حدوث الكسوف من الظواهر الكونية، وسبب لقيام المخلوق في ظروف استثنائية لعبادة الله خالق كل شيء، والرجوع إليه والخوف منه والصلاة والاستغفار والذكر والدعاء.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، الكسوف إنذار من الله لعقوبة انعقدت أسبابها ، وليس هو عذاباً، لكنه إنذار ، كما قال صلى الله عليه وسلم :( يخوف الله بهما عباده ) .

ولم يقل : يعاقب الله بهما عباده ، بل هو تخويف ، ولا ندري ما وراء هذا التخويف ، قد تكون هناك عقوبات عاجلة أو آجلة في الأنفس أو الأموال أو الأولاد أو الأهل ، عقوبات عامة أو خاصة ، ما ندري ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله )

ما قال : قوموا ، وما قال : صلوا ، اذكروا الله ، ولكن قال : افزعوا ، افزعوا إلى ذكر الله واستغفاره ، وكبروا وتصدقوا وصلوا وأعتقوا ، كل هذه أشياء تدل على عظم هذا الكسوف .

صلاة الكسوف

هي عباراة عن ركعتين ، في كل ركعة قيامان وقراءتان ،وركوعان ،وسجودان وفي الآخر تشهد وتسليم .

حكم صلاة الكسوف

صلاة الكسوف حكمها أنها سنة مؤكدة ثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم، يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، والدليل على أن صلاة الخسوف سنة ما روي عَنِ المُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَة رضي الله عنه قال: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ »

وقت صلاة الكسوف:-

يبدأ من أول كسوف الشمس الذي تراه بعينيك في منطقة إقامتك، وينتهي مع انتهاء كسوف الشمس الذي تراه بعينك في منطقة إقامتك.

صفة صلاة الكسوف:-

1- تكبيرة الإحرام.

2- استفتاح الصلاة بدعاء الاستفتاح (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك، لا إله غيرك، اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد).

3- الاستعاذة والبسملة.

4- قراءة الفاتحة ثم سورة البقرة أو قدرها في الطول.

5- الركوع ركوعًا طويلًا فيسبح قدر 100 آية.

6- ثم الرفع من الركوع والتسبيح بحمد الله أثناء الاعتدال.

7- قراءة الفاتحة وسورة دون القراءة الأولى، كآل عمران أو قدرها (لا يشترط قراءة سورة البقرة وآل عمران، إذ يمكن قراءة ما يتيسر من القرآن الكريم، لكن الأكمل قراءتهما مثلما فعل بعض الصحابة).

8- ثم الركوع طويلا لكنه أقل من الركوع الأول.

9- ثم الرفع من الركوع والتسبيح بحمد الله مع عدم الإطالة أثناء الاعتدال.

10- ثم السجود سجدتين طويلتين، مع عدم الإطالة في الجلوس بين السجدتين.

11- ثم القيام إلى الركعة الثانية، وفعل مثل المذكور في الركعة الأولى من الركوعين وغيرهما، لكن أقل في الطول في كل ما يفعل، ثم أخيرًا قراءة التشهد والتسليم

والكسوف له سببان

السبب الأول التخويف : تخويف العباد إذا كثرت الذنوب ، ورانت المعاصي على القلوب ، نسأل الله العافية .

والسبب الثاني كوني قدري : وهو ما يذكره الناس من أن سبب الكسوف حيلولة القمر بين الشمس والأرض ، وسبب الخسوف حيلولة الأرض بين الشمس والقمر ، ولا يمتنع أن يجعل الله عز وجل أسباباً طبيعية لتخويف العباد.

كيفية صلاة الكسوف:

أولًا- الكيفية الفضلى

يكبر المصلي تكبيرة الإحرام، ويقرأ دعاء الاستفتاح، ثم يقرأ الفاتحة، ويقرأ سورة طويلة بعدها، ثم يركع ركوعًا ويطيل فيه، ثم يرفع من الركوع، ويقول: سمع الله لمن حمده معتدلًا، ثم يقرأ الفاتحة مرة ثانية، ويقرأ سورة أخرى أقصر من السورة الأولى، ثم يركع ركوعًا يطيل فيه، ثم يعتدل من الركوع الثاني، ويسجد سجدتين، ثم يرفع من السجود قائمًا ليأتي بالركعة الثانية، ويفعل ما فعله في الركعة الأولى ويجلس للتشهد ثم يسلم.

ثانيًا- الكيفية المجزئة

يجوز صلاتها ركعتين بركوع واحد وسجودين، كهيئة الصلاة العادية، وهذه خلاف السنة، لكنها جائزة.

المصدر : وكالات