يدخل المسلم في حيرة من أمره بخصوص صيام التطوع، حيث يتساءل عن حقيقة جواز صيام التطوع بدون نية، وهل يتم قبوله أم لا؟.

الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، أجاب قائلا: لا يصح صوم الفرض إلا بتبييت النية من الليل، لأن جميع النهار يجب صومه فى الفرض، لذا فلابد أن تتقدمه النية كسائر العبادات، أما فى صيام التطوع والنوافل، فلا يشترط ذلك، وإنما يشترط ـ كما بين الفقهاء ـ ألا يكون قد حصل منافٍ للصوم من لدن طلوع الفجر إلى وقت إنشاء نية الصوم لقول السيدة عائشة رضى الله عنها، قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال «هل عندكم شيء فقلنا لا، قال فإنى إذن صائم، لذا يجوز استحضار النية فى صيام النوافل فى أى وقت من الصباح.

من نوى صيام نافلة وتعرض لموقف كأن زاره ضيف، أو حل ضيفا على آخرين، وألحوا عليه بالطعام.. ماذا يفعل؟

أجاب الشيخ عبدالحميد الأطرش إن المتطوع أمير نفسه، ولا بأس عليه أن يفطر، لأنه صوم نافلة وليس فرضا، خاصة إذا أتى له ضيوف، فأدبيا أن يشاركهم الطعام، وأن يجلس معهم، أما صوم النذر فيجوز له أن يفطر وعليه أن يقضيه بعد ذلك.

هل يجوز الاقتراض بفائدة من أجل الحج والعمرة علما بأن الاقتراض السبيل الوحيدة بالنسبة لى لتدبير نفقات الحج؟

أجاب الشيخ عبد الحميد الأطرش قائلا: الحج واجب على المتيسر وليس المتعسر وذلك لقوله تعالى «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ».

وعن الاقتراض للحج، فقد اتفق أهل العلم بلا خلاف على أنه لا يجب للمسلم غير القادر استقراض مال يحج به، إذ لا ينبغى له أن يتكلف ما لم يفرضه الله عليه، وقد جاء حديث رواه الشافعى وحديث عبد الله أبى أوفى رضى الله عنه أنه سأل النبى صلى الله عليه وسلم عن الرجل لم يحج أيستقرض للحج؟ قال: لا.

أما إذا كان القرض حسنا (أى بلا فوائد) ويستطيع صاحبه السداد فيجوز له ذلك لأداء الحج أو العمرة، بشرط أن يسدد القرض.. أما الاقتراض بفائدة فهو غير جائز، سواء استطاع صاحبه السداد أو لم يستطع، لأنه يقع فى باب المحرمات وهو الربا.

ما تعارف بين الناس باسم «النقوط» فى الأفراح والمناسبات هل رده واجب أم بالخيار؟

أجاب الشيخ عبد الحميد الأطرش: إن ذلك ينقسم إلى قسمين: الأول إذا كان هبة يقصد بها صاحبها العمل الصالح ويبتغى الثواب ومرضاة الله عز وجل، فرده غير واجب.

أما الأمر الثانى فهى «الهبة» المشروطة التى يفعلها الإنسان بغرض ردها له فى مناسبة لاحقة له، كما هى الحال لدى معظم الناس الآن، ففى هذه الحالة تعتبر دينا وردها واجب.

المصدر : وكالات