أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أمس السبت، عن دعمه الكبير لإسرائيل في الحرب التي تخوضها على قطاع غزة منذ أسابيع، معتبراً أن هذه الحرب تدور "بين الحضارة والتوحش"، بحسب تعبيره، كما توعد بـ"الانتقام" للإسرائيليين الذين قتلوا في عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها فصائل من المقاومة الفلسطينية. 

جاء ذلك في كلمة ألقاها ترامب أمام تجمع يهودي في ولاية لاس فيغاس، حيث يتسابق سياسيون أمريكيون إلى إظهار الدعم لإسرائيل، في محاولة لاستقطاب دعم المانحين اليهود، خلال السباق والترشح إلى البيت الأبيض. 

ترامب قال أمام حشد من الناس إنه يتعهد بالانتقام للقتلى الإسرائيليين، في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بشكل "يتجاوز أي تفكير"، وأضاف أنه "سيدافع عن إسرائيل كصديقة وحليفة لنا مثلما لم يفعل أحد من قبل".

وفي تصريحات لصحيفة "freebeacon" الأمريكية، قال ترامب إنه يدعم زيادة المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل في الحرب التي تخوضها على غزة، وقال إن تل أبيب "لا يمكنها حتى التفكير في خسارة المعركة"، وفق قوله.

و وصف ترامب الحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة في غزة، بأنها "معركة بين الحضارة والتوحش، وبين الأدب والفجور، وبين الخير والشر"، مردداً بذلك تصريحاً مشابهاً لما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال إن الحرب ضد القطاع هي "حرب بين النور والظلام"، وفق تعبيره. 

وأضاف ترامب أن "كل حياة تُزهق في هذا الصراع تقع على عاتق حماس، حماس وحدها"، بحسب قوله. 

كذلك تعهّد ترامب بأن يتم إلغاء تأشيرات الأشخاص الذي أظهروا تعاطفاً مع حركة "حماس"، وقال: "وسنخرجهم من جامعاتنا ومدننا، وسنخرجهم من بلدنا".

وكان ترامب في بداية رئاسة عام 2017، قد فرض قيوداً صارمة على دخول المسافرين من إيران وليبيا والصومال وسوريا واليمن والعراق والسودان، لكن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ألغى الحظر في أول أسبوع له في منصبه عام 2021.

ترامب استغلّ حديثه في سياق دعمه لإسرائيل بمهاجمة الرئيس بايدن، وقال لصحيفة "freebeacon" إن بايدن مسؤول عن انتشار ما أطلق عليها "المسيرات المعادية للسامية" في أمريكا، مشيراً بذلك إلى التظاهرات التي خرجت ضد الحرب الإسرائيلية على غزة. 

كما هاجم ترامب كلاً من العضوتين الديمقراطيتين في الكونغرس، إلهان عمر، ورشيدة طليب، إضافة إلى ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، وقال إنه سيدعم طردهن من "الكونغرس" "بسبب تصويتهن ضد قرار يدين حماس"، واعتبر أن انتقاد إسرائيل من قبل الديمقراطيين في الكونغرس كان علامة سيئة لجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل.

ويُعد ترامب من الشخصيات المحبوبة لدى المؤيدين لإسرائيل في أمريكا، بسبب دوره في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ودوره في توقيع اتفاقيات تطبيع بين تل أبيب ودول عربية، كما سبق أن قطع المساعدات عن الفلسطينيين، فضلاً عن أن إدارته اتخذت خطوات لتصنيف حملة مقاطعة إسرائيل على أنها معادية للسامية، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز".

يأتي هذا فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ23 على التوالي، عملية عسكرية في قطاع غزة، أطلق عليها اسم "السيوف الحديدية"، ودمر خلالها أحياء بكاملها، وأوقع 7814 شهيداً، بينهم ما لا يقل عن 3195 طفلاً، و1863 سيدة، إلى جانب 19743 أصيبوا بجراح مختلفة.

المصدر : وكالات