تستعرض لكم "الوطنية" أقوال العلماء فيما يخص ليلة القدر، وكل مايخص الليلة المباركة التي رُجح بأن تكون في الليالي العشر من شهر رمضان المبارك، وهي كالتالي:-

أولا - أقوال العلماء في محلّ ليلة القدر :

القول الأوّل : الصّحيح المشهور لدى جمهور الفقهاء , وهم المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة , والأوزاعي وأبو ثورٍ : أنّها في العشر الأواخر من رمضان لكثرة الأحاديث الّتي وردت في التماسها في العشر الأواخر من رمضان , وتؤكّد أنّها في الأوتار ومنحصرة فيها .

والأشهر والأظهر عند المالكيّة أنّها ليلة السّابع والعشرين .

وبهذا يقول الحنابلة , فقد صرّح البهوتي بأنّ أرجاها ليلة سبعٍ وعشرين نصاً .

القول الثّاني : قال ابن عابدين : ليلة القدر دائرة مع رمضان , بمعنى أنّها توجد كلّما وجد , فهي مختصّة به عند الإمام وصاحبيه , لكنّها عندهما في ليلةٍ معيّنةٍ منه , وعنده لا تتعيّن .

وقال الطّحطاوي : ذهب الأكثر إلى أنّ ليلة القدر ليلة سبعٍ وعشرين , وهو قول ابن عبّاسٍ وجماعةٍ من الصّحابة رضي الله عنهم , ونسبه العيني في شرح البخاريّ إلى الصّاحبين .

القول الثّالث : قال النّووي : مذهب الشّافعيّة وجمهور أصحابنا أنّها منحصرة في العشر الأواخر من رمضان مبهمة علينا , ولكنّها في ليلةٍ معيّنةٍ في نفس الأمر لا تنتقل عنها ولا تزال من تلك اللّيلة إلى يوم القيامة , وكل ليالي العشر الأواخر محتملة لها , لكن ليالي الوتر أرجاها , وأرجى الوتر عند الشّافعيّ ليلة الحادي والعشرين ,

وقال الشّافعي في موضعٍ إلى ثلاثةٍ وعشرين ,

وقال البندنيجي : مذهب الشّافعيّ أنّ أرجاها ليلة إحدى وعشرين , وقال في القديم : ليلة إحدى وعشرين أو ثلاثٍ وعشرين فهما أرجى لياليها عنده , وبعدهما ليلة سبعٍ وعشرين .

هذا هو المشهور في المذهب أنّها منحصرة في العشر الأواخر من رمضان .

القول الرّابع : أنّها أوّل ليلةٍ من رمضان , وهو قول أبي رزينٍ العقيليّ الصّحابيّ لقول أنسٍ رضي الله عنه : ليلة القدر أوّل ليلةٍ من رمضان , نقلها عنهما ابن حجرٍ .

القول الخامس : أنّها ليلة سبع عشرة من رمضان ,

روى ابن أبي شيبة والطّبراني من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : ما أشك ولا أمتري أنّها ليلة سبع عشرة من رمضان ليلة أنزل القرآن , وروي ذلك عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه بحجّة أنّها هي اللّيلة الّتي كانت في صبيحتها وقعة بدرٍ ونزل فيها القرآن لقوله تعالى : { وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ } , وهو ما يتوافق تماماً مع قوله تعالى في ليلة القدر : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } .

القول السّادس : أنّها مبهمة في العشر الأوسط , حكاه النّووي وقال به بعض الشّافعيّة وهو قول للمالكيّة وعزاه الطّبريّ إلى عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه والحسن البصريّ .

القول السّابع : أنّها ليلة تسع عشرة ,

قال ابن حجرٍ : رواه عبد الرّزّاق عن عليٍّ رضي الله عنه وعزاه الطّبريّ لزيد بن ثابتٍ وابن مسعودٍ رضي الله عنهما ووصله الطّحاوي عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه .

