موسم كارثي قارب على النهاية لمانشستر سيتي الإنكليزي، فقد فيه لقب البريميرليج لمصلحة غريمه تشلسي، وودع دوري أبطال أوروبا مبكراً من دور ال16 على يد برشلونة، وفشل في الكؤوس المحلية ببلوغ أدوار متقدمة. كل ذلك يصب في اتجاه واحد، اتجاه الاستغناء عن خدمات المدرب التشيلي مانويل بيلغريني نهاية الموسم الحالي، والبحث عن بديل يقدم للسيتي بإدارته وجماهيره ما يطمحون إليه، الأسماء المطروحة متنوعة، الإسباني رافا بينيتيز متاح، والألماني يورغن كلوب كذلك متاح، لكن الاسم الأكثر إغراءً لشيوخ الإمارات ملاك السيتي، هو بيب غوارديولا. المدرب الإسباني الشهير بـ"الفيلسوف"، لا يبدو بأنه يعيش أياماً جيدة رفقة ناديه بايرن ميونخ الألماني، فعلى الرغم من تحقيقه لقب البوندسليغا الألمانية للعام الثاني على التوالي، فإن الفشل الأوروبي الموسم الماضي والهزيمة الفاضحة أمام ريال مدريد الإسباني، والخسارة المؤلمة في ذهاب نصف نهائي هذا الموسم أمام برشلونة بثلاثية نظيفة، إضافة إلى الإقصاء من كأس ألمانيا على يد الغريم التقليدي بوروسيا دروتموند، كلها أمور تؤكد أن غوارديولا لا يقدم المطلوب للإدارة البافارية. وزيادة على ما سبق، فإن الاستقالة التي تقدم بها الجهاز الطبي "التاريخي" لنادي بايرن ميونخ قبل أيام، بسبب الهجوم المتكرر عليه من قبل غوارديولا، تسببت بحالة سخط عام في صفوف البايرن ومحبيه تجاه الرجل الكتلوني، حيث أن هذا الجهاز الطبي يمثل جزءً من إرث وتاريخ النادي البافاري العملاق، ويعد واحداً من العلامات الفارقة في عالم الطب الرياضي حول العالم. غوارديولا تضرر بالتأكيد من كم الإصابات الهائلة التي واجهته، لكنه لم يحسب الأمور بشكل جيد، فانهال على فريقه الطبي بالنقد، ولم يضع بحسبانه ردات الفعل الناتجة عن انتقاداته، وجاءت نتائج الفريق لتضعه على فوهة بركان كبير ألمانيا، فوهة قد تقذفه إلى المنزل نهاية الموسم الحالي. مانشستر سيتي لن يفوت الفرصة، وسيسعى لتقديم كل الإغراءات اللازمة لخطف الفيلسوف، وبدء مشروع جديد وطموح مع الفيلسوف، تقارير صحفية تحدثت أن الإدارة في ملعب الاتحاد مستعدة لرصد حوالي 300 مليون يورو ووضعها تحت تصرف غوارديولا لبناء فريقه كما يشاء، ومنحه السلطة الكاملة للتحكم في شئون الفريق كروياً. قبول بيب غوارديولا يبدو وارداً، وهو أمر سيعيد لنا واحداً من أشهر صراعات كرة القدم في السنوات الماضية، صراع غوارديولا برشلونة أمام مورينهو مدريد، لكن هذه المرة بألوان مختلفة، سماوي السيتي وأزرق تشلسي، في أجواء إنكليزية لا تعترف بصراع القطبين فقط.

المصدر :