سجلت حالات إصابة بجدري القرود في مختلف دول العالم، وسط تحذيرات من سرعة انتشار هذا المرض الفيروسي من قبل منظمة الصحة العالمية.

جدري القرود مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ (ينقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان) وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدة. ومع أن الجدري كان قد استؤصل في عام 1980 فإن جدري القرود لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

ينتمي فيروس جدري القرود إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري.

جدري القرود مرض فيروسي تشمل أعراضه الحمى والصداع والطفح الجلدي، وهناك سلالتان رئيسيتان الأولى سلالة الكونغو، وهي أكثر خطورة إذ تصل نسبة الوفيات بها إلى 10 بالمئة، والأخرى هي سلالة غرب أفريقيا ويبلغ معدل الوفيات بها حوالي واحد بالمئة.

أكد مكتب الصحة التابع للحكومة البريطانية أن جدري القرود عادة تكون أعراضه خفيفة لكن أيضا قد تكون له مضاعفات خطيرة. ويستبعد عالم الأوبئة باول هونتر من جامعة إيست أنغيلا أن تخلف الإصابات المنتشرة في أوروبا حاليا وفيات، معتبرا في حوار مع بي بي سي أن ذلك غير متوقع تماما.

 وحسب معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية فإن الذكر والأنثى معرضين للإصابة بمرض جدري القرود بنفس الدرجة، لكن تبقى الإحصائيات تؤكد أن أغلب الوفيات في إفريقيا بسبب جدري القرود تتم في صفوف الاطفال.

كيف تتنقل العدوى

 تم رصد المرض الفيروسي لأول مرة في القرود، وعادة ما تنتقل العدوى من خلال الاتصال الوثيق وتكثر الإصابات به في غرب ووسط أفريقيا. ونادرا ما انتشر المرض في أماكن أخرى لذلك أثارت هذه الموجة الجديدة من الحالات خارج القارة الأفريقية القلق.

ووفقا لمعهد روبرت كوخ فإن العدوى تتنقل عادة عن طريق الاحتكاك مع الحيوانات المصابة أو عن طريق دم الحيوانات وإفرازاتها كما قد تحصل العدوى أيضا من خلال تناول لحكم القردة والتعرض لرذاذات الحيوانات.

ويقول عالم الأوبئة هونتر في حوار مع محطة بي بي سي  إن العدوى تحصل عندما تنتقل بثور المرضى إلى جروح أو أعين أشخاص آخرين، وقد تحدث أيضا من خلال استناق رذاذ به جسميات من الشخص المريض.

وتعتبر العلاقات الحميمية أيضا من بين أسباب انتشار جدري القرود بين البشر، لذلك يحذر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض الأشخاص الذين يغيرون باستمرار شركائهم الجنسيين من خطر الإصابة.

ويشار إلى أن غالبية الحالات التي تم تسجيلها حتى الآن هي لرجال مارسوا الجنس مع رجال آخرين.

لقاح الجدري

ومع ظهور حالات الإصابات بمرض جدري القرود في بريطانيا سارعت السلطات إلى تطعيم بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من المعرضين لخطر الإصابة به بلقاح الجدري.

وقال المتحدث باسم وكالة الأمن الصحي البريطانية إنه لا يوجد لقاح محدد لجدري القرود، لكن لقاح الجدري يوفر بعض الحماية.

وتشير البيانات إلى أن اللقاحات التي يتم استخدامها للقضاء على الجدري فعالة بنسبة تصل إلى 85 بالمئة ضد جدري القرود، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. يذكر أنه تم تأكيد أول حالة إصابة في أوروبا في السابع من مايو/ أيار لشخص عاد إلى إنجلترا من نيجيريا حيث يتوطن جدري القرود.

وأشارت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ،أكبر وكالة للصحة العامة في أفريقيا، أمس الخميس إلى أنه تم احتواء العديد من حالات تفشي مرض جدري القرود في القارة خلال جائحة كوفيد-19 بينما كان العالم يركز اهتمامه على كورونا.

وتم اعتبار أنه تم القضاء على الجدري  في جميع أنحاء العالم منذ عام 1980 بعد حملة تطعيم كبيرة.

نصاح وزارة الصحة :-

1- تجنب ملامسة الحيوانات التي يمكن أن تحمل الفيروس أو التي تم العثور عليها ميتة، وتجنب ملامسة أي مواد سبق ملامستها من الحيوانات.
2- عزل المصابين عن المعافين لتجنب العدوى.
3- غسل اليدين بالماء والصابون أو استخدام الكحول.
4- عند رعاية المرضى لابد من ارتداء الكمامات والقفازات للوقاية.
6- أما عن الحيوانات المصابة فيجب اتخاذ إجراءات الحجر البيطري معها.

 

المصدر : وكالات