قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن تسجيلي الفيديو الذين نُشرا مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر فيهما رجال أمن لبنانيون يعذبون عددًا من السجناء في سجن "رومية" شرق العاصمة بيروت، هما تأكيد علني على الإذلال والتعذيب الذي دأبت الأجهزة الأمنية اللبنانية. وأضاف الأورومتوسطي في بيان وصل الوطنيـة نسخة عنه صباح الإثنين، أن الأجهزة الأمنية اللبنانية اعتادت على ممارسة التحذيب بحق المعتقلين في مختلف السجون في لبنان، سيما في سجن "رومية" الذي يعد أكبرها. وبحسب الأورومتوسطي، فإن التسجيلان الذين تم نشرهما يعودان لشهر نيسان/إبريل الماضي حيث يُظهران عدداً من الموقوفين وقد تمت تعريتهم بشكل شبه كامل، وهم يتعرضون للضرب بالعصي والركل والإهانة على يد رجال أمن. وأوضح المرصد الحقوقي أن سجن رومية "يفتقد للبنية التحتية الآدمية، وهناك معلومات عن تعرض أحد السجناء لفقدان عينه جراء التعذيب، وإجبار آخر على اغتصاب زميله"، بالإضافة لتعرض عائلات السجناء لإهانات العسكريين أثناء الزيارة. وأكد على إعطاء هذه التسجيلات لدليل لا لبس فيه على ممارسة التعذيب في السجون اللبنانية، وهو ما كانت الحكومة اللبنانية قد نفته سابقاً مراراً على لسان وزير داخليتها. وأشار الأورومتوسطي الذي يتخذ من جنيف مقرًا له، إلى أن التعذيب منتشر في كافة السجون ومراكز التحقيق اللبنانية، بما في ذلك غير الرسمية منها، لا سيما مبنى وزارة الدفاع الذي يتضمن قسما للتعذيب تحت الأرض، ومبنى المديرية العامة للأمن العام. ولفت المرصد إلى أن لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، كانت قد خلصت في تقريرها الأخير حول لبنان إلى أن الأجهزة الأمنية هناك "تمارس التعذيب بشكل منهجي". وتابع أن لبنان كان قد صدّق على اتفاقية مناهضة التعذيب، وعليه بموجبها وبموجب قانوني العقوبات اللبناني، ولا سيما المادة (401) منه، والتي جرّمت التعذيب ونصت على عقاب من يمارسه، أن يقوم بالكشف عن المسؤولين عن عمليات التعذيب ومن يعطونهم الأوامر. وشدد على ضرورة معاقبتهم بموجب ذلك، وترتيب آلية لتنظيم زيارات دورية لأماكن الاحتجاز والموقوفين للتأكد من عدم ممارسة التعذيب. ودعا الأورومتوسطي الحكومة اللبنانية إلى العمل بشكل فعال لإنهاء مأساة الموقوفين لمدد طويلة دون محاكمة، خصوصاً أولئك الذين مضى على اعتقالهم أكثر من 7 سنوات، مشيرًا إلى ضرورة إلغاء الإدانات بحق من انتزعت منهم الاعترافات تحت التعذيب، وإطلاق سراح من لا تتم إدانته.

المصدر :