بالفرحة والبهجة استقبلت عائلة الغفور في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة التهاني والتبريكات من الأقارب والأحباب بتفوق ابنتهم حنان في التوجيهي التي حصلت على معدل 98.1%، بعدما حرموا الفرحة العام الماضي بنجاح أختها الأكبر بحصولها على معدل 99.1% بسبب الحرب التي شنها الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة. وتؤكد حنان 17 عاماً التي روت لـ الوطنيـة قصة تفوقها أن هذا النجاح رسالة للاحتلال الذي قصف منزلها العام الماضي، وخرجت من تحت الركام بأعجوبة. وتقول: " كنت أنا ووالدي وأمي في المنزل لحظة القصف فجراً، فوجدت نفسي تحت ركام المنزل فبدأت بالنداء على والدي لينقذني من تحته، اعتقدوا بأني استشهدت ولكن وجدوني ما زالت أتنفس وكنت على قيد الحياة، وبعد ذلك انتقلت للمستشفى كانت اصابات ورضوض خفيفة". وعاهدت حنان نفسها بعد تلك اللحظات الصعبة التي عاشتها داخل المستشفى ورؤيتها للجرحَ والمعاناة التي عانوها آنذاك أن تدخل كلية الطب لتداوي أهالي شعبها من الظلم والقهر الذي حل عليهم خلال الحروب الثلاثة. وأعربت حنان عن سرورها بحصولها على الامتياز والتفوق الباهر بالتوجيهي بمعدل 98.1% وقدمته هدية لأسرتها وللشعب الفلسطيني في الربوع والشتات، مشددة على أنها رسالة للجيش الإسرائيلي الذي سرقَ أحلام الطفولة وذكريات العائلة داخل أزقة منزلهم المدمر.

صعوبات

أما والدة حنان، فقالت إنها واجهت صعوبات نفسية جمة السنة الماضية من قلة التركيز والاستيعاب، " حيث كانت تتفوق بقدرتها الهائلة بالاستنتاج والتحليل بوقت قصير، لكن قصف المنزل والنزوح الذي شهدناه عرقل ذلك". وأضافت "  تم توفير جو دراسي هادئ ومريح متحدينَ جميع المعيقات لتشعر بالراحة والطمأنينة". ويأمل والدها أنور عبد الغفور بأن تدرس ابنته الطب بإحدى الجامعات لكي تتعلم دقة وحرفية المهنة لتقدم المساعدات للمرضي ولتكن ذخرا للوطن. وقال عبد الغفور : " نجاح ابنتي كان فرحة عارمة لجميع الأهل والأقارب ورسالة تتوعد بها الاحتلال الذي دمر المنزل، واصرار على رؤيتها لمعاناة الجرحَ آنذاك والتي تذوقت كأس الألم " .  

المصدر :