القول الثّامن : أنّها متنقّلة في ليالي العشر الأواخر تنتقل في بعض السّنين إلى ليلةٍ وفي بعضها إلى غيرها , وذلك جمعاً بين الأحاديث الّتي وردت في تحديدها في ليالٍ مختلفةٍ من شهر رمضان عامّةً ومن العشر الأواخر خاصّةً , لأنّه لا طريق إلى الجمع بين تلك الأحاديث إلا بالقول بأنّها متنقّلة , وأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يجيب على نحو ما يسأل , فعلى هذا كانت في السّنة الّتي رأى أبو سعيدٍ رضي الله عنه النّبيّ صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطّين ليلة إحدى وعشرين , وفي السّنة الّتي أمر عبد اللّه ابن أنيسٍ بأن ينزل من البادية ليصلّي في المسجد ليلة ثلاثٍ وعشرين , وفي السّنة الّتي رأى أبي بن كعبٍ رضي الله عنه علامتها ليلة سبعٍ وعشرين , وقد ترى علامتها في غير هذه اللّيالي ,

وهذا قول مالكٍ وأحمد والثّوريّ وإسحاق وأبي ثورٍ وأبي قلابة والمزنيّ وصاحبه أبي بكرٍ محمّد ابن إسحاق بن خزيمة والماورديّ وابن حجرٍ العسقلانيّ من الشّافعيّة ,

وقال النّووي : وهذا هو الظّاهر المختار , لتعارض الأحاديث الصّحيحة في ذلك ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث إلا بانتقالها , وقيل : إنّ ليلة القدر متنقّلة في شهر رمضان كلّه .

فهذه الأقوال تدل على أنها تكون في أوتار العشر الأخير، ومن أهل العلم من حددها في يوم منها، فقال الشافعي: وأقوى الروايات عندي فيها ليلة إحدى وعشرين، وروي عن أبي قلابة أنها تنتقل في العشر الأخير ، وقال أبي بن كعب رضي الله عنه: هي في ليلة السابعة والعشرين، كما تقدم في الحديث السابق.

 

ثانيا : علامات ليلة القدر

العلامة الأولى

ثبت في صحيح مسلم من حديث أُبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من علاماتها أن الشمس تطلع صبيحتها ولا شُعاع لها .

العلامة الثانية

ثبت من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة ورواه الطيالسي في مسنده وسنده صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليلة القدر ليلة طلقة لا حارة ولا باردة، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة" .

العلامة الثالثة

ثبت عند الطبراني بسند حسن من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليلة القدر ليلة بلجة لا حارة ولا باردة لا يُرمى فيها بنجم" .

هذه ثلاثة أحاديث صحيحة في بيان العلامات الدالة على ليلة القدر

وقد ذكر بعض أهل العلم علامات أخرى، لا أصل لها، وليست بصحيحة .

ذكر الطبري أن قوماً قالوا إن من علاماتها أن الأشجار تسقط حتى تصل إلى الأرض ثم تعود إلى أوضاعها الأصلية. وهذا لا يصح .

وذكر بعضهم أن المياه المالحة تصبح في ليلة القدر حلوة وهذا لا يصح .

وذكر أيضاً أن الكلاب لا تنبح فيها وهذا لا يصح .

وذكر آخرون أن الأنوار تكون في كل مكان حتى في الأماكن المظلمة في تلك الليلة وهذا لا يصح .

وذكر أن الناس يسمعون في هذه الليلة التسليم في كل مكان. وهذا لا يصح إلا أن يكون المقصود أن ذلك لفئة خاصة ممن اختارهم الله تعالى وأكرمهم فيرون الأنوار في كل مكان ويسمعون تسليم الملائكة فهذا لا يبعد أن يكون كرامة لأولئك الذين اختارهم الله واصطفاهم في تلك الليلة المباركة

وأما أن يكون ذلك عاماً فهذا باطل معارض لدلالة الحس المؤكدة، ومشاهدة العيان ..

