رد الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، رسميًا على طلب الإدارة الأمريكية بشأن "مسيرة الأعلام".

و"مسيرة الأعلام"، هي مسيرة ينظمها المستوطنين منذ عام 1967 وترفع فيها الأعلام وتردد الأغاني ويرقص اليهود المتشددون، ويسير المشاركون في فعاليات المسيرة بشوارع مدينة القدس والبلدة القديمة وهو ما يشكل استفزازاً للفلسطينيين وفجّر أكثر من مواجهة خلال السنوات الماضية كان أبرزها في 2021.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن "إسرائيل" ردت على الطلب الأمريكي المعارض لـ "مسيرة الأعلام" في مدينة القدس قائلة: "مسيرة الأعلام تقليد يُجرى منذ 30 عاما، ولن نغير مسارها".

وكان عدد من المسؤولين في الإدارة الأمريكيةقد  طالبوا "تل أبيب" بإعادة النظر في مسار "مسيرة الأعلام" بمدينة القدس خشية توتر الأوضاع.

ووفق الصحيفة، فإن المسؤولين في واشنطن يخشون من أن تؤدي "مسيرة الأعلام" بمسارها المعلن عنه إلى تصعيد التوتر والأوضاع، حيث طالبوا من المسؤولين في "إسرائيل" تغيير مسارها.

وأعلنت السفارة الأمريكية في "إسرائيل" منع موظفيها وأفراد عائلاتهم من زيارة البلدة القديمة في القدس يوم الأحد المقبل.

وأوضحت أن المسؤولين في الإدارة الأمريكية قدموا الطلب بعد تحذير جميع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من انهيار مسار المسيرة في اللحظة الأخيرة.

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية، تفاصيل وخطة سير مسيرة الأعلام التي سينظمها المستوطنين، يوم الاحد المقبل في مدينة القدس المحتلة.

ونقلت القناة الـ13، عن المنظمين للمسيرة قولهم إنه "في ضوء متطلبات السلامة بعد كارثة ميرون، سيسمح لـ 16 ألف مستوطن فقط بدخول ساحة البراق".

وأضافت أنه "سوف يسير 8000 من المتظاهرين عبر الحي الإسلامي من جهة باب العمود و8000 آخرين من جهة باب يافا "باب الخليل"، وبالنسبة لعشرات الآلاف المتبقين ستقام رقصات جماعية بالأعلام بالقرب من باب يافا "باب الخليل" وعند أسوار البلدة القديمة، وسيدخلون تباعا في وقت لاحق حسب الحشود".

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب القصوى في القدس ومدن أخرى بها خليط من السكان اليهود والعرب قبل مسيرة الأعلام.

بدورها، قالت الفصائل الفلسطينية بغزة، إنها والغرفة المشتركة في حالة انعقاد دائم تراقب وتتابع عن كثب كل ما يصدر عن العدو من تصريحات وصور للأحداث والاعتداءات، وتُحملّ حكومة العدو تبعات ما سيصاحب هذه الاعتداءات من ردود، وتؤكد أن شعبنا ومقاومته لن يتراجعوا عما حققته معركة سيف القدس، وتؤكد أيضاً على جهوزية كل الساحات وترابطها للرد على العدوان.

ودعت الفصائل، في مؤتمر صحفي، جماهير شعبنا في القدس والضفة والداخل المحتل إلى الاحتشاد في باحات المسجد الأقصى ابتداءً من يوم غدٍ الجمعة، واعتبار يوم الأحد الموافق 29/ مايو/2022 يوماً وطنياً للدفاع عن الأقصى والنفير العام. 

وحذرت الاحتلال من ارتكاب أي حماقة بالسماح باقتحام المسجد الأقصى عبر تنظيم "مسيرة الأعلام، وتؤكد أن هذا المُخطط سيكون بمثابة برميل بارود سينفجر ويُشعل المنطقة بأكملها، فالقدس والمقدسات خطٌ أحمر وشعبنا بكل قواه ومقاومته لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا المخطط وسيتصدوا بكل الأشكال له، وسيستخدموا كل الخيارات بهدف حماية شعبنا وأرضنا ومقدساتنا من الاعتداءات الإسرائيلية. 

