لا يتوقف الجدل حول سلامة أو مخاطر إعادة تسخين بعض الأطعمة وتناولها في اليوم أو الأيام التالية، فعلى سبيل المثال، ذكر مؤخرًا عدد من مستخدمي منصة تيك توك أن إعادة تسخين الأرز وتناوله تسبب لهم بتسمم غذائي حاد، في حين يقوم عشاق الطعام الصيني بإعادة تسخينه وتناوله لعدة أيام متتالية.

وبحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية، فقد حددت اختصاصية التغذية الأسترالية كيم ليندسي أربعة أطعمة تنطوي على مخاطر كبيرة عند إعادة تسخينها، وتناولها في وقت لاحق، كما يلي:

1. البيض

على الرغم من أنه يمكن الاحتفاظ بالبيض لمدة تصل إلى ستة أسابيع في البراد قبل الطهي، لكن إذا كان هناك بقايا بيض من وجبة فطور أو عشاء، عندئذ تكمن مخاطر أكبر لأن تركه بعد الطهي لفترة يمنح بكتيريا السالمونيلا، التي تسبب التسمم الغذائي، فرصة لمزيد من التكاثر.

تقول ليندسي إنه لا بأس بوضعها في الميكروويف أو الفرن، لكن يجب مراعاة تقليب وخلط المحتويات على الطبق ثم يعاد وضعها في الميكروويف لضمان توزيع الحرارة بالتساوي لأن في بعض الأحيان يكون الأطراف ساخنة بينما يكون منتصف الطبق باردًا أو العكس.

وتنصح إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA بعدم ترك البيض أو الأطباق التي تحتوي على البيض خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين، أو ساعة واحدة في الطقس الحار.

2. الأرز

يحذر بعض الخبراء من أن الأرز المطبوخ يحتوي على بكتيريا Bacillus cereus، العصوية الشمعية، وهي بكتيريا توجد عادة في التربة والخضراوات والعديد من الأطعمة النيئة وغير المصنعة، مثل البطاطس والبازلاء والفول وبعض التوابل.

وقالت ليندسي إن الأبواغ، أي الخلايا التكاثرية، التي تسببها بكتيريا باسيليس سيريس، مقاومة للحرارة، وبالتالي فإن إعادة تسخين الأرز، بخاصة الأرز المقلي، لا يقضي عليها وتظل مصدرًا للإصابة بأمراض ضارة، من بين أعراضها القيء والإسهال وتشنجات البطن.

يجب أن يتم شطف البيض جيدًا قبل الطهي للتخلص من بكتيريا باسيليس سيريس، مع ضرورة ملاحظة أن هناك أنواعا من الحبوب الأخرى يمكن أن تحمل بكتيريا العصوية الشمعية ما لم يتم تخزينها وإعادة تسخينها بشكل صحيح.

3. السبانخ

تكمن كلمة السر في فوائد وأضرار النترات عندما يتعلق الأمر بالسبانخ. يمكن أن يرتبط إعادة تسخين السبانخ مباشرة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، لأن إعادة تسخين النترات يؤدي إلى تحللها إلى مركبات أخرى ضارة بصحة الإنسان.

إن النترات غير ضارة عند تناولها بمفردها ودون إعادة تسخين. ولكن يمكن للبكتيريا التي تعيش بالفعل في الفم والإنزيمات في الجسم تحويلها إلى نيتريت ثم إلى نيتروسامين، وهو مركب له خصائص مسرطنة.

كما أنه إذا لم يتم تسخين السبانخ بشكل صحيح، يمكن لبكتيريا الليستريا أن تعيش عليها.

يمكن أن يسبب عدم إعادة تسخين السبانخ بشكل جيد داء الليستريات، وهو عدوى خطيرة تؤدي إلى الحمى وأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا والصداع وتيبس الرقبة والارتباك.

وحذرت ليندسي قائلة إن السلطات الجاهزة والخضراوات، التي يتم شراؤها من المتجر، تحمل مخاطر الإصابة بالليستيريا بشكل عام.

4. البطاطس

على غرار الأرز، فإن مشكلة البطاطس لا تكمن في الحرارة نفسها بل في تركها خارج البراد بدرجة حرارة الغرفة لفترة طويلة. إن ترك البطاطس خارج البراد لأكثر من ساعتين يضعها في "منطقة الخطر"، حيث يمكن أن يؤدي إلى نمو بكتيريا Clostridium botulinum، وتعني المطثية الوشيقية، التي تسبب التسمم الغذائي وتؤدي عند تفاقمها إلى مهاجمة السموم لأعصاب الجسم ويمكن أن تسبب صعوبة في التنفس وينتج عنه أعراض مثل القيء والغثيان وآلام المعدة والإسهال، ويمكن أن تودي بحياة مريض من بين كل عشر حالات.

كما أن هناك خطرا متزايدا للإصابة بالتسمم الغذائي مع البطاطس المخبوزة المطبوخة بورق القصدير، لأن البكتيريا، التي تأتي من التربة تبقى عالقة على البطاطس، ومن ثم يتم الأكسجين بواسطة ورق الألمنيوم مما يمكن أن يسمح لها بالتكاثر. وتضيف ليندسي أن جزءًا من المخاطر التي تشكلها البطاطس المهروسة هو مكوناتها القابلة للتلف، مثل الحليب والزبدة والقشدة.

وتنصح ليندسي بالتأكد من عدم بقائها لأكثر من ساعتين خارج البراد، إذا كان سيتم إعادة تسخينها، مع ضرورة حفظها في البراد في أسرع وقت لتقليل خطر الإصابة بالتسمم الغذائي.

 

المصدر : وكالات