التعرق من سلوكيات الجسم الطبيعية التي لها دور مهم في المحافظة على درجة حرارته، وتبريد أعضائه، فهناك ما يقارب 3 ملايين من الغدد التي تفرز العرق في الجسم، وتستجيب لأي نشاط عصبي، خصوصاً تلك الغدد الموجودة في الإبط وراحة اليد والقدم.

ولا يتعرق الجسم حين يشعر بارتفاع الحرارة فقط، بل أثناء الانفعالات العاطفية والعصبية، كما يرتبط فرط التعرق بمراحل في حياة الإنسان، مثل البلوغ، وانقطاع الطمث لدى النساء.

لكن هناك اختلافاً بين التعرق وفرط التعرق، وبحسب الدكتور فهد الحلبي استشاري الأمراض الجلدية والتجميل غير الجراحي، فالتعرق العادي هو الذي لا يؤثر في نشاط الشخص اليومي، لكن قد يصبح التعرق مفرطاً (ومرضاً) بحيث يؤثر ويتعارض مع نشاط الشخص اليومي، ومن آثاره أن يبلل الثياب باستمرار، ويسبب الإحراج، مثل عدم قدرة الشخص على مصافحة الآخرين بسبب تعرق اليد، وكذلك يقلل قدرته على الكتابة والعمل المكتبي.

أهم المسببات

1- فرط التعرق من دون سبب عضوي هو النوع الأكثر شيوعاً، ويصيب %2 - %5 من البشر، ويحدث غالباً في مكان محدد، مثل الإبطين، واليدين، والقدمين، والوجه، وعادة ما يبدأ خلال سن البلوغ، أو في عمر العشرين.

2- فرط التعرق الثانوي، الذي لديه سبب عضوي، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، وبعض الالتهابات المزمنة، وبعض الأورام السرطانية.

العلاج

تتدرج خطة علاج فرط التعرق من علاج موضعي، عبر استخدام كريمات، على شكل منتج (ديودرنت) يحتوي على أملاح الألمنيوم.

ولكل نوع منه طريقة مناسبة يصفها الطبيب، ويفضل استخدامها ليلاً، لمدة أسبوعين، ثم يقل استخدامها إلى 3 مرات في الأسبوع. وإذا لم يفلح العلاج، فسيصف الطبيب علاجات أكثر قوة وفعالية كحقن إيقاف التعرق (البوتكس) وحبوب مضادة وجلسات ليزر.

المضاد والمزيل

وفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، فإن مزيلات العرق من ضمن منتجات النظافة والتجميل، وتستخدم لإزالة الرائحة، وليس العرق، وعادة ما تتكون من كحول (يزيد حمضية بيئة البشرة ليجعلها أقل جذباً للبكتيرياً) مع عطر لإخفاء الرائحة.

أما مضادات التعرق، فهي منتجات علاجية أو وقائية، وتحتوي على أملاح الألمنيوم، التي تحد من إفراز العرق، عبر سد المسام مؤقتاً.

وكلما زادت نسبة الألمنيوم في المنتج (ما بين %5 و%20) تزداد فاعليته.

الرائحة الكريهة

أوضح الدكتور أن العرق بحد ذاته هو عبارة عن مادة سائلة، تفرزها غدد التعرق، ليس لها لون أو رائحة.

أما سبب اختلاف رائحة العرق من شخص إلى آخر، فهو بسبب البيئة الجرثومية الموجودة في البشرة وعليها.

والرائحة الكريهة تدل على وجود بكتيريا (أحياناً فطريات) تعيش على البشرة وتحت الجلد، حيث يكثر وجودها في المناطق الرطبة، والأكثر تعرقاً.

ومن هنا يأتي دور مزيل العرق في التعامل مع الروائح الناتجة من البكتيريا. أما مضادات التعرق، فهي تقلل رطوبة المنطقة عبر تقليل التعرق.

الآثار الجانبية

أهم الآثار الجانبية التي قد تسببها بعض مزيلات التعرق هي الجفاف والتحسس الجلدي والحكة.

وفي هذه الحالة، ينصح الدكتور بإيقاف استخدام هذا المنتج، وعلاج المنطقة المتحسسة والملتهبة بكريم علاجي إلى أن تلتئم وتشفى، ثم يصف مزيل عرق مناسباً.

هل بودرة الأطفال خطرة؟

تعودت بعض السيدات والأمهات على استخدام بودرة الأطفال التي تحتوي على مادة التلك، لتنظيف وتجفيف الجسم والمنطقة الحميمية (السطح الخارجي للمنطقة)، سواء لهن أو لأطفالهن.

وقد ربطت بعض الدراسات استخدامها بخطر الإصابة بسرطان المبيض، وسرطانات أخرى، ما دعا مصابات عدة بهذا النوع من السرطان إلى رفع دعاوى قضائية ضد مصنعي هذه البودرة.

بيد أن دراسة كبيرة نشرتها أخيراً دورية الجمعية الأميركية الطبية أكدت بطلان العلاقة بين بودرة التلك وسرطان المبيض، حيث قام علماء من مراكز عدة بتجميع بيانات أكثر من 250 ألف سيدة، وأظهرت النتيجة تشابه فرصة إصابة السيدات اللاتي استعملن بودرة التلك مع من لم يستعملنها أبداً.

وأشار الدكتور فهد إلى أن العلاقة بين بودرة الأطفال أو بودرة التلك تحديداً والإصابة بالسرطان موضوع لم يتم تأكيده، لكن من باب الاحتياط، يفضل الأطباء تجنب استخدام البودرة، واستبدال المنتجات الجلدية الآمنة، مثل كريمات الترطيب ومنتجات إزالة العرق، بها.

متى نزور الطبيب؟

قد يدل فرط التعرق أحياناً على الإصابة بمرض، لذا ينصح بزيارة الطبيب في الحالات التالية:

1- إذا أصابك تعرُّق غزير مصحوب بدوار أو ألم في الصدر أو الفك أو الذراع أو الكتف.

2- إذا شعرت ببرودة في الجلد وسرعة بنبض القلب وإعاقة لروتين حياتك اليومية.

3- إذا تسبّب لك في اضطراب عاطفي، أو أدى إلى انزوائك عن الأنشطة الاجتماعية.

4- إذا كانت تصيبك نوبات تعرق ليلي من دون سبب واضح.

إرشادات وتوصيات

1- أهم عامل لوقف التعرق المفرط هو المحافظة على النظافة الشخصية عبر الاستحمام يومياً

2- غسل الأماكن الأكثر تعرقاً، مثل الإبطين، والحرص على ارتداء ملابس مغسولة ونظيفة

3- استخدام مزيلات التعرق، وارتداء الملابس القطنية التي تعمل على امتصاص العرق

4- علاج أي التهاب فطري أو بكتيري، لأنه السبب في تغير رائحة المنطقة، وانبعات رائحة كريهة

5- علاج فرط تعرق، خصوصاً إن صاحبته رائحة كريهة، عبر الوسائل الطبية التي يصفها الطبيب

6- تفادي ما يزيد التعرق، كالبهارات أو البصل، ويفضل تناول الخضروات الورقية

المصدر : وكالات