الوطنية – أحمد قلجة

وجه رئيس حركة حماس بغزة يحيى السنوار تهديدًا شديد اللهجة لحكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي بشأن الجنود الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة في القطاع.

وحذر السنوار في كلمة ألقاها خلال مهرجان نظمته حماس في غزة احتفالا بالذكرى الـ 35 لتأسيسها، الاحتلال بإغلاق ملف الأسرى الإسرائيليين الأربعة الذين تحتجزهم حركته منذ 2014، “إذا لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل” مع الدولة العبرية.

وقال: “إزاء مماطلة الاحتلال في هذا الملف نعلن أننا سنمهله وقتا محدودا لإتمام هذه الصفقة وإلا فإننا سنغلق ملف أسرى العدو الأربعة من طرف المقاومة إلى أبد الآبدين”.

وأضاف: “سنجد طريقة أخرى لتحرير أسرانا” من دون تقديم مزيد من التفاصيل، موضحًا أن “أدرنا جولات سرية (من المفاوضات) مؤخرًا قبل الانتخابات” الإسرائيلية التي جرت مطلع الشهر المنصرم.

وأكد أن من بين مطالب حماس التي تقدمت بها إلى إسرائيل، الإفراج عن معتقلي صفقة شاليط (الجندي الإسرائيلي الذي حررته حماس في العام 2011)، والأسيرات والأطفال والمرضى والجثامين المحتجزة”.

ونوّه إلى أن المقابل سيكون “تسليم الاحتلال (مواطنين إسرائيليين) هما أبراهام منغستو وهشام السيد وصندوقين أسودين إما سيحتويان على جثامين هدار وشاؤول أو أدلة حياة عنهما” في إشارة إلى الجنديين الإسرائيليين هدار غولدن وشاؤول أرون اللذين يعتقد أنهما قتلا خلال حرب العام 2014.

وأكد رئيس حركة حماس أن المفاوضات غير المباشرة حول تبادل الأسرى “انقطعت بسبب الانتخابات” الإسرائيلية.

ضغط مضاعف

وقال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، إن هناك تعثر يعترض ملف التبادل الأسرى بسبب الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بسبب عدم وجود ضغط إسرائيلي من عوائل الجنود والمجتمع الإسرائيلي على الحكومة الإسرائيلية لدفعها نحو صفقة تبادل.

وأضاف الدجني، خلال حديثه لـ "الوطنية"، إن يحيى السنوار يريد أن يطرح سيناريوهات إما أن تذهب اتجاه سيناريو صفقة جلعاد شاليط
أي تفاوض والوصول إلى صفقة أو سيناريو خفي بمعنى لا معلومات ولا تفاوض ولا حديث حول هذا الملف.

تعامل "إسرائيل" مع الجنود كالكلاب

من جانبه، تطرق المختص بالشأن الإسرائيلي سعيد بشارات إلى قراءة تهديد يحيى السنوار حول إغلاق صفقة التبادل من زاويتين.

وأضاف بشارات، خلال حديثه لـ "الوطنية"، أن الزاوية الأولى في استضافة ذوي الأسرى الجنود خاص عائلة بولدن وأسهب الموضوع تحليلاً واستضاحا من هذه العائلة التي هاجمت الجيش هاجمت المستوى السياسي ووصفت تعامل الجيش مع أبناءها كما يتم التعامل مع الكلاب بهذا التوصيف أيضا.

وتابع أن الزاوية الثانية تأتي من ناحية ضغط من حماس على إسرائيل وحرب نفسية لتحريك ملف الأسرى.

وتواصل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في المماطلة والمراوغة في إتمام صفقة للتبادل مع المقاومة التي تأسر أربعة جنود إسرائيليين وتؤكد برسالتها هذه أنها لن تسمح للكيان التلاعب بهذا الملف، وهو إذا ضغط سياسي جديد على الاحتلال التي وضعته المقاومة في زاوية لا مفر فيها من إتمام صفقة تبادل وفقا لشروطها.

المصدر : الوطنية - أحمد قلجة