أكد تحليل نشرته صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية، الأحد، أنه رغم تفوّق إسرائيل العسكري الواضح، فإنها لم تتمكن من فرض شروطها على قطاع غزة.

التحليل الذي أعده عاموس هاريل، محلل الشؤون العسكرية والأمنية لـ”هآرتس”، قال إنه بعد محاولات عدة، يبدو أن الوساطة المصرية أفلحت مساء السبت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة وإسرائيل.

وأشار هاريل إلى أنه بالتزامن مع بدء سريان الهدنة، أصدرت حركة الجهاد وحماس وفصائل المقاومة بيانًا، لتحذير إسرائيل من العودة إلى سياسة الاغتيالات، كما أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا أكد فيه بدء الهدنة، بعد نحو يومين من تطلعه إلى الوساطة المصرية طامحًا إلى نجاحها.

وأشاف “إسرائيل من جانبها، ورغم تفوّقها العسكري الواضح، والضرر القليل الذي لحق بها من رشقات الصواريخ، لم تتمكن من فرض استراتيجيتها، لا من ناحية التوقيت ولا من ناحية الشروط التي رغبت فيها، وكان واضحًا لها أنه لا يوجد الكثير لتسعى للفوز به باستمرار الاشتباكات، وأنه كلما طالت زادت صعوبة تحديد أهداف جديدة لضربها، وبالتالي ازدادت احتمالات قصف المدنيين”.

وأكد هاريل أن هذه هي الأسباب التي دفعت الجيش الإسرائيلي ووكالة الاستخبارات الداخلية (شين بيت) إلى مطالبة الحكومة، منذ الخميس، بالضغط من أجل التوصل إلى هدنة بأي شكل من الأشكال، كما أن الخطر الذي يشكله استمرار الاشتباكات على السياسيين كان يتزايد، باستمرار رشقات الصواريخ وفقدان المواطنين صبرهم وبالتالي تراجع دعمهم للحكومة.

ورأى هاريل أن المفتاح الأساسي لوقف إطلاق النار لم يكن بالضرورة في يد إسرائيل، بل يبدو أنه كان بين يدَي حركة الجهاد، التي تعلمت ذلك خلال الاشتباكات السابقة في عملية (الفجر الصادق) التي استمرت نحو 3 أيام العام الماضي، وفضلت الحركة استمرارها مدة أطول، رغم عدم تمكنها من إلحاق الكثير من الأضرار بإسرائيل، قائلًا إن “الحركة أثبتت قدرتها على الصمود مدة إضافية أمام الجيش الإسرائيلي، وهو ما يُعَد في حد ذاته إنجازًا جيدًا”.

وأضاف أنه رغم أن نحو 20% من الصواريخ سقطت في غزة، فإن حركة الجهاد أصرت على مواصلة إنهاك إسرائيل، ولهذا أصبحت حكومة نتنياهو “عالقة في المصيدة” حتى مساء السبت، وغير قادرة على فرض استراتيجيتها.

وواصل هاريل القول إن حركة الجهاد فتحت جبهات جديدة ضد إسرائيل، مضيفًا إلى أن المؤسسات الأمنية الإسرائيلية وضعت ثقتها في العلاقة الوطيدة التي نشأت بين رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل، وقائد حركة الجهاد زياد النخالة، وقد أثمرت هذه العلاقة بالوصول إلى هدنة مساء السبت.

المصدر : وكالات