أظهرت  نتائج فرز أكثر %80 من أصوات المشاركين في الاستفتاء العام في اليونان أن أغلبية واضحة تبلغ حوالي 61% منهم قرروا رفض الطروحات الأوروبية لحلحلة أزمة الديون اليونانية تمشياً مع موقف الحكومة اليونانية مقابل 38.69% للمؤيدين، ووفقا للنتائج النهائية التي نشرتها وزارة الداخلية، حيث بلغت نسبة المشاركة 62.5%. ويعقد قادة دول منطقة اليورو غدا الثلاثاء في بروكسل قمة مخصصة لانعكاسات رفض اليونانيين خطة الإنقاذ في الاستفتاء الذي جرى أمس، وتباينت تصريحات المسؤولين الأوروبيين بشأن مستقبل المفاوضات مع أثينا. بدوره، أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك عقد قمة لزعماء منطقة اليورو غدا الثلاثاء في بروكسل، ويسبق القمة اجتماع لوزراء مالية دول المنطقة اليوم. من جهتة اخرى، تواصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هاتفيا واتفقا على لقاء مساء اليوم في باريس. في حين، أعرب رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز عن قلقه إزاء انعكاسات نتيجة استفتاء اليونان على شعبها، محذرا من إشارة الحكومة اليونانية إلى فتح البنوك قريبا لمخاطر حدوث فوضى مصرفية. ودعا شولتز الحكومة اليونانية إلى تقديم مقترحات مهمة وبناءة، وإلا "فإننا سندخل فترة بالغة الصعوبة وحتى تراجيدية". من جهته، اعتبر رئيس مجلس وزراء مالية دول منطقة اليورو يروين ديسلبلوم أن فوز "لا" في استفتاء اليونان "أمر مؤسف جدا لمستقبل اليونان"، مؤكدا أن انتعاش الاقتصاد اليوناني يمر عبر تطبيق إجراءات وإصلاحات صعبة. في المقابل، أكد رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس لمواطنيه أن نتيجة الاستفتاء لا تعني أبدا قطيعة مع أوروبا، ولكنها ستعزز قدرة بلاده التفاوضية. وسيبحث تسيبراس اليوم الاثنين مع رئيس اليونان بروكوبيس بافلوبولوس ليطلب منه الدعوة إلى اجتماع لقادة الأحزاب السياسية في البلاد لمناقشة مسألة الاتفاق مع الدائنين. من جانبه، قال وزير الداخلية والإصلاحات الإدارية اليوناني نيكوس فوتشيس إن "مهمة الحكومة في المرحلة القادمة هي المضي قدمًا في حماية الشعب اليوناني، وتخليصه من الشروط الصعبة المفروضة عليه". يذكر أنه نظم استفتاء اليونان بعد أشهر من المباحثات غير المثمرة بين أثينا والجهات الدائنة وهي الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي. ومنحت هذه الجهات الدائنة منذ العام 2010 اليونان 240 مليار يورو (نحو 265 مليار دولار) من المساعدات والوعود بقروض، لكنها لم تدفع شيئا لأثينا منذ نحو عام.

المصدر :