يصل رئيس الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنياع، إلى الدوحة لعقد سلسلة من الاجتماعات مع رئيس وزراء قطر ومسؤولين مصريين رفيعي المستوى، غدًا الإثنين.

وتأتي تلك الزيارة في إطار التباحث حول المقترح الذي قدمته حركة حماس للوسطاء، الخميس.

وأشارت القناة «i24news» إلى تفاصيل الورقة التي قدمتها حماس، وتضمنت مقترحًا لوقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا، يتبعه وقف دائم في المرحلة الثانية.

وطالبت حماس بانسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق رئيسة في غزة، مؤكدة أن هذا سيفتح الطريق أمام عودة النازحين وتسهيل مرور المساعدات.

وتضمن المقترح أيضًا شروطًا لإطلاق سراح 50 أسيرًا فلسطينيًّا، مقابل كل جندي إسرائيلي أسير.

ومع بداية المرحلة الثانية، تطالب حماس بإعلان وقف دائم لإطلاق النار قبل تنفيذ أي تبادل للأسرى، وتتبعها مطالب ببدء عملية إعادة تأهيل شاملة لقطاع غزة.

وعقد وزير جيش الاحتلال، يوآف غالانت، مساء السبت، جلسة نقاش بمشاركة كبار مسؤولي الجيش والموساد والشاباك وممثلي المفاوضات، حول موضوع جهود إعادة الأسرى.

وقالت صحيفة «هآرتس» إن المقترح الذي قدمته حماس في نهاية الأسبوع يظهر مرونة، ويتجدد معه احتمال التوصل إلى اتفاق، إلا أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يواصل التأكيد على «ضمان النصر الكامل»، ومن الصعب توقع انعطاف حاد في موقفه من إتمام الصفقة.

ولفتت إلى تناقض الموقف الإسرائيلي، حيث إنه بعد أن جاء الرد من حماس، نُشر ردان من إسرائيل، الأول من مصادر سياسية رأت أن المحادثات تعكس مرونة في موقف حماس، وبعد أقل من ساعة أصدر مكتب نتنياهو بيانا رسميا قال فيه إن «حماس تواصل ترسيخ نفسها في مواقف لا أساس لها من الصحة».

ورأت الصحيفة أن «فرصة التوصل إلى اتفاق تعتمد على مساحة المناورة التي سيمنحها نتنياهو للوفد في قطر».

ومن المقرر أن يبحث نتنياهو اليوم مع مجلسي الحرب والكابنيت، الصلاحيات التي سيحصل عليه فريق التفاوض في قطر، برئاسة رئيس الموساد.

ولفتت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن تقييم وزراء الحكومة هو أن نتنياهو لن يفسد الصفقة إذا كان هناك شيء حقيقي، رغم أنه لا يبدو متحمسًا بشكل خاص، وهناك انطباع بأنه يحاول تأخير القرارات الصعبة، ورأت مصادر مطلعة أن نتنياهو في تصرفاته «يفعل كل شيء لتجنب التوصل إلى اتفاق».

ويرى جميع أعضاء مجلس الحرب أن المفاوضات المباشرة في قطر يجب أن تستمر، وأنه يجب إرسال وفد إلى الدوحة.

ويقول مسؤولون بارزون في حكومة الاحتلال، إن العائق الأكبر هو مطلب حماس بعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، وبحسب رأيهم فإن الاستجابة لمطلب حماس ستضر بـ«إنجازات الحرب» وتعني إعادة شمال القطاع إلى حماس.

وهناك قضية أخرى، وهي المرحلة الثانية من الصفقة ومطالب حماس بشأن إنهاء الحرب.

عائق آخر، هو مطالبة حماس بتحرير 100 أسير، على أن تحدد الحركة أسماءهم حصرًا، وحتى الآن لم تعلن حماس الأسماء.

وهاجم عضو المجلس الوزاري السياسي الأمني، وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، بشدة رؤساء المؤسسة الأمنية، ودعا نتنياهو إلى منع الوفد من الذهاب إلى الدوحة.

وقال: «لقد عارضت مغادرة الوفد إلى باريس وقطر في المرة الماضية، وثبت أنني كنت على حق، موقف حماس الوهمي يظهر أن أتباع الصفقة في حكومة الحرب ومؤسسة الجيش قد ضلوا الطريق، وتصرفاتهم لا تزيد السنوار إلا تمسكًا، وتجعل عودة الأسرى بعيدة أكثر».

المصدر : وكالات