ليلة القدر هي ليلة مباركة أنزل الله سبحانه وتعالى فيها القرآن الكريم من اللوح المحفوظ، وهي ليلة مباركة تتنزل فيها الملائكة ومعها الروح وهو سيدنا جبريل عليه السلام فتطوف الأرض تبحث عن المصلين والداعين والقائمين فتنزل السكينة عليهم وتحل البركة في مكانهم، والدعاء مستحب ومرغب فيه في هذه الليلة الطيبة، والعبادة في هذه الليلة تعدل عبادة اكثر من ألف شهر أي أكثر من عبادة أربعة وثمانون عام .

أعمال ليلة القدر:

1- الاعتكاف 

شهر رمضان بأنّه الشهر الذي أنزل فيه القُرآن؛ فيُستحب الاعتكاف على قراءته، وقد ورد عن الإمام الشافعي أنّه كان يختم القرآنى ستّين مرة في رمضان، وأمّا الإمام مالك فقد كان يُغلق كُتبه ويترك مجالس العلم ويتفرغ لِقراءة القُرآن، ولحضور مجالس القرآن في رمضان.

2- قيام الليل 

حث الله -تعالى- على قيام الليل واعتبره شرفاً للمؤمن؛ لما فيه من اقتراب العبد لله -تعالى-، وتترتّب عليه الأُجور العظيمة، ويستعان به على مواجهة مُشكلات الحياة، ويتأكّد قيام الليل في الأوقات المُباركة كشهر رمضان، وليلة القدر، وقد رغّب النبي عليه الصلاة والسلام- في قيام رمضان كما رغب في صيامه، قال -عليه السلام-: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، وقد صلّى الرسول -عليه السلام- صلاة قيام رمضان مع الصحابة الكرام عدةِ أيام ثُم تركها؛ خشية أن تُفرض عليهم أو خشية أن يعتقدوا أنها لا تصح إلا في المسجد، وبقي الناس يصلونها فرادى حتى عهد عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي جمعهم على إمامين وهما أُبي بن كعب وتميم الداري، ويُسن للمُسلمين الاجتماع على قيام الليل في المسجد وخاصة في رمضان بعد صلاة العِشاء.

3- كثرة الذكر والدعاء 

تتضاعف الأُجور في شهر رمضان، ويستجيب الله -تعالى- فيه الدُعاء، فيستحبّ للمُسلم اغتنام الشهر بكثرة الدعاء وكثرة ذكر الله -تعالى-، ورجاء رحمة الله -تعالى- ومغفرته، وقد أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- بالإكثار من الدُعاء بشكل عام، وسؤال الله -تعالى- الجنّة، والنجاة من النار بشكلٍ خاص، وأن يستصحب ذلك في جميع أيام السنة؛ كالذكر بعد الصلاة، وعند النوم، وفي الصباح والمساء، وأفضل الأذكار هي الباقيات الصالحات الواردة في قواله -تعالى-: (والباقيات الصالحات)،وهُنّ: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وتُعدّ ليلة القدر من الأوقات التي يستجيبُ الله -تعالى- فيها الدُعاء، وقد سألت عائشة -رضي الله عنها- النبي -عليه الصلاة والسلام- ماذا تقول في ليلة القدر، فقال: (قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي)،ويكون الدُعاءُ مُستجاباً حال الصيام، وعند الإفطار منه؛ فيُسنّ الإكثار من الدُعاء.

4- الصدقة 

تُستحب الصدقة في كلّ أيام شهر رمضان، ولكنّها تكون آكد وأفضل في العشر الأواخر منه، وهي مُفضلةٌ على ما قبلها من الأيام، وعندما علم بعض الناس أن ليلة القدر قد تكون في ليلة السابع والعشرين أصبحوا يُكثرون من الصدقة؛ اتّباعاً لقوله -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، وذلك لأنّ العمل الصالح فيها أفضل من العمل الصالح في ألف شهر مما سواها، فيُسنّ استغلال هذا الأجر الكبير بالإكثار من الصدقة، والإحسان إلى الآخرين.

ومن فضائل ليلة القدر:

• أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر }

• أنها ليلة مباركة ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة }

• يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم }

• فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ، قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر}

• تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر }.

• ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى { سلام هي حتى مطلع الفجر }

• فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل ، قال : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) – متفق عليه

المصدر : وكالات