دعا متحدثون اليوم الإثنين إلى رفع ملف الأسرى الفلسطينيين في داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتفعيل دور وسائل الإعلام في مناصرة قضية الأسرى، خاصة المرضى والأطفال منهم. وقال رئيس مجلس أمناء الكلية العصرية الجامعية سامر شيوخي خلال المؤتمر السنوي الخامس "إبداعات انتصرت على القيد" المنعقد في مدينة رام الله، إن المؤتمر هو تأريخ للتجربة النضالية من خلال رسائل الأسرى، وهي أصدق تعبير لمرحلة يكتب فيها توصيف دقيق للحظة تاريخية، وتضم تكثيفا تاريخيا وسياسيا وعاطفيا لحياة الأسير. بدوره، أكد مدير عام مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة فهد أبو الحاج، حرص المركز في كل عام على توثيق وقائع وأوراق المؤتمر السنوي "إبداعات انتصرت على القيد"، وإصدارها في كتب تحمل اسم وعنوان المؤتمر. وأضاف أن الإصدارات ستوزع على الشخصيات والمؤسسات والأطر المعنية بقضية الأسرى، وتضاف إلى العمل الموسوعي الذي أنتجه المركز، وتحقق حلم الأسرى والمحررين والباحثين. وأوضح أن الرسائل تحمل الأدب، والتنظير السياسي والفكري، ما حوّل المعتقلات إلى مدارس وجامعات بعد أن انتزع الأسرى بإضراباتهم المتتالية عن الطعام الحق في حصولهم على أقلام ودفاتر وكتب، وبين أن المركز يجري عملا بحثيا شاملا حول رسائل الأسرى، كما سبق له إصدار بحث حول رسائل المحرر حسن عبد الله. وأشار رئيس جامعة القدس عماد أبو كشك، إلى أن مؤتمر "إبداعات انتصرت على القيد"، أصبح تقليدا سنويا، يبقي قضية الأسرى حية في قلوب وعقول ووجدان كل فلسطيني وكل حر في العالم. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جمال محيسن، إن القيادة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، ترفض العودة للمفاوضات دون الإفراج عن الأسرى، وخاصة الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال على أراضي 1967، وتجميد الاستيطان. وشدد على ضرورة إنهاء الانقسام الذي قامت به حركة حماس في مثل هذه الأيام قبل ثماني سنوات. وأضاف أن الأسرى يمثلون شريحة كبيرة من المجتمع الفلسطيني، حيث قدرتهم الإحصاءات الرسمية بنحو 800 ألف أسير منذ العام 1967، وحاليا يوجد نحو 7 آلاف أسير يقبعون خلف قضبان الاحتلال، ومؤتمر اليوم جهد كبير للاطلاع على تجربة الأسير الفلسطيني، ونقل قضية الأسرى من قضية وطنية، إلى قضية عربية ودولية. وفي كلمة القوى الوطنية، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، إن القوى وجهود المستوى الرسمي والشعبي والمؤسساتي تؤكد إبقاء ملف الأسرى على سلم الأولويات، وإن محطة الأسرى محطة هامة في تاريخ الشعب الفلسطيني، ومن الضروري مواكبتها وتأريخها، ولها أهمية استثنائية في جدول الأعمال الوطني. وأضاف أن الجهود على المستوى الخارجي متواصلة وبكثافة، حيث عقد مؤخرا مؤتمر للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين في ألمانيا، ومؤتمر آخر في إيطاليا، بحضور أعضاء برلمانات أوروبية هامة، ما يدفع تجاه تفعيل ملف الأسرى ورفعه إلى الجنائية الدولية، حيث اختطاف المناضلين والمواطنين الفلسطينيين وزجهم في سجون القمع جريمة تحاسب عليها إسرائيل. وشكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة، لما يقوم به من توثيق للتاريخ والمعاناة والبطولات التي خاضتها الحركة الأسيرة ضد السجان، في وقت يستمر فيه الاشتباك ضد اللامبالاة والبطش الإسرائيلي، والإضرابات الفردية الملحمية التي يخوضها الأسرى خضر عدنان، وشيرين العيساوي، وعبد الله البرغوثي، وأن الإضرابات هي رسائل غير مكتوبة تحكي قصة معركة كرامة يرسلها الأسرى إلى العالم. وحذر قراقع من خطورة قانون "التغذية القسرية" الجديد والذي تمت الموافقة عليه بالقراءة الأولى، وسيتم عرضه قريبا على الكنيست الإسرائيلية للتصويت عليه بالقراءتين الثانية والثالثة، والذي يسمح لـمصلحة سجون الاحتلال تغذية الأسير المضرب عن الطعام، رغمًا عنه في حال الخطورة على صحته. وقال قراقع إن الرسائل التي جسدها وكتبها الأسرى تمثل ردا على الخطاب الثقافي الإسرائيلي الذي يعمل على تشويه صورة الأسير الفلسطيني، عبر مناهجه التعليمية ووسائل إعلامه، حيث أثبتت الرسائل أن الأسير إنسان، لديه عائلة وأولاد وبيت ومشاعر، وليس كما صورته المناهج والإعلام الإسرائيلي بأنه مخرب ووحش، حيث عملت إسرائيل وخاصة عبر إعلامها على بناء صورة نمطية للأسير الفلسطيني بينت فيها أنه مخرب ولا يجب التعاطف معه أو منحه حقوقه، وأثرت الصورة في الرأي العام العالمي لفترات طويلة، إلى أن أثبت الأسير أنه إنسان يدافع عن حقه وقضيته وكرامته.

المصدر :