لا يزال المستوطنون الإسرائيليون، الذين كانوا يعيشون في مستوطنات غلاف غزة التي اجتاحتها عناصر المقاومة الفلسطينية في عملية "طوفان الأقصى"، خائفين من العودة إلى المنازل التي تركوها، فيما يشترط بعضهم للعودة للعيش هناك "القضاء على الفلسطينيين"، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة The Financial Times البريطانية.

حسب تقرير الصحيفة، الذي نُشر اليوم الثلاثاء، فإنه رغم مرور أكثر من شهرين على عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة، فإنه في مزرعة بذور هيلا فينلون في مستوطنة نتيف هاسارا، على حدود إسرائيل مع قطاع غزة، لم تبدأ الحياة بعد في العودة إلى طبيعتها.

وأضافت الصحيفة، لا تزال البيوت مترامية الأطراف التي ضربتها الصواريخ متهالكة ومتفحمة، في حين أنَّ الآلات المستخدمة لزراعة بذور الفلفل والكوسة لم تعُد تعمل لأنها مليئة بالشظايا. وتتخلل الأيام والليالي أصوات انفجارات مدوية من موقع مدفعي إسرائيلي قريب.

حيث قالت إريت، إسرائيلية من تلك المستوطنة التي أجلَتها السلطات إلى تل أبيب، لكنها لا تزال تعود وحدها للعمل في مزرعة هيلا فينلون: "لا نعرف كيف ستنتهي [الحرب]. لكن إذا سألتني، لن أعود للعيش هنا مع أطفالي إلا في حالة انتهاء وجود الفلسطينيين".

أضافت: "قبل الحرب، أخبرني الجيش أنَّ الوجود هنا آمن، وصدقتهم، ثم جاءت حماس". وقالت الصحيفة البريطانية إن هناك مزيجاً مماثلاً من الخوف والغضب في مختلف أنحاء إسرائيل، إثر الصدمة الناجمة عن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.

من ناحية أخرى، رفض سكان المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة توقف الحرب، حتى لا تعود حركة حماس لتهديد دولتهم، بما في ذلك من خلال إطلاق الصواريخ.

الرأي نفسه عبّر عنه كبار القادة في إسرائيل على الرغم من تصاعد الضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، هذا الشهر: "لقد سُئلت مؤخراً عمّا إذا كانت لدينا الشرعية لمواصلة القتال، وأجيب على ذلك: ليست لدينا الشرعية للتوقف".

كما قال المسؤولون الإسرائيليون إنَّ استمرار أي وضع لا يستطيع فيه المستوطنون الإسرائيليون في هذه المناطق العودة إليها سيكون غير قابل للتبرير. ومن بين المتضررين تسادوك باروخ، وهو مزارع في مستوطنة ميفتاحيم، التي تقع على بعد نحو 5 كيلومترات من غزة. 

منذ بدأت الحرب، انخفض إنتاج محصوله من الطماطم بنسبة 40%، واضطر إلى الاعتماد على المتطوعين بعدما غادر معظم التايلانديين الذين عملوا معه بسبب الحرب.

الحرب في رأيه لا ينبغي أن تنتهي حتى تصير سيطرة إسرائيل على غزة مماثلة لسيطرتها على الضفة الغربية المحتلة. ويقول إنَّ الضغوط التي تمارسها دول أخرى، مثل الولايات المتحدة، لكي تنهي إسرائيل هجومها قبل ذلك الوقت، تعكس ازدواجية المعايير.

قال باروخ: "لا أعتقد أنَّ الرئيس الأمريكي جو بايدن كان سيُوقِف الحرب لو تعرضوا لأسوأ هجوم على الإطلاق؛ فهو لن يوافق على شاحنة واحدة من المساعدات الإنسانية، ولن يسمح بدخول قطرة ماء". وأضاف: "سننهي المهمة، لأنه إذا لم نفعل ذلك، فلن يعيش أحد هنا".

المصدر : وكالات