ليلة القدر لها أهمية كبيرة في نفوس المسلمين.  هي ليلة نزل فيها القرآن الكريم على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ، ونزل فيها الملائكة إلى الأرض ، مما يحجب الشمس، أشعة في صباحها.

ولم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم موعد محدد أو ثابت لليلة القدر، فقد كان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ، ما لا يجتهد في غيرها، وأنه كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر خلالها، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره " .
ومن المتوقع وقوع تلك الليلة في إحدى الليالي الفردية التي تقع في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان أي أنها تكون محددة بين 5 أيام فقط من الشهر كاملاً متمثلة في ليالي 21، 23، 25، 27، 29 من رمضان .

ومع طبيعة الجو وظهور عدد من العلامات، بدأ البعض يسأل عن «هل كانت ليلة القدر أمس؟»؛ لتدور الإجابة في البداية حول علامات ليلة القدر العامة، والتي أشار إليها الشيخ إبراهيم عبدالراضي، العالم الأزهري، لـ«الوطن»، وهي كالآتي: 

- الهدوء والسكينة.

- اعتدال الهواء وخلوه من الأتربة.

- الشعور بتحسن الحالة النفسية.

- سكون الحيوانات فلا نسمع نباح كلب.

- صفاء السماء وشروق الشمس بدون شعاع.

وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال عن ليلة القدر: «هي طلقة بلجة، لَا حارة ولَا باردة، كأن فِيهَا قمَرا يفضح كَوَاكِبَهَا، لَا يخرج شيطانها حتى يخرجَ فجرها»، وبحديث آخر ورد: «أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا».

 

استطلاع شمس 21 رمضان 2022 :-

 

وصايا تعينك على قيام ليلة القدر:

1. لا تأكل كثيرًا حتى تستطيع القيام والطاعة.

2. لا بد من العزم على التوبة عند إحياء هذه الليلة المباركة.

3. أَكْثِرْ من الدعاء والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات.

4. أَقبل على الله عز وجل بكل جوارحك، حتى يصفو عقلك وقلبك من كل شيء سوى الله عز وجل.

5. ابتعد عن المشاحنة واعفُ عن كل مَن أخطأ في حقك.

6. ركِّز على "الكيفية"، فليس المهم أن تنهي 100 ركعة وقلبك ساهٍ لاهٍ.

7. الإخلاص في الدعاء والقيام أهم من عدد الركعات التي يكون قلبك فيها مشغولًا بغير الله.

8. احرص على الطهارة طوال هذه الليلة ما تيسر ذلك.

9. تيقن من إجابة دعائك فإن عدم اليقين باستجابة الدعاء قد يشكِّل حاجزًا.

10. كن على يقين من أن الله سيستجيب دعاءك ويتقبل منك.

11. الإلحاح والإصرار على الدعاء فإن الله عز وجل يحب العبد الُملِحٌّ بالدعاء.

12. استغفر الله عز وجل من كل ذنب ارتكبته واسأله أن يعفو عنك.

13. أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي وآله والترضي عن أصحابه.

14. أكثر من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وردد: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.

15. الإكثار من طلب العتق من النار.

16. الدعاء بتيسير الرزق الحلال وإصلاح الحال.

17. الدعاء بقول: ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين ...

18. الدعاء للزوج أو الزوجة بصلاح الحال وراحة النفس والبال.

19. أكثرْ من الدعاء حال سجودك فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.

20. أطلْ سجودك وتضرعك لربك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وظهورُكم ثقيلةٌ من أوزارِكم فخفِّفوها عنها بطولِ سجودِكم».

21. لا تُضيِّعْ أي فرصة واحذر من التقصير لحظة فإن الرحمات والنفحات الربانية مفتوحة في هذه الليلة.

22. اقرأ ما تيسر من القرآن.

23. إحياء ليلة القدر ممتد حتى مطلع الفجرِ، والملائكة في حال صعود وهبوط.

24. اشكر الله على أن وفقك لإحياء ليلة القدر وغيرك محروم من هذه النعمة.

25. لا تنسَ أن تتصدق في هذه الليلة بما تستطيع فالصدقة لها أجر عظيم.

وقد خص الله تعالى هذه الليلة بخصائص :

1- منها أنه نزل فيها القرآن ، كما تقدّم ، قال ابن عباس وغيره : أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم . تفسير ابن كثير 4/529 .

2- وصْفها بأنها خير من ألف شهر في قوله : ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) سورة القدر الآية/3

3- ووصفها بأنها مباركة في قوله : ( إنا أنزلنه في ليلة مباركة ) سورة الدخان الآية 3 .

4- أنها تنزل فيها الملائكة ، والروح ، " أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها ، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة ، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ، ويحيطون بحِلَق الذِّكْر ، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيماً له " أنظر تفسير ابن كثير 4/531 والروح هو جبريل عليه السلام وقد خصَّه بالذكر لشرفه .

5- ووصفها بأنها سلام ، أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى كما قاله مجاهد أنظر تفسير ابن كثير 4/531 ، وتكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم العبد من طاعة الله عز وجل .

6- ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) الدخان /4 ، أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق ، وما يكون فيها إلى آخرها ، كل أمر محكم لا يبدل ولا يغير انظر تفسير ابن كثير 4/137،138 وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وكتابته له ، ولكن يُظهر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم بفعل ما هو وظيفتهم " شرح صحيح مسلم للنووي 8/57 .

7- أن الله تعالى يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ما تقدم من ذنبه ، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه . وقوله : ( إيماناً واحتساباً ) أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه وطلباً للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه . فتح الباري 4/251 .

المصدر : وكالات