 

ثالثا : هل علامات ليلة القدر ثابتة يمكن الاطلاع عليها ؟

يشيع الحديث عن ترقب صبيحة اليوم الذي تشرق فيه الشمس لا شعاع لها علامة على أن تلك الليلة هي ليلة القدر، ويتبرع شهود بالشهادة برؤية ذلك، ويبادر بعض المصورين المحترفين بصناعة صور يزعمون أنها رصدت ذلك.

وتلح تساؤلات عند كثيرين قد يجهر بها البعض ويتحاشى آخرون التجاهر بها خشية أن يقدح ذلك في إيمانهم. فهذا متسائل يقول: أليست الشمس تشرق كل يوم لا شعاع لها؟ وأن ذلك -كما يقول الفلكيون -بسبب تركز العوالق الجوية قرب الأفق، والتي تحجب أشعتها فترات متفاوتة حسب شدة تركيز هذه العوالق: تماماً كما نلاحظه عند غروب الشمس أيضاً.

ويتساءل آخر كيف يحدث هذا التغير الفلكي الكوني ولا يراه الناس كلهم مسلمهم وكافرهم والشمس تشرق عليهم جميعاً؟ ولم ينقل منذ 1400 سنة عن يوم بأن الشمس طلعت فيه بصفة استثنائية مختلفة عن طلوعها كل يوم. ثم هذه المراصد على دقتها وحساسيتها لم ترصد تغيراً في طلوع الشمس منذ بدأت مراقبة الشمس عبر وكالات الفضاء والمراصد الفلكية.

ثم إن كان هناك علامة فلكية كونية تتكرر كل سنة مرتبطة بشريعة هذا النبي الكريم فهذه معجزة يخضع لها البشر كلهم، بل هي نقل للإيمان من عالم الغيب إلى عالم الشهادة، ولن يستطيع كافر بعدها ان يكابر، فكيف لم يحصل ذلك أو شيء من ذلك؟

ولا تزال هذه الأسئلة تتناسل في أذهان الشباب فتطل برأسها أحياناً على شكل تساؤل مهذب، أو تقمعها أحياناً عظمة الشهر وتعظيم ليلة القدر.

ولذا لا بد من مواجهة هذه التساؤلات بوضوح، فليس في رسالة نبينا ما يحرج عقولنا، ولا ما يجعل إيماننا في أزمة مع الحس والواقع ومدركات العلوم وحقائقها.

لقد جاء ذكر طلوع الشمس لا شعاع لها في صحيح مسلم من حديث زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، يَقُولُ: سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ؟ فَقَالَ رَحِمَهُ اللهُ: أَرَادَ أَنْ لَا يَتَّكِلَ النَّاسُ، أَمَا إِنَّهُ قَدْ عَلِمَ أَنَّهَا فِي رَمَضَانَ، وَأَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، وَأَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، ثُمَّ حَلَفَ لَا يَسْتَثْنِي، أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ تَقُولُ ذَلِكَ؟ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، قَالَ: بِالْعَلَامَةِ، أَوْ بِالْآيَةِ الَّتِي «أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا تَطْلُعُ يَوْمَئِذٍ، لَا شُعَاعَ لَهَا».

وعند النظر في كلام العلماء نجد في كلامهم رحمهم الله ما يرفع الإشكال ويزيل تراكم التساؤلات المعلقة وذلك في نقاط منها:

أولاً: أن هذه علامة على ليلة بعينها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وليست علامة مطردة تتكرر في كل سنة كل ليلة قدر، وأنها مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «وقد رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ مِنْ صَبِيحَتِهَا فِي مَاءٍ وَطِينٍ». فهذا مختص بليلة القدر تلك السنة التي وقعت فيها الرؤيا، وليس علامة أن ليلة القدر في كل سنة تكون ليلة ممطرة، وهو ما قرره القاضي عياض رحمه الله في إكمال المعلم.

