في وقت الذي تستعد فيه قطر لاستضافة أحد أكثر الأحداث ترقباً في العالم، في منطقة تثير فيها هذه اللعبة الشغف والحماسة لدى مئات الملايين من الشباب، ستساهم إستراتيجية التنمية الوطنية في جهود قطر لجعل كأس العالم لكرة القدم 2022 يلقى نجاحاً مدوياً.

من خلال تركيزها على مجالات كالرياضةـ، والبنى التحتية، والرعاية الصحية، والثقافة، والسلامة العامة والأمن، والبيئة، ستساعد استراتيجية التنمية الوطنية قطر على الاستعداد بشكل كامل للاستحقاق الذي ينتظره كل قطري وعربي وهاوٍ للرياضة في أنحاء العالم كافة.

وفي ظل التوجيهات القطرية الحكيمة والتزام جميع القطريين ودعمهم، ستتيح إستراتيجية التنمية الوطنية إظهار قدرة قطر وطاقتها على تنظيم حدث يبقى راسخاً في أذهان الناس عقوداً.

فقد فازت قطر بحق استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ بتاريخ 2 ديسمبر 2010، وأنفقت مايقارب 230 مليار دولار تقريبا على مشروعات البنية التحتية، فهل يضمن هذا الإنفاق الضخم من عائدات الغاز لقطر تحقيق حلمها الاقتصادي فور انتهاء الحدث الذي يدوم نحو شهر؟.

قال مسؤول حكومي قطري لرويترز إن تخطيط أغلب الأعمال تم بشكل منفصل مع سعي الدوحة لتنويع أنشطتها الاقتصادية غير المعتمدة على الطاقة، طامحة في أن تصبح مركزا إقليميا للأعمال وإلى زيادة عدد السياح إلى ثلاثة أمثاله ليبلغ ستة ملايين سائح سنويا بحلول 2030.

المحللين والأكاديميين غير مقتنعين بأن إنفاق قطر الضخم من عائدات الغاز سيضمن لها تحقيق حلمها الاقتصادي فور انتهاء البطولة التي تستمر 28 يوما.

إذ تواجه قطر منافسة ضارية من دول في المنطقة مثل السعودية والإمارات، اللتين توفران أسواقا أكثر رسوخا وتنويعا أكبر جذبا للسياح.

لكن هذا لم يثنِ هذه الدولة الصغيرة الغنية عن إنفاق المال لتحقيق مكانة على الساحة الدولية، وفي ذروة ازدهار أعمال البناء في عام 2016، أنفقت قطر 18 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على البنية الأساسية وهو مبلغ ضخم يتضاءل أمامه ما أُنفق على التحضير لبطولات كأس العالم السابقة.

فقد أنفقت جنوب أفريقيا 3.3 مليار دولار على البنية الأساسية أثناء التحضير لبطولة عام 2010، في حين أنفقت البرازيل 11.6 مليار دولار على البنية التحتية لاستضافة الحدث في 2014، رغم أن نصف المشروعات الموعودة لم تتجسد على أرض الواقع.

وتضم قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية وبها أكثر القنوات التلفزيونية العربية تأثيرا. وهي لم تنفق بسخاء على ملاعب كرة القدم وحسب، بل أيضا على القطارات السريعة وشبكة مترو الأنفاق وعلى ميناء على مياه عميقة ومطار ضخم.

لكن البعض يخشى أن تصبح هذه المباني الجديدة خاوية بعد انتهاء البطولة مع رحيل الزوار المتوقع وانخفاض الطلب المحتمل وتباطؤ النشاط الاقتصادي غير المعتمد على الطاقة.

وقال روبرت موجيلنيكي الباحث المقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن "الأمر يتطلب تفكيرا عميقا وجهدا كبيرا لتشغيل الكثير من هذه البنية الأساسية كي تخدم أغراضا أخرى بعد بطولة كأس العالم".

بدوره، أفاد الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم "فيفا" قطر 2022 ناصر الخاطر، بأن عوائد المونديال ستصل إلى نحو 6 مليارات دولار وفق تقديرات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

وأشار المسؤول إلى أن فوز دولة قطر منذ 12 عاما بحق استضافة مونديال 2022 كان حافزا لتطوير البنية التحتية في قطر وخاصة مختلف المنشآت الرياضية.

 

المصدر : وكالات