يحتفل الشيعة في 18 من شهر ذي الحجة، بعيد الغدير، الذي يعد من أهم المناسبات لدى العديد من طوائفهم وخصوصًا الاثني عشرية.

ويعتبر الشيعة عيد الغدير ثالث الأعياد وأعظمها، كما يُعتبر صيام هذا اليوم عند الشيعة من أفضل العبادات وهو مستحبٌ وليس حرامًا كعيدي الفطر والأضحى.

ويعود الاحتفال بهذه المناسبة إلى حادثة وقعت في العام العاشر الهجري خلال عودة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع وفي الطريق من مكة إلى المدينة، إذ توقف في مكان يعرف بغدير خم وهو واد عند منطقة الجحفة، وخطب في المسلمين الحاضرين، منوها على مكانة ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وفي حين تشير روايات أهل السنة إلى أن سبب التنويه النبوي على فضل علي أنه جاء ردا على بعض الناس الذين أبدوا بغضًا لعلي رضي الله عنه، اعتبر أتباع المذهب الشيعي أن الحادثة بمثابة وصية من النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمه بخلافته في قيادة المسلمين.

أعمال عيد الغدير

وبعيدا عن التهاني والمظاهر الاحتفالية الأخرى، يحرص الشيعة حول العالم على عبادات مخصوصة بهذا اليوم من أهمها الصوم، الذي يعتبر بعضهم أنه ”يكفر ذنوب 60 سنة، بينما يعتبر البعض الآخر أنه يعدل صيام الدهر كله“.

كما يقوم الشيعة في هذا اليوم بالاغتسال وزيارة مقام الإمام علي، وقراءة دعاء الندبة، وهو أحد الأدعية المنسوبة للإمام الثاني عشر عند الشيعة.

ويحرص الشيعة في هذه المناسبة على أداء ما يسمى ”صلاة الغدير“، وهي ”ركعتان قبل أن تزول الشمس بنصف ساعة يقرأ في كل ركعة سورة الحمد مرة والتوحيد 11 مرة وآية الكرسي 10 مرات والقدر 10 مرات، فهذا العمل يعدل عندهم 100 ألف حجة و100 ألف عمرة“.

ومن الأمور التي يحرص عليها أتباع المذهب الشيعي أن يقولوا مئة مرة ”الحمد لله الذي جعل كمال دينه وتمام نعمته بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ثم الإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد، وتحسين الثياب والتزين واستعمال الطيب والابتهاج وصلة الأرحام والتوسع على العيال وإطعام المؤمنين وإفطار الصائمين ومصافحة المؤمنين وزيارتهم وإرسال الهدايا لهم وشكر الله على نعمة الولاية“.

وتنتشر هذه المظاهر في إيران والعراق التي يمثل الشيعة ”الاثني عشرية“ أغلبية سكانية فيها، كما تنتشر في الطائفة الشيعية بلبنان وسوريا.

ورغم أن أغلبية شيعة اليمن من الزيدية إلا أنه وفي السنوات الأخيرة  انتشر الاحتفال بعيد الغدير وخصوصا في المحافظات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي مذهبيا كصعدة، وهو الأمر الذي يشي بحدوث تحول مذهبي تدريجي، وسط شيعة اليمن.

المصدر : وكالات