ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، بنيامين نتنياهو، يقترب بشكل كبير من الإعلان النهائي عن تشكيل حكومة جديدة في البلاد، وذلك بعد إبرام صفقة ائتلافية رئيسية مع حليف قومي متشدد.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو كان قد وقع صفقة أمس الخميس، لمنح حزب "الصهيونية الدينية" المتشدد الإشراف على بناء مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، معتبرة أن الخطوة تقرب رئيس الوزراء المنتخب من تشكيل ما يمكن أن يكون أكثر حكومة يمينية متطرفة في تاريخ البلاد.

وبموجب الصفقة، أوضحت الصحيفة أنه سيتم تعيين وزير من حزب "الصهيونية الدينية" - الذي يتزعمه بتسلئيل سموتريتش - بوزارة الدفاع الإسرائيلية، وأنه سيكون مسؤولا عن المستوطنات داخل الضفة الغربية المحتلة.

ونقلت الصحيفة عن حزب "الليكود" قوله، إن الوزير هذا سيحتاج إلى العمل بالتنسيق وبموافقة نتنياهو، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وقال متحدث باسم سموتريتش، إن الوزير الجديد سيسيطر على الهيئات العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن التخطيط والبناء في الضفة الغربية المحتلة.

ورأت الصحيفة الأمريكية أن المنصب الجديد سيسمح لحزب "الصهيونية الدينية" المؤيد للمستوطنين بتوسيع المستوطنات بشكل كبير، ما يزيد من حدة التوترات في المنطقة المضطربة.

ونص اتفاق نتنياهو أيضا، وفقا للصحيفة، على أن حزب "الصهيونية الدينية" سيتقاسم السيطرة على وزارة المالية بالتناوب على تعيين وزير المالية مع حزب آخر لم يذكر اسمه بعد. وتسيطر وزارة المالية على قرارات الميزانية الهامة، بما في ذلك تمويل المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

كما سيقود الحزب المتشدد لجنة برلمانية مكلفة بإصلاح القضاء، مما يمهد الطريق أمامه للمضي قدمًا في الإصلاحات التي يقول إنها ضرورية لمكافحة تجاوز القضاة. لكن المعارضين، وفقا للصحيفة، يخشون من أن الإصلاحات المطروحة - التي تشمل خطة للسماح للبرلمان بإلغاء قرارات المحكمة العليا - ستزيل الضوابط والتوازنات الحاسمة على الحكومات الإسرائيلية.

واعتبرت "الجورنال"، أن الاتفاق يمثل مكسبا لنتنياهو - الذي رفض طلب سموتريتش الأولي أن يكون وزيرا للدفاع، وهو منصب كبير في الحكومة، مشيرة إلى أن زعيم "الصهيونية الدينية" يعد واحدا من أنصار المستوطنات، حيث يدعو دائما إلى الضم الإسرائيلي الكامل للضفة الغربية المحتلة دون حقوق تصويت وطنية لـ2.5 مليون فلسطيني يعيشون هناك.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد حذرت إسرائيل من الضم قائلة إنها ستحارب مثل هذه الخطوة.

وقال محللون سياسيون في وقت سابق، إنه إذا تم منح سموتريتش وزارة الدفاع، فمن المحتمل أن يرفض الأمريكيون مقابلته، مما يؤدي إلى وضع متوتر بين الحليفين.

وقال سموتريتش، إن الصفقة تعد "خطوة تاريخية في إنشاء حكومة يهودية وصهيونية وقومية من شأنها أن تعيد الأمن والحكم وتعزز الإصلاحات التاريخية للنظام القانوني وتنظم وتطور المشروع الاستيطاني". وأشاد قادة مجتمع المستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية المحتلة بالصفقة على الفور.

وقالت الصحيفة إن الاتفاق مع سموتريتش يأتي في أعقاب اتفاق ائتلافي أُبرم الأسبوع الماضي، سيشهد تولي إيتمار بن غفير، الزعيم اليميني المتطرف لحزب "القوة اليهودية"، وزارة الأمن العام التي تمنحه السيطرة على الشرطة وتوسيع السلطات الأمنية في الضفة الغربية المحتلة.

المصدر : وكالات