كشفت النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي الأمريكية تقدم الجمهوريين مع إغلاق صناديق الاقتراع في عدة ولايات، مظهرةً فوز الجمهوري رون ديسانتيس الطامح إلى خوض الانتخابات الرئاسية عام 2024.

فقد فاز العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي التي يمكن أن تؤذن بعهد يشهد حكومة منقسمة وتقليص سلطة الرئيس جو بايدن في واشنطن، وفقاً للنتائج الأولية.

وأظهرت النتائج الأولية فوز 175 جمهورياً و 136 ديمقراطياً في مجلس النواب حتى الآن وفوز 46 ديمقراطياً، و47 جمهورياً في مجلس الشيوخ حتى الآن.

ومع إغلاق صناديق الاقتراع في ست ولايات، فإن النتائج الأولية لن تغير ميزان القوى في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون حالياً.

وانتخب الجمهوري جي دي فانس الذي يدعمه الرئيس السابق دونالد ترمب عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو حسب تقديرات وسائل الإعلام الأمريكية.

وفاز العسكري السابق الذي ألّف كتاباً لقي نجاحاً كبيراً عن الطبقة الوسطى البيضاء، على الديمقراطي تيم راين، بمقعد كان يشغله جمهوري وتُرك شاغراً، كما ذكرت قناتا التلفزيون الأمريكيتان "إن ي سي" و"أيه بي سي".

والجمهوريون هم الأوفر حظاً إلى حد بعيد في الفوز بالمقاعد الخمسة التي يحتاجونها للسيطرة على مجلس النواب، لكن السيطرة على مجلس الشيوخ قد تنحصر في سباقات محتدمة في بنسلفانيا ونيفادا وجورجيا وأريزونا.

وتوقعت شركة إديسون ريسيرش فوز السيناتور الجمهوري الحالي تيم سكوت في ساوث كارولينا وتود يونج في إنديانا. كما توقعت فوكس نيوز أن يفوز الجمهوري راند بول في كنتاكي وأن يفوز الديمقراطي بيتر ويلش في فيرمونت.

وثمة تنافس أيضاً على منصب الحاكم في 36 ولاية.

في السياق أظهرت النتائج الأولية فوز حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس الذي يعد مرشحاً محتملاً للرئاسة عام 2024 وفاز ديسانتس على منافسه الديمقراطي تشارلي كريست ليستمر في منصبه حاكماً لفلوريدا لولاية ثانية.

وسطع نجم ديسانتيس في أوساط اليمين السياسي المحافظ في الآونة الأخيرة حتى بات ينظر اليه كمنافس جدي محتمل للرئيس السابق دونالد ترمب لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية عام 2024.

ولفت ديسانتيس الاهتمام على الصعيد الوطني لمعارضته التدابير الصارمة التي تهدف إلى كبح انتشار كوفيد-19، كما تقدم الصفوف في انتقاد تزايد التسامح مع حقوق المثليين.

وفي وقت سابق هذا العام وقع حاكم فلوريدا أيضاً قانوناً يحظر الإجهاض بعد 15 أسبوعاً من الحمل، لينضم إلى حملة على مستوى البلاد من قبل المحافظين لتقييد حق الإجهاض.

وفي خطوة أخرى تتماشى مع السياسة المحافظة، أرسل ديسانتيس عشرات المهاجرين غير النظاميين إلى منتجع جزيرة "مارثاز فاينيارد" للأثرياء في ماساتشوستس، ما دفع بالجمهوريين الى رفع دعوى قضائية ضده.

ورغم أن ديسانتيس لم يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2024، الا أنه أبقى خياراته مفتوحة برفضه الالتزام بإكمال فترة ولايته الثانية كحاكم.

وشغل كريست البالغ 66 عاماً منصب حاكم فلوريدا من عام 2007 حتى 2011 عن الحزب الجمهوري، لكنه انتقل لاحقاً الى الحزب الديموقراطي وفاز في انتخابات مجلس النواب عن هذا الحزب، قبل أن يستقيل ويترشح لحاكمية الولاية.

كما أظهرت النتائج الأولية فوز الشاب ماكسويل فروست البالغ 25 عاماً ليصبح أول عضو في الكونغرس الأمريكي ينتمي الى الجيل "Z" مع فوزه بمقعد في مجلس النواب عن الحزب الديموقراطي.

وأعلنت الشبكات الإخبارية الأمريكية فوز فروست على الجمهوري كالفين ويمبيش بعد فترة وجيزة من إغلاق صناديق الاقتراع.

وغرّد فروست على تويتر "لقد فزنا"، مضيفاً "صنعنا التاريخ لسكان فلوريدا وللجيل زد ولكل شخص يؤمن بأننا نستحق مستقبلاً أفضل".

وأشارت النتائج المبكرة إلى أن الديمقراطيين سيتجنبون هزيمة منكرة كان يخشاها البعض في الحزب، بالنظر إلى تراجع شعبية بايدن وإحباط الناخبين بسبب التضخم.

لكن حتى الأغلبية البسيطة للجمهوريين في مجلس النواب ستكون قادرة على عرقلة أولويات بايدن ريثما يشرعون في تحقيقات بشأن إدارته وعائلته، والتي قد تكون لها تأثيرات سياسية مدمرة.

ولا يزال التنافس محتدماً في مجلس الشيوخ، إذ تبدو السباقات المحورية في ولايات بنسلفانيا ونيفادا وجورجيا وأريزونا متعادلة. وقد ينتهي السباق في جورجيا في جولة الإعادة في السادس من ديسمبر/كانون الأول.

ويسيطر الديمقراطيون حاليا على مجلس الشيوخ المكون من 100 مقعد مع قدرة كاملا هاريس نائبه الرئيس على حسم أي تعادل في ظل تقاسم الحزبين مقاعده.


وصوّت أكثر من 46 مليون أمريكي قبل يوم الانتخابات، إما حضورياً أو عن طريق البريد، وفقاً لبيانات مشروع الانتخابات الأمريكية.

وأظهرت استطلاعات رأي أن التضخم المرتفع وحقوق الإجهاض كانت أهم مخاوف الناخبين.

وأفاد مسؤولون محليون بوجود مشاكل منعزلة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك نقص أوراق الاقتراع في مقاطعة في بنسلفانيا. وفي مقاطعة ماريكوبا بولاية أريزونا، وهي ساحة معركة انتخابية رئيسية، رفض أحد القضاة طلباً جمهورياً بتمديد ساعات الاقتراع بعد تعطل بعض آلات الفرز.

المصدر : تي أر تي عربي