لا يختلف الطفل محمد الحليمي (12 عاماً) عن الكثير من أقرانه، حيث نشأ في نفس ظروفهم الصعبة بقطاع غزة، لكنه اجتهد وحاول معرفة أصل التكوين للألعاب الإلكترونية التي اعتاد عليها، واتقان لغات البرمجة وأساليب التصميم. محمد طفل أتقن مهارات البرمجة وتصميم مواقع الانترنت وتطبيقات أجهزة الأندرويد، وصناعة الأفلام والرسوم المتحركة وبرمجة "الروبوتات" وحتى القرصنة، فهو يتمتع بموهبة نادرة، جعلته يتفوق ويبدع في هذه المجالات بعمر الـ 12 عامًا. كانت بداية الطفل محمد في مجال البرمجة من مركز القطان، حيث حصل فيه على أول دورة مبتدئة لتصميم الألعاب على برنامج "سكتش أب"، ومن ثم انتقل للعمل على برنامج "الكودو" لتجهيز الألعاب بشكل أكثر احترافية، حتى التحق أخيرًا بنادي المبرمجين في المركز. اكتشف والد الطفل الحليمي موهبة ابنه محمد منذ نعومة أظافره، وقرر صقلها بإلحاقه في دروة رخصة قيادة الحاسوب الدولية "ICDL"، وهو في السابعة من عمره فقط مع مجموعة من الشبان يفوقونه بالعديد من السنوات عمرًا، إلا أن محمد أنهى الدورة بتقييم أعلى منهم جميعًا.

الوقت من ذهب

نقص الإمكانيات وقلة الخبرة وصغر السن بالإضافة لضعف التمويل كلها عقبات كبيرة، لم تمنع الطفل محمد الحليمي من ممارسة هواياته وتنمية مهاراته في مجال الحاسوب والبرمجة وبرمجة "الروبوتات". وقال الوالد لؤي الحليمي لـ الوطنيـة إن ابنه لا يضيع دقيقة من يومه دون استفادة، فهو ينظم وقته جيدًا في البحث عن كل جديد في مجال الحاسوب وبرمجته، ويستقصي المعلومات من مصادرها الأصلية، إضافة لتطوير ما تعلمه بالفعل، وذلك دون التأثير على مردوده الدراسي، حيث تحصل على أعلى معدل في مدرسته لخمس سنوات متتالية حتى الآن. بدوره، أشاد المدرب في مركز القطان محمود الشرقاوي بمحمد قائلًا إنه "أبدع في جميع المجالات، ولم يحصر نفسه في الدورات التي نقدمها له بل ينمي نفسه بنفسه".

مشاركات خارجية

وشارك الطفل الحليمي بمسابقة نظمتها شركة "ميكروسوفت" ووصل إلى النهائيات بمساعدة فريق من زملائه "برو غيمرز"، لكن الفوز لم يحالفهم بعدما قدموا لعبة باسم "حماة العالم". ويعتبر محمد كافة الدورات والشهادات التي حصل عليها عبارة عن "رؤوس أقلام" من المعلومات تحتاج للتثبيت والبحث المستمر للاستفادة منها، موضحًا أنه يتقن العمل على جميع برامج تحرير الأفلام والصور مثل "أفتر أفيكت" و"فوتوشوب" و"بريمير" و"سويتهوم ثري دي".

معيقات الحلم

أما عن المعيقات والعقبات، قال الطفل الحليمي إنه يواجه العديد من المشاكل التي تعمل على تعثر تطوره في موهبته، كالوضع المادي ونقص الإمكانيات. وأوضح أنه يستخدم في أعماله ما يتوفر له من إمكانيات، مؤكدًا على إمكانية ارتفاع جودة أعماله إذا ما توفرت لها البيئة والإمكانيات المناسبة. وأكد أنه غير قادر على الدخول للعمل التجاري لصغر سنه، حيث أن "الشركات لا تقبل به بالرغم من عمله الممتاز".

المصدر :