ثانياً: الذي يظهر والله أعلم أن ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي أمر يتعلق برؤية الشمس لا بحال الشمس، فلم يكن حدثاً فلكياً كونياً تغيرت فيه حال الشمس في ذلك اليوم عن حالها في كل يوم، ولكنها في ذلك اليوم كانت ترى على هذا النحو بسبب الحالة الجوية إما لوجود سحاب رقيق يحجب أشعة الشمس بعد ارتفاعها بحيث ترى كما يرى القمر ليلة البدر، أو نحو ذلك، ومثل هذا يتكرر في أيام كثيرة في السنة، ولكنه توافق مع ليلة القدر تلك السنة، كما توافق معها في إحدى السنوات المطر في ليلتها.

ووصف الشمس بحسب رؤيتها لا بحسب حقيقتها ورد في القرآن في قوله الله تعالى عن ذي القرنين: {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} فإن المقصود بذلك وصف منظر الشمس عندما تغرب في البحر وليس حقيقة حالها.

ثالثاً: والذي يؤكد أن ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن حالة كونية استثنائية تتعلق بحال الشمس تلك الليلة وإنما بحال الرائيين، أن كثيراً من الصحابة لم يفطن لهذ العلامة، ولذا اختلفوا في تعيين ليلة القدر على أقول كثيرة بلغ بها الحافظ ابن حجر ستة وأربعين قولاً، أكثرها مروي الخلاف فيه عن الصحابة رضي الله عنهم، فلو كان الذي حدث شيئاً كونياً استثنائياً لما حصل هذا الاختلاف الواسع في تحديد ليلتها بين الصحابة، ولاتفقوا جميعاً على الليلة التي رأوا الشمس صبيحتها في الحالة الخاصة التي لم تر في غيرها.

رابعاً: ومما يدل على ذلك أن العلامات المروية في ليلة القدر تنوعت، بل بعضها أوصاف متعارضة، كوصف ليلة القدر بأنها ليلة ساكنة صاحية، وورد أيضاً أنها ليلة مطيرة، والسبب في ذلك تنوع الحال في كل سنة حسب الحال التي وافقت ليلة القدر، لا أن هذه علامة ليلة القدر في كل سنة، كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله.

ومما يبين ذلك أن أبي بن كعب رضي الله عنه لم يطلب من زر بن حبيش مراقبة الشمس ولم يستنفر الناس لرؤيتها، ولم ينقل أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يستشرفون الشمس ويراقبون شعاعها ولا التابعون لهم بإحسان، وأما ما يذكر في بعض كتب الوعظ المتأخرة من حكايات رؤية الشمس تطلع لا شعاع لها، أو رؤية علامات كونية يستدل بها على ليلة القدر، فهي أخبار من كتب لا تعتني بتوثيق الأخبار وتصحيح النقول.

ولذا ذكر الإمام الطبري رحمه الله أنه لا يشترط لموافقتها رؤية شيء ولا سماعه، أي انه ليس لها علامة مطردة تعرف بها، وإنما يبقى المسلم على أصل التحري والاجتهاد في إصابتها في الأوقات التي هي أرجى فيها كالعشر الأواخر وآكدها أوتارها.

رابعا : هل تختلف ليلة القدر باختلاف المطالع ؟

قال صاحبنا : عند اختلاف المطالع ، تختلف ليلة القدر ، فمثلا قد تكون الليلة هي ليلة السابع والعشرين في السعودية ، وتوافق السادس والعشرين في مصر ، فهل لكل بلد ليلة قدر ، وبالتالي تتكرر ليلة القدر أم ماذا ؟

قلت : اختلف اجتهاد العلماء في هذه المسألة :

فقال بعضهم : لأهل كل مطلع ليلة للقدر مختصة بهم يشاركهم غيرهم في جزء منها، تنتهي عند طلوع الفجر عندهم وقد تستمر عند أهل مطلع آخر حتى طلوع الفجر عندهم، علما أن أقصى مدار للشمس هو أربع وعشرون ساعة، فربما استمرت ليلة القدر في الأرض كلها أربعاً وعشرين ساعة، ليس لأهل كل مطلع إلا قدر الليل عندهم.

