أعلن القضاة الفرنسيون إنتهاء التحقيق حول وفاة الرئيس ياسر عرفات عام 2004 لمعرفة ما إذا كان هناك "اغتيال"، وأحيل الملف على النيابة لاتخاذ إجراءاتها. وقالت  نيابة نانتير قرب باريس الثلاثاء إن القضاة الفرنسيين الذين يجرون تحقيقا حول وفاة ياسرعرفات بشبهة حصول "اغتيال" أنهوا عملهم القضائي في نهاية نيسان/أبريل. وأضافت النيابة أن "قضاة التحقيق ختموا عملهم وتم  إحالة الملف على النيابة التي أمامها ثلاثة أشهر لاتخاذ إجراءاتها". وفي بداية العام، استبعد الخبراء الذين كلفهم القضاء الفرنسي مجددا فرضية تعرض الزعيم الفلسطيني لتسممه بمادة البولونيوم، علما بأنه توفى في مستشفى قرب باريس في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004. وكلف ثلاثة قضاة من نانتير منذ آب/أغسطس 2012 إجراء تحقيق قضائي لكشف ما إذا كان حصل "اغتيال" بناء على شكوى ضد مجهول تقدمت بها سهى عرفات أرملة الزعيم الفلسطيني إثر العثور على مادة البولونيوم 201 المشعة الشديدة السمية على أغراض شخصية خاصة بعرفات. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2012 فتح قبر عرفات في رام الله وأخذت من جثمانه نحو ستين عينة وأعطيت لثلاثة فرق من الخبراء السويسريين والفرنسيين والروس للتحقق منها. وكان الفرنسيون إضافة إلى فريق روسي استبعدوا عام 2013 احتمال تسمم الزعيم الفلسطيني، وقال الخبراء الفرنسيون إن وجود الرادون وهو غاز طبيعي مشع في البيئة الخارجية قد يفسر ارتفاع المواد المشعة. وكانت نيابة نانتير قالت نهاية كانون الأول/ديسمبر إنها رفضت طلبا تقدمت به سهى عرفات للقيام بفحوصات جديدة، إلا أن القضاة قرروا "طلب فحوصات إضافية من الخبراء أنفسهم". وفي المقابل الخبراء السويسريين رأوا من جهتهم أن فرضية التسميم "تبقى أكثر انسجاما" مع النتائج  التي اظهرتها الفحوصات. وقد نشر طاقم المختصين السويسريين، الشهر الماضي، نتائج بحثه، وتبين أنه على ما يبدو تمّ تسميم الرئيس عرفات حتى الموت بواسطة البولونيوم. من جهته، قال رئيس التحقيق بوفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات توفيق الطيراوي  إن فرنسا بعثت للسلطة الفلسطينية رسالة قبل نحو 20 يوما، طلبت فيها بالتعهد بعدم الحكم أو تنفيذ حكم الإعدام في حال تبين من قتل عرفات. جاء ذلك في تعليق للطيراوي في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمي  صباح الأربعاء، على ما ورد من أنباء تشير إلى أن القضاة الفرنسيين أنهوا التحقيق حول وفاة عرفات عام 2004 لمعرفة ما إذا كان هناك "اغتيال" أم لا، وأحيل الملف النيابة لاتخاذ إجراءاتها. وأضاف الطيراوي "جاءتنا رسالة من قبل الفرنسيين قبل 20 يوما يطلبون التعهد بعدم الحكم أو إعدام قاتل عرفات وحددوا مهلة 15 يوما للرد على ذلك". وتابع الطيراوي أنه "تم التشاور بين مختلف الجهات المختصة في فلسطين ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقلنا لهم إن القضاء في فلسطين مستقل ولا نتدخل به، وطلبنا منهم أن يضعونا في صورة ما يجري في نتائج التحقيق قبل أن تطلبوا منا ذلك سلفا". وقال إن "الفرنسيين سلبيين من وفاة عرفات، ومنذ أن أخذت العينات من جسده لم يتصلوا بنا وما نسمعه فقط يكون في وسائل الإعلام". يشار إلى انه اعيد فتح التحقيق في بداية العام، وفق طلب الطاقم الذي يمثل أرملة عرفات، سهى، الذي ادعى أنّه تم تسميم رئيس السلطة من قبل اسرائيل بواسطة مادة البولونيوم 201. و توفي الرئيس ياسر عرفات في العام 2004، في مستشفى فرنسي، عن عمر 75 عامًا، بعد أربعة أسابيع من إصابته بالمرض.

المصدر :