وأضافت: "في ضوء التطورات المتسارعة والتهديدات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه وتنظيم مسيرة الاعلام، تعلن الفصائل الفلسطينية حالة الاستنفار العام، وتدعو جماهير شعبنا إلى الاستعداد للدفاع عن الأرض والمقدسات، ومواجهة الهجمة الإسرائيلية الجديدة على المقدسات، والخروج إلى الشوارع رافعين العلم الفلسطيني، والاشتباك المفتوح مع العدو في نقاط التماس".

ودعت كافة الجهات الدولية والعربية وعلى رأسهم الشقيقة مصر إلى التدخل العاجل للجم سلوك الاحتلال الاجرامي، فعواقب المخطط الصهيوني لاقتحام الأقصى ستكون وخيمة ولن تظل محصورة في الأراضي الفلسطينية، بل ستشعل المنطقة بأكملها.

وطالبت جماهير شعبنا في الشتات وأمتنا العربية والإسلامية وأحزابها ونقاباتها وأحرار العالم، إلى التحرك العاجل والواسع رفضاً للعدوان وسياساته، وتنظيم أوسع تظاهرات واعتصامات شعبية أمام سفارات العدو، ومطالبة الأنظمة العربية والإسلامية التي لديها علاقات مع الاحتلال بقطعها، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.

ووجهت تحية الفخر والاعتزاز إلى جماهير شعبنا في الضفة والداخل المحتل والقدس وغزة، وخصوصاً إلى كتائب المقاومة في جنين ونابلس وكل مدن وقرى الضفة الباسلة، وهم يتصدون لجرائم الاحتلال المتواصلة، ليؤكدوا أن الحق الفلسطيني لن يضيع مهما طال الزمن أو قصر، وسيستمر شعبنا في النضال والمقاومة حتى تحقيق أهدافه كاملة.

إلى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردين ، إن جراء استمرار التحدي والاستفزاز الإسرائيليين، وإصراره على القيام بما يسمى "مسيرة الأعلام"، فإنه حان الوقت لتصبح القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية راية للجميع فلسطينيا وعربيا، لمواجهة هذه الاعتداءات المتواصلة من قبل الاحتلال ومتطرفيه المزعزعة للاستقرار.

وأضاف أبو ردينة، أن الاحتلال يسيء مجددا تقدير عزيمة الشعب الفلسطيني وقيادته وقدرته على الصمود والتحدي، من خلال إصراره على تنفيذ ما تسمى "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة من مدينة القدس التي تؤكد إذعان الحكومة الإسرائيلية للمتطرفين لليهود، داعيا هذه الحكومة للتراجع عن مثل هذه الاستفزازات التي لا تقود سوى إلى التوتر والعنف.

وحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الذي سيؤدي إلى تفجير الأوضاع، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني وقيادته قادرون على حماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، كما فعلوا في قضية البوابات وصفقة القرن وأفشلوها.

وقال: "لقد تجاوز المتطرفون بتهور وبشكل غير مسؤول كل الخطوط الحمر من خلال التهديد بنسف قبة الصخرة المشرفة، وإصرار الاحتلال على مواصلة الاعتداءات على الأماكن المقدسة سواء في القدس أو الخليل، وسياسة الاقتحامات والقتل اليومي لشباب فلسطين".

وطالب المجتمع الدولي، والإدارة الأميركية على وجه التحديد باتخاذ موقف واضح وصريح من هذه الاستفزازات الإسرائيلية، مطالبا أيضا الإدارة الأميركية بإزالة الغموض في العلاقات الفلسطينية– الأميركية من خلال العمل على تنفيذ أقوالها وأن تحافظ على مصداقيتها وعلى الشرعية الدولية والقانون الدولي.

وأضاف: "نحذر كل من أساء تقدير عزيمة الشعب الفلسطيني وإرادة قيادته في معركة الاستقلال والحفاظ على المقدسات، وأن هذا الشعب العظيم الصامد قادر على مواجهة كل التحديات، وأن القدس ليست للبيع، والسلام لن يكون بأي ثمن، ولا أمن ولا استقرار دون رضا الشعب الفلسطيني وقيادته".

المصدر : الوطنية