وقال آخرون : هي ليلة واحدة، فإذا كانت مثلا ليلة السابع وعشرين في السعودية فهي ليلة ثمان وعشرين في مصر، أو إذا كانت ليلة سبع وعشرين في مصر فهي ليلة ست وعشرين في السعودية بالنسبة لرمضان هذه السنة .

ودليل هذا قول النبي ( التمسوها في العشر الأواخر ) فيشمل الليالي الوترية والزوجية ..

وأنا أختار : أنها تكون ليلة واحدة ولو اختلف دخولها بالنسبة للبلدان، فتدخل في البلاد العربية عند غروب شمس نهارهم وتدخل عند البلاد الإفريقية أيضا عند غروب شمس نهارهم وغيرها من البلاد، فكلما غربت عند قوم دخلت عندهم ولو استغرق ذلك أكثر من 20 ساعة فتحسب لهؤلاء ليلتهم، ولهؤلاء ليلتهم، ولا مانع من أن تنزل الملائكة عند هؤلاء، وهؤلاء أيضًا.

خامسا :‏《مقدار إحياء ليلة القدر》:

أعلى مراتب إحيائها: أن يُحيِي كل الليل بأنواع العبادة؛ كالصلاة والقراءة وكثرة الدعاء ..

وأوسطها: أن يحيي معظم الليل بما ذكر.

وأدناها: أن يصلي العشاء في جماعة ويعزم على صلاة الصبح في جماعة.

( حاشية الباجوري ) .

سادسا : ما هو فضل وثواب ليلة القدر ؟

قال صلى الله عليه وسلم: من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه رواه البخاري.

مضاعفة الثواب فيها لأكثر من ثلاثين ألف ضعف حيث يجزى المرء على العمل الصالح بها وكأنه داوم عليه لألف شهر لما جاء في الذكر الحكيم {ليلة القدر خير من ألف شهر}.

من إدركها نال من حظوظ الدنيا والآخرة أوفرها وملئ دربه بالتوفيق والصلاح ففيها تقسم الأرزاق وأمور الخلائق من أقدار وسعادة وغيره.

يتنزل بها الملائكة والروح بالسلام والطمأنينة وتستجاب فيها الدعوات لذلك يستحب الدعاء بها وخاصة طلب العفو.

ما هو فضل قيام ليلة القدر وما هو الدعاء المأثور فيها لقد فضل الله عز وجل ليلة القدر عن غيرها من سائر الليالي بمنزلة كبيرة واختصها بالكثير من الرحمات والبركات وإستجابة الدعوات مما جعلها الشغل الشاغل لكل مسلم حريص على الغفران والعتق من النيران وتحقيق الآمال

وزاد من أعداد المتسائلين عن ما هو فضل ليلة القدر والدعاء المأثور في ليلة القدر طمعاً في التمتع بها لأنها النورانية ونفحاتها الفريدة الكامنة بين فضائلها المتعددة وهي:

فضل ليلة القدر أنها خير من ألف شهر.

أنها سلام؛ لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب.

أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة. أن الملائكة تنزل فيه، وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة.

أن الله أنزل فيها القرآن الكريم هدى وبشرى للعالمين بسعادتهم في الدنيا والآخرة.

دلالة الاستفهام من التفخيم والتعظيم في قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} [القدر: 2].

بجانب ما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه». دعاء ليلة القدر يمثل الدعاء الوارد في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني»؛ رواه الترمذي

وهذا من أفضل أدعية ليلة القدر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يكثرون من ترديده في العشر الأواخر من رمضان لعلهم يصادفون ليلة القدر ولسان حالهم وقلوبهم الطاهرة تدعو به.

المصدر : وكالات