كشفت الولايات المتحدة عن مخاوفها من عدم جاهزية إسرائيل لعملية الاقتحام البري لقطاع غزة، وقد بادرت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» بارسال مستشارين عسكريين، بما في ذلك جنرال في مشاة البحرية «المارينز» متمرس في حرب المدن، إلى إسرائيل للمساعدة في التخطيط للحرب.

ويقوم «البنتاغون» أيضا بتسريع إرسال أنظمة دفاع جوي متطورة متعددة إلى إسرائيل قبل أيام من الهجوم البري المتوقع على قطاع غزة، بحسب تصريحات جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، أمس الإثنين، موضحا أن أحد الضباط الذين يقودون عمليات الإسناد هو اللفتنانت جنرال في مشاة البحرية جيمس غلين، الذي ساعد سابقًا في قيادة قوات العمليات الخاصة ضد تنظيم داعش وخدم في الفلوجة بالعراق، خلال بعض من أكثر المعارك الحضرية سخونة هناك.

وكشف مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية لصحيفة «نيويورك تايمز»، أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من افتقار إسرائيل إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق في غزة، ومن أن الجيش الإسرائيلي ليس مستعدا بعد لشن غزو بري بخطة يمكن أن تنجح.

وبحسب الصحيفة، أكد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في محادثات هاتفية مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، على الحاجة إلى دراسة متأنية للكيفية التي قد تقوم بها القوات الإسرائيلية بغزو بري لغزة، حيث تحتفظ حماس بشبكات أنفاق معقدة تحت مناطق مكتظة بالسكان.

تأجيل الغزو 

لكن مسؤولي إدارة بايدن، يصرون على أن الولايات المتحدة لم تخبر إسرائيل بما يجب عليها فعله، وما زالت تدعم الغزو البري، بالرغم من أن البنتاغون أرسل جنرالا من مشاة البحرية إلى جانب ضباط آخرين لمساعدة الإسرائيليين في مواجهة تحديات خوض حرب المدن.

وقد نفى دبلوماسي إسرائيلي في واشنطن، حسب الصحيفة الأميركية «نيويورك تايمز»، أن تكون الإدارة الأميركية تنصح الإسرائيليين بتأجيل الغزو البري. إذ أوضح الدبلوماسي أن الولايات المتحدة «لا تضغط» على إسرائيل فيما يتعلق بالعملية البرية.

إسرائيل لا تملك خطة 

لكن المسؤولين الأميركيين قالوا إن الإدارة الأميركية، تشعر بالقلق من أن الجيش الإسرائيلي ليس لديه حتى الآن مسار عسكري واضح لتحقيق هدف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتمثل في القضاء على حماس.

وقال المسؤولون الأميركيون، بحسب نيويورك تايمز، إنهم لم يروا بعد خطة عمل قابلة للتحقيق. وقد ألمح الرئيس بايدن إلى ذلك علنا، خلال خطابه في تل أبيب الأسبوع الماضي، عندما قال إن إسرائيل ستحتاج إلى «الوضوح بشأن الأهداف وتقييم صادق بشأن ما إذا كان المسار الذي تسلكونه سيحقق تلك الأهداف».

العملية البرية

وأوضح المسؤولون الأميركيون، للصحيفة، أنه على إسرائيل أن تقرر، على سبيل المثال، ما إذا كانت ستحاول القضاء على حماس باستخدام ضربات جوية مقترنة بغارات مستهدفة من قبل قوات العمليات الخاصة، كما فعلت الطائرات الحربية الأميركية والقوات العراقية والكردية في الموصل، أو التوغل في غزة مع قوات العمليات الخاصة والدبابات والمشاة، كما فعلت قوات المارينز والجنود الأميركيون إلى جانب القوات العراقية والبريطانية، في الفلوجة عام 2004.

وأكدوا أن كلا الأسلوبين سيؤديان إلى خسائر فادحة، لكن العملية البرية قد تكون أكثر دموية بالنسبة للقوات والمدنيين.

 

 

المصدر : وكالات