لم ينفك المواطن عبد الله السعودي 29 عامًا عن مراقبة أبناءه الصغار كلما خرجوا للعب أمام منزلهم المُتنقل "الكرفان" مع انتشار الحشرات الزاحفة والحيوانات البرية وبدايات دخول فصل الصيف في قطاع غزة. ويقطن السعودي مع عائلته في "منطقة الجبل" أو كما يطلق عليها سكان الحي "منطقة روضة البشير" شرق حي الشجاعية بمدينة غزة مع العديد من اصحاب البيوت المُتنقلة بعد أن دمر الاحتلال الاسرائيلي منزلهم خلال العدوان الأخير في يوليو – اغسطس من العام الماضي لعدم تمكنه من إيجاد المكان المناسب لوضع الكرفان به. ودفعت حرارة الكرفان السعودي إلى العمل جاهدًا لاستخراج ما يتيسر من حديد منزله وعرضة للبيع لشراء "مروحة كهربائية" تساعده على تخفيف الحرارة في ساعات الليل المتأخرة. ولم يستطيع إخفاء ملامح الخوف والرهبة من فصل الصيف وزيادة حرارته، لانتشار الحشرات خلاله بشكل كبير وخاصة في المناطق الجبلية التي يوجد بها الكرفان. ويقول لـ"الوطنيـة" : "يعرف للجميع أن الصيف تنتشر فيه الحشرات الزاحفة والطائرة بكثافة التي تضر بحياة الإنسان، ولكن عندما أعيش في منطقة جبلية وشبه صحراوية، فإن الشعور بالخوف على أطفال الصغار يزيد كما اقتربنا من ارتفاع درجات الحرارة". ويضيف السعودي " من الممكن نحن البالغين التأقلم وتحمل الحشرات الضارة والسامة، ولكن الأطفال لا يستطيعون ذلك لضعف المناعة لديهم والخوف الشديد". ويأمل بأن تحقق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" وعودها، وتعمل على إيجاد حلول لسكان "الكرفانات" وأهالي منطقة الجبل بدون استثناء. وكانت العديد من الدول العربية والإسلامية والمؤسسات الدولية قدمت الالاف البيوت المُتنقلة بعد العدوان لاحتواء أصحاب المنازل.

تهميش

ويعمل الشاب خالد أبو عصر " 20 عامًا " بجهد كبير على ترتيب ألواح "الزينجو" بشكل دائري حول بيت والده المُتنقل "الكرفان" لحماية نفسة وعائلته من الحيوانات البرية التي لا تفارق المنقطة. وكلما نظرت إلى خالد تشاهده ملتفتًا إلى منزلهم الذي دمرته طائرات الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير، حيث تظهر علامات الغضب الشديد عليه جراء تهميش المنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الانسان أوضاعهم المأساوية مع قدوم فصل الصيف، فق قوله. ويقول خالد لـ"الوطنيـة" إن الاحتلال دمره منزله بدون رحمة، " والمنظمات الدولية تتوعدنا وتتلاعب بمشاعرنا الانسانية بدون رحمة أيضا". وتساءل خالد " كيف يمكن لإنسان بشري أن يعيش في منطقة صحراوية جبيلة مليئة بالحشرات الزاحفة والحيوانات البرية التي لا تهدأ طوال الليل ؟". ورغم علامات الغضب الممزوجة بقلت الحيلة، يرى خالد أن العيش في الكرفان بعد أن أوقفت "أونروا" بدلات الإيجار أمرًا إجباريًا وليس اختياريا. وغادر خالد متوجهًا لبيت أحد أقربائه لإقناع أسرته بالعيش في الكرفان بشكل مؤقت متضمنا على عاتقة مسؤولية سلامة الجميع من الحشرات والحيوانات البرية. وتعهدت الدول العربية المشاركة في مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة بالمساهمة بنحو 5.4 مليارات دولار، ساهمت فيها قطر بمليار دولار لإعادة إعمار القطاع بعد التدمير الذي تعرض له جراء العدوان الإسرائيلي الأخير.

الحصار

أما الحاجة أم أحمد السعودي "48 عامًا" التي كانت تراقب ما يفعله خالد لحماية منزله، دعت الجميع إلى الصبر والاحتساب حتى يحقق الله أمرًا خيرًا ليجمع المتضررين. وتأمل بأن تخرج الدول العربية من أزماتها وتلتفت إلى قضية فلسطين وترفع الحصار عن غزة وتساعد المكلومين واصحاب المنازل المدمرة.    

المصدر :