عبد الفتاح حلس - الوطنية

قضت طائرات الاحتلال الإسرائيلية، خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، على المأوى الوحيد الذي يجمع عائلة نبهان المكونة من عشر أفراد من ذوي الإعاقة.

هرعت عائلة نبهان للخروج من المنزل لحظة تلقيها اتصال هاتفي من جيش الاحتلال، يخبرها بالخروج من المنزل بشكل فوري، فلم يستطع أي من أفراد العائلة بأخذ الأدوية الخاصة بهم، حتى دفنت مع منزلهم.

ودمرت طائرات الاحتلال الحربية عمارة خالد نبهان المكونة من ثمان شقق في أربعة طوابق وسوتها بالأرض، وتسببت في أضرار بمنازل مجاورة، حيث كانت تأوي 8 عائلات تضم نحو 40 فردا، كما قالت نجاح نبهان، زوجة خالد.

وتحدثت نجاح حول معاناة أفراد عائلتها من عدة أمراض، قائلة: " آيات (22 عاما) تعاني من مشاكل صحية في ساقيها ولا تستطيع المشي، وأريج (18 عاما) تعاني من الصرع، وحنين (16 عاما) تعاني من مشاكل صحية ولا تقوى على المشي".

وأضافت أن ابنها بلال (30 عاما) يعاني الصرع أيضا وجلال يعاني من مشاكل صحية في ساقيه ورزان (4 سنوات) تعاني من مشاكل في ساقيها.

وأشارت إلى أنهم استمروا بالبحث عن أدويتهم تحت الأنقاض بمساعدة جيرانهم، حيث لا يمكن شراء تلك الأدوية من الصيدلية لأنها حساسة وتخص الجهاز العصبي، لافتة إلى أنهم يستلمون هذه الأدوية من مراكز خاصة وهي غير متوفرة دائما".

وقالت نجاح إن زوجها خالد تم نقله إلى المستشفى بعد أن أصيب بانهيار ودخل في حالة عصبية بسبب الحزن والغضب على ما وصلت إليه حالتهم.

من جهته، قال جلال أحد أفراد العائلة: "تبهدلت أنا وبنتي وزوجتي، ما في بيت أسكن فيه، حتى علاجي راح"، لافتًا إلى أنه كان يعيل عائلته من خلال راتب الشؤون الاجتماعية ولكنه انقطع فلم يعد بعد الآن لا بيت يأويه ولا راتب يعتاش من خلاله.

أما أختهم الكبرى فقد حضرت لتقضي عدة أيام في بيت أهلها لتتفاجئ باتصال يطالبهم بالخروج من المنزل، تقول: "أصبت بالذعر عند إخباري لديكم خمس دقائق للخروج، فلم أعد أستطيع التفكير كيف سأخرج أخواتي المعاقين من المنزل".

وتابعت: "اطلعنا نجري بالشارع من دون وعي، والصراخ في كل مكان، والجيران ساعدونا وحمله البنات وطلعوهم من الدار".

وتساءلت "لا أعرف لماذا قصفوا بيتنا، لا أحد يضع لهم رادعا، وهل الاتصال الهاتفي يمنحه تصريحا بتدمير منزل عائلة معظمهم مرضى؟".

بدورها، قالت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان إن "استهداف منزل يأوي مدنيين واشخاص ذوي الإعاقة هي جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية تستوجب المسائلة والمحاسبة وتقديم الجناة للعدالة"، مؤكدة أنّ "صمت المجتمع الدولي تجاه الانتهاكات شجع الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين".

وأشارت المؤسسة إلى أنّه منذ اللحظات الأولى للعدوان رصدت ووثقت الانتهاكات والتي أوقعت عدد 33 شهيد من بينهم 6 أطفال و4 نساء، و190 إصابة بجراح مختلفة من بينهم 48 طفلاً و26 سيدة، كما دمّر 151 وحدة سكنية بشكلٍ كلي، يقطنها 58 عائلة، بالإضافة لتدمير 891 وحدة بشكل جزئي.

 

 

المصدر : الوطنية