قبل نحو عام وتحديدًا في السادس من سبتمبر/ أيلول 2021، تمكن 6 أسرى فلسطينيين أبرزهم زكريا الزبيدي القيادي في كتائب شهداء الأقصى، من انتزاع حريتهم من داخل"نفق" في سجن جلبوع المحصن.

مع مرور الأيام - كما تذكر قناة 12 الإسرائيلية، في تقرير لها الليلة الماضية - فإن تلك الحادثة المسماة بـ "نفق الحرية"، كانت بمثابة صافرة البداية للتغيري العميق الذي يحدث في جنين، والتي عادت لتصبح "بؤرة الإرهاب"، وهو اتجاه يثري قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وجعلها تركز جهدها الدفاعي والهجومي من أجل "جذور الإرهاب". وفق وصفها.

وتعترف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بزيادة عدد منفذي الهجمات في جنين إلى جانب فقدان السلطة الفلسطينية للحكم، ولذلك تمت صياغة استراتيجية تسمح لقوات الجيش الإسرائيلي بإحباط الهجمات على الفور من خلال عمليات خاصة اعتقال المطلوبين وفق التوجيه الاستخباري.

ووفقًا للقناة، فإن محاولات مكتب العمليات الحكومية لتنمية الاقتصاد الفلسطيني انطلاقًا من تصور أن الاستقرار الاقتصادي في المنطقة هو مفتاح الحفاظ على الأمن، أصبحت بلى معنى.

تقول القناة، إن هروب الزبيدي من السجن ونبأ وصوله إلى جنين، دفع السكان للاحتفالات وحتى استخدم السالح بإطلاق رشقات نارية في الهواء وتوزيع الحلوى، وتجمع أفراد عائلته لمعرفة مصيره، مضيفة: "كانت تبدو تلك اللحظات أنها أفعال رمزية، لكنها تدل على مدى هيمنته في المخيم الذي كان يلقى فيه الاحترام".

في ليلة الهروب، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك نفتالي بينيت تقييًما للوضع مع رؤساء المؤسسة الأمنية، وأول من أطلق اسمه زكريا الزبيدي، ورغم أن الخوف أن ينتقل تأثري ما جرى على السجون الأخرى، كان هناك من أدرك أن إمكانية وصول الزبيدي إلى جنين سيشكل خطًرا شديًدا، لدرجة أنه كان من الممكن أن يقرب المؤسسة العسكرية من عملية "السور الواقي 2."

ويقول الرئيس السابق لقسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية يويس كوبرفاسر: "صحيح أن الهروب انتهى بالفشل، لكنه أشعل النضال الفلسطيني".

ويضيف عن الزبيدي: "كان ملتزما بالنضال وكأي إرهابي ناجح يدرك أن النضال ال يقتصر على قتل رجال العدو بل يعرف كيف يتصرف في البعد الإعلامي والوعي مما جعله أحد المحاربين المتميزين ي مجال الوعي أيًضا". وفق تعبريه.

تقول القناة: إن نظرة من داخل مخيم جنين للاجئين بعد عام من حادثة الهروب، تكشف أن اسم زكريا الزبيدي ال يزال محفوًرا على الجدران والأزقة الضيقة، وعلى الرغم من أن لاعبين جدد قد تولوا زمام الأمور من فرتة طويلة. كما تصف.

يقول أحد سكان المخيم: "نراه رمًزا ملهًما للكفاح والمقاومة .. يكاد لا يوجد حدث بدون صور زكريا وتذكري ببطولته".

على الرغم من أن الزبيدي كان في الحبس الانفرادي وتحت المراقبة الدقيقة منذ فراره من السجن، في بداية شهر يوليو/ تموز، منحته جامعة بري زيت درجة الماجستير وقدمت أطروحته "الصياد والتنين"، والتي تناولت الطاردة الإسرائيلية للمطلوبين في السنوات الخمسين الماضية وخاصة في جنين ومخيمها في سنوات الانتفاضة وغيرها.

يقول مايكل ميلستين وهو رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية ي مركز موشيه دايان للأبحاث الشرق الأوسطية والإفريقية، "إنه يستخدم الصورة الذاتية لتنين يمر بتجارب مختلفة في كل مرة".

وتشير القناة إلى حادثة استشهاد داود الزبيدي، شقيق زكريا والتي تسببت في خروج العشرات من المسلحين في شوارع جنين، إلى جانب اعتقال السلطة الفلسطينية لنجل "زكريا" ثم الإفراج عنه بعد ساعات قليلة بفعل انتشار عدد كبري من المسلحين قرب مقر المقاطعة في جنين.

تقول القناة: "مع ذلك، بالنسبة لقيادة السلطة الفلسطينية، انتهى عهد زكريا الزبيدي وقد تجاوز بالفعل نقطة اللاعودة - بسبب الإحراج المستمر الذي تسبب به عندما قاد عمليات إطلاق النار، بينما في نفس الوقت كان يمهد لنفسه طريق هروب بالقرب من مقعد أبو مازن، ومع ذلك، يعتقد أولئك الذين يعرفون مخيمجنين للاجئين عن كثب أن الزبيدي لديه القدرة على الوقوف هناك مرة أخرى والعودة إلى مكانه". وفق تعبريها.

المصدر : الوطنية