكنها لا تسد الحاجة لعائلة كبيرا مفتقرة لجميع مقومات الحياة الأساسية ". وطالبت أم سامي الجهات المعنية والرسمية بالنظر للنازحين الذين هجروا قسرا وفقدوا منازلهم بالنظر إليهم بقلوب رحيمة. وكان وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة أعلن أن الاحتلال الإسرائيلي وافق على إدخال مواد البناء اللازمة لإعادة إعمار الدفعة الأولى (663 وحدة سكنية) للمواطنين المهدمة بيوتهم كليا في العدوان الأخير على قطاع غزة. الوضع الاقتصادي ولولا ثقل المسئولية لما اختار مجدي زعبوط التضحية بدراسته من أجل توفير المال والمصاريف لعائلته المنكوبة، ويقول " أنهيت الثانوية العامة هذا العام بنجاح، لكن فرحتي لن تكتمل كباقي الطلبة الملتحقين بالجامعات، لأن وضعنا السيء لا يسمح لي لأكمل دراستي". ويتمني مجدي أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بغزة والاسراع بإعادة الاعمار وتوفير فرص عمل لعيش كريم. يذكر أن الحرب على غزة 2014 استمرت على مدار 51 يوماً استشهد وجرح خلالها مئات آلاف الفلسطينيين نصفهم من النساء والأطفال.

المصدر :