يعد النمو الأقل من المتوقع في حقوق البث التلفزيوني الدولية وانخفاض مبيعات القمصان بنسبة 10%؛ من الآثار السلبية المحتملة على خزينة باريس سان جيرمان إذا تأكد رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي هذا الصيف، وفقًا لخبراء في التسويق الرياضي.

ومع ذلك، فإن هؤلاء المتخصصين يسلطون الضوء أيضًا على الجوانب الإيجابية لرحيله المتوقع الصيف المقبل، خاصة خفض فاتورة الأجور وتحسن صورة باريس سان جيرمان في موضوع التساهل مع نجومه.

ويمكن أن يكون أحد الآثار السلبية الأولى على البطولة الفرنسية من دون ميسي هو إعادة التفاوض على الحقوق الدولية، مما سيؤثر على كل من سان جيرمان وبقية الأندية الكبرى. وينتهي العقد المبرم مع شبكة "بي إن سبورتس" عام 2024.

ويكسب الدوري الفرنسي حاليا 80 مليون يورو سنويا من المبيعات خارج فرنسا، وهو مبلغ متواضع مقارنة بالبطولة الإسبانية والدوري الإنجليزي الممتاز (نحو 2 مليار يورو في الموسم).

وقال فيرجيل كاييه (أحد أشهر مسؤولي التسويق الرياضي في فرنسا) "قد يكون هناك تأثير عندما يتعلق الأمر بإعادة التفاوض على الحقوق الدولية التي تنتهي عام 2024".

و وافق فينسنت تشوديل (خبير آخر في مجال التسويق) على أن "الأمر ليس نفسه بالنسبة للتفاوض في الخارج مع أسواق مثل آسيا أو أميركا اللاتينية" مع ميسي ونيمار في الدوري الفرنسي.

وتابع "في العقد القادم، المقابل المادي سيتراجع ولكنه لن يؤثر لأن المبلغ الذي يتقاضاه الدوري الفرنسي حاليا قليل".

وختم تشوديل بأنه "إذا ذهب ميسي إلى دوري ينافس فرنسا مثل إسبانيا، فإن الضرر الذي سيلحق بالدوري الفرنسي سيكون أكبر".

وفي حال قرر "البولغا" الرحيل، فسيتمكن سان جيرمان على الأقل من إطفاء جزء كبير مما دفعه للنجم الأرجنتيني (يدفع له نحو 80 مليون يورو في الموسم، بما في ذلك الراتب ومدفوعات الضمان الاجتماعي والحوافز)، وكان من الممكن أن يكون التعاقد مع ميسي مربحا لو كان النادي وصل -على الأقل- إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا (خرج في النسختين الأخيرتين من ثمن النهائي).

ولكن تواجد ميسي في باريس جذب ما لا يقل عن 8 عقود رعاية جديدة، ورفع مبيعات قمصان باريس سان جيرمان التي تجاوزت بشكل مريح مليون قميص عام 2022.

وكشف كاييه عن أنه "ربما يكون هناك انخفاض في هذه المبيعات (نحو 10%).

ووافق شوديل كاييه توقعاته بأن تراجع مبيعات القمصان "واقعية". ويضيف أن حدوث انخفاض نهائي في الإيرادات "لن يزعزع" مالية النادي على الإطلاق.

وذهب 20% فقط من السعر الإجمالي للقمصان إلى النادي، في حين تستحوذ الشركة المصنعة والموزع على حصة الأسد من بيع القمصان.

وأسهم ميسي أيضًا في زيادة عدد متابعي الفريق الباريسي على مواقع التواصل التي وصلت في يناير/كانون الثاني 2022 إلى أكثر من 150 مليون متابع، بزيادة 50% عن العام السابق.

كل هذا ساعد على أن تنمو إيرادات النادي بشكل سريع، ووصلت -باستثناء حقوق البث التلفزيوني وتذاكر المباريات- إلى 350 مليونا سنويا.

ومع ذلك، قلل الخبيران كاييه وشوديل من أهمية رحيل ميسي في نهاية المطاف، وأشارا إلى جوانب إيجابية في رحيله.

وقال كاييه إن "باريس سان جيرمان يتهم غالبًا بالتساهل مع نجومه، وبمعاقبة ميسي فإنه يبعث رسالة قوية".

إضافة إلى ذلك -كما يختم كاييه- أن "رحيل ميسي المحتمل سيخفض فاتورة الأجور، ويسمح له بتعاقدات جديدة في الانتقالات الصيفية".

المصدر : وكالات