تصادف يوم 9 مارس 2023 الذكرى الـ 51 لرحيل البابا كيرلس السادس البطريرك 116، والذي توفى عن عمر يناهز 69 عامًا، (1902 – 1971)، أهم قديسي الكنيسة المعاصرين، والذي اشتهر بأنه رجل الصلاة، وله مكانة خاصة في نفوس الأقباط.

وحول سبب الوفاة.. لم يتم الحديث عن سبب وفاته ولكن يرجح بأن يكون سبب الوفاة بعد تدهور وضعه الصحي وكبره بالسن.

بدايته وقبل رهبنته

وُلد عازر يوسف عطا- وهذا اسمه الأصلي- في 2 أغسطس سنة 1902. انتقلت أسرة الوالد يوسف عطا إلى الإسكندرية، حيث عمل وكيلًا لدائرة «أحمد يحيى باشا»، وبعد أن أتم دراسته الثانوية التحق بشركة «كوكس للملاحة» كان العمل بالشركة يبدأ في التاسعة صباحًا، فكان الشاب عازر يتوجه صباحًا إلى الكنيسة المرقسية بالإسكندرية- على مقربة من مقر الشركة- ثم يتوجه إلى الشركة في الموعد المحدد دون تأخير، مما يجسد الالتزام المهني والديني.

من المواقف الطريفة في طفولة البابا كيرلس

وفي كتاب "قصة الكنيسة القبطية" الكتاب السابع، للكاتب إيريس حبيب المصري، من طريف ما حدث أنه كان هناك كُتاب بجوار المنزل لفقيه حلو المعشر أسمه أحمد علوش أقترح ذات يوم على يوسف عطا والد قداسة البابا أن يرسله وهو مازال طفلا صغيرا إلى كتابة أثناء العطلة، فوافقه على ذلك وواظب عازر على الكُتاب، وفرح فرحا عظيما حين اقترح الفقيه عليه ذات يوم أن يحضر معه أنجيلا فأطاعه، وبعد فترة دهش الجميع إذا وجدوا عازر والفقيه قد حفظ أنجيل يوحنا بأكمله عن ظهر قلب.

السبب وراء تسميته بالبابا كيرلس السادس 

تم اختيار الراهب المتوحد مينا البراموسي ليجلس على الكرسي المرقسي في 10 مايو 1959 فكان يوما مشهودا فقد أُذيعت صلوات السيامة من محطات الإذاعة مباشرة أثناء تأديتها (لم يكن التليفزيون قد أُدخل بعد في مصر)، وكان يبكي بدموع غزيرة  

وقد ذكر كتاب "قصة الكنيسة القبطية"، جاءت المفاجأة إذا قد هتف الأنبا أثناسيوس: "دعوناك يا كيرلس السادس"، فالجميع كانوا يتوقعون أنه سيطلب تسميته "مينا"، ولكنه كان قدر رأى البابا الوقور كيرلس الخامس في حلم عقب فوزه في الانتخابات جعله يطلب أن يحمل أسمه.

سيامة البابا كيرلس السادس

لقد كانت سيامته حدثًا جليلًا تهللت له قلوب المصريين، وحين علم الشعب كله بأن البابا الجديد اسمه «كيرلس» كتب عباس محمود العقاد مقالًا في جريدة الأهرام، قال فيه: (إن اسم كيرلس ذو رنين خاص في تاريخ الكنيسة القبطية: فكيرلس الأول عمود الدين، والثاني مشرع حكيم، والثالث مرشد يقظ، والرابع أبو الإصلاح، والخامس زعيم روحي قومي من الطراز الممتاز).

كان البابا كيرلس السادس البطريرك 116 هو أول بطريرك قبطي، منذ 1928 تتم إقامته طبقًا للقوانين الكنسية السليمة، والتي استقرت في الكنيسة، منذ القرن الرابع الميلادي، إذ إن قائمقام البطريرك فى ذلك الوقت (عام 1959)، كان مدققًا فى الالتزام بقوانين الكنيسة، وكان حازمًا، فحل السلام والاستقرار على الكنيسة والوطن أيضًا.

وصية نقل جسد البابا 

وعلى جانب أخر كشف الباحث وائل تواضروس عن تفاصيل وصية نقل جسد البابا كيرلس إلى دير مارمينا بعد ٢٠ شهر من الوفاة.

وقال إنه بعد تجليس البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية، كان الأب مينا أفا مينا بحوزته وصية مكتوبة بخط يد البابا كيرلس وتوقيعه وبختمه وفيها حرمان كنسي لمن يتخلف عن تنفيذها.

وكانت الوصية هي دفن البابا كيرلس السادس في دير مارمينا بصحراء مريوط، ولتنفيذ الوصية كان لا بد من نقل الجسد من مدفن الأباء بالبطريركية الجديدة بالأنبا رويس، ووجدت صعوبة بسبب الرأي الطبي الذي يمنع نقل الجسد إلا بعد مرور عام.

وفى عشية القديس مارمينا في ٢٢ نوفمبر ١٩٧٢ بعد ٢٠ شهر من الوفاة تم تنفيذ الوصية، ونقل الجسد إلى دير مارمينا بمريوط.

وأضاف الباحث أن الأطباء، د. يوسف منصور، ود. يوسف يواقيم قاموا بإخراج الصندوق ليلًا ليكون جاهز للسفر صباحا، ولكنهم وجدوا الصندوق متهالك من الرطوبة من الخارج وفتحوا الصندوق ليتأكدوا من بداخل الصندوق ووجدا جسد البابا كيرلس لم يتحلل، وقاموا بوضعه في الصندوق الجديد.

ووضعوا الصندوق داخل سيارة نقل الموتى لنقله إلى دير مارمينا، وتحركت السيارة من العباسية للإسكندرية ولكن السيارة تعطلت في ميدان رمسيس فتجمع الناس على عربية نقل الموتى، ولما عرفوا إنه جسد البابا كيرلس تجمع شعب كلوت بك بالأزبكية لحمل الصندوق والدخول به إلى البطر خانة القديمة وعمل دورة بالصندوق داخل الكنيسة حتى تأتى سيارة أخرى.

ولحظة خروج الجسد من البطريركية وإذا سماء تودع البابا كيرلس رعد وبرق شديد في القاهرة فقط ومطر، وبعد وصول الجسد لدير مارمينا بصحراء مريوط تم وضعه في المدفن الجديد تحت الكنيسة وتغطيته بالرخامة.

وتم استخدام الشهادة كوثيقة عند تقديم ملف طلب قداسة البابا كيرلس للمجمع المقدس.

 

المصدر : وكالات