تقرير/ وجيه رشيد

بعد تصاعد حالات العنف ضد الفتيات والنساء وعدم مقدرتهن في الحصول على الدعم وخوفهن من تعرضهن للفضيحة، قررت مهندسة أنظمة الحاسوب آلاء هتهت من غزة مساعدتهن بابتكارها تطبيقًا إلكترونيًا أطلقت عليه اسم "مساحاتُنا".

ويسهل التطبيق، الذي يمتاز بسهولة الاستخدام، والاتصال السريع، وسهولة التنقل، والسرعة في الأداء، والسرية والخصوصية، وصول ضحايا العنف المبني على النوع الاجتماعي إلى مزودي الخدمات النسوية متعددة القطاعات من المؤسسات العامة في غزة.

واستغرقت عملية تنفيذه قرابة ثمانية أشهر، بعد إخضاع أفراده لتدريب خاص بشأن المفاهيم الخاصة بالعنف ضد الفتيات والمرأة والهدف المراد تحقيقه من التطبيق والمعايير العامة للعمل، إذ يعد مركز الإعلام المجتمعي، الداعم للمرأة وينظم باستمرار دورات لتوجيه السيدات وتثقيفهم في مواضيع العنف المبني على النوع الاجتماعي وإرشادهم الأماكن المتخصصة.

سبب الابتكار

وقالت هتهت، خلال حديثه لـ "الوطنية"، إن فكرة التطبيق انطلقت بسبب ارتفاع حالات العنف في المجتمع وعدم قدرة بعض السيدات في الحصول على الدعم والمساندة أو عدم معرفة بعضهم بوجود مؤسسات متعددة القطاعات لدعمهن اقتصاديا أو صحيًا أو نفسيًا أو قانونيًا أو تقديم مأوى.

وأوضحت أن التطبيق جاء لتسهيل وصول السيدات والفتيات اللواتي تعرضن للعنف والناجيات منه لتلك المؤسسات، مشيرة إلى أنه تم إنتاج التطبيق بشراكة وتمويل مؤسسة أرض الإنسان السويسرية تير دي زوم (Tdh).

آلية عمله

بمجرد فتح التطبيق تظهر رسائل ترحيبية، ثم إنشاء الحساب برقم الجوال وإدخال بيانات بسيطة كالعمر والحالة الاجتماعية والمنطقة السكنية.

وبعد تسجيل الدخول تظهر مجموعة من الأسئلة تقوم المستخدمة بالإجابة عليها حيث يتم اقتراح بعض المؤسسات المناسبة لهن يمكنهن من التواصل معها للحصول على الخدمة.

ويمكن التنقل في القائمة السفلية للتطبيق من أيقونة الأسئلة وهي أيقونة القائمة الرئيسية التي تحتوي على مجموعة من الخدمات (الصحية والاقتصادية والقانونية وتقديم المأوى والنفسية)، وداخل كل خدمة مجموعة من المؤسسات التي تقدمها وتفاصيل هذه المؤسسات وآلية للتواصل معها.

كما يمكن التنقل من خلال القائمة السفلية والوصول إلى العديد من الأرقام المجانية والتدفئة التي توفر الاستشارات والخدمات، بالإضافة إلى التنقل إلى شاشة المزيد وتصفح المقالات أو تصفح النصائح والارشادات أو مشاركة التطبيق أو تقييم التطبيق أو تسجيل الخروج من التطبيق.

أهميته

وتكمن جسامة التطبيق في تسهيل وصول السيدات والفتيات ضحايا العنف والناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي لمزودي الخدمات متعددة القطاعات من المؤسسات العاملة في قطاع غزة والتواصل معهم بطرق مختلفة للوصول إلى مواقعهم والاستفادة من خدماتهم.

كما يحتوي التطبيق على نصائح وإرشادات للسيدات والفتيات.

سرية المعلومات

وقالت المهندسة، إن المعلومات المطلوبة عامة لا يوجد بها أي تفصيل، فقط تحتاج السيدة إلى إدخال رقم جوال وتاريخ الميلاد والحالة الاجتماعية ومنطقة السكن (غزة، شمال غزة، خانيونس، رفح).

وأكدت أن هذه المعلومات لا تكشف هوية السيدة أو شخصيتها، وهي معلومات فقط للحصول على أرقام وإحصاءات بناء على العمر أو الحالة الاجتماعية أو منطقة السكن.

وأضافت: "بعد الاتصال بالمؤسسة والوصول لها يتم التعامل معها حسب بروتوكول المؤسسة والتي تضمن لها السرية والخصوصية أيضًا".

تجارب أداء وحلقة وصل

ومنذ إنشاء التطبيق قبل نحو أسبوعين، بدأت السيدات والفتيات اللواتي تعرضن للعنف بالتفاعل مع ونقل تجاربهن بأسماء مستعارة.

ووصل عدد المشاركين حتى لحظة إعداد التقرير لأكثر من 130 مستخدمًا، وأن العدد مرشح للزيادة حيث يتم الوصول للمؤسسات من خلال التطبيق ويتضح ذلك من خلال الإحصائيات التي تتم داخل التطبيق ويطلع عليها مسؤول النظام.

ونوهت المهندسة إلى أنه بمجرد وصول السيدة للمؤسسة واتصالها بها، ينتهي دور التطبيق وتبقى فقط الإحصاءات لمعرفة عدد للسيدات اللواتي تواصلن مع المؤسسة.

وبينت أن التطبيق دوره حلقة وصل بين السيدة والمؤسسة، فذكر التجربة يكون بين السيدة والمؤسسة ولا يوجد للتطبيق أو مسؤوله أي إطلاع عليها.

ودعت النساء والفتيات المعنفات إلى تحميل التطبيق الذي يضمن السرية والخصوصية وتسهيل وصولك لمؤسسات داعمة تقدم استشارات مجانية ونصائح للتغلب على ما تتعرضين له من اي شكل من أشكال العنف.

وتابعت مخاطبة هؤلاء الفئات: "لستن وحدكن فهناك من يسمعكن ويفهمكن ويقدمن لكن الدعم بكافة أشكاله.. فقط تحرري من خوفك وسكوتك وثقي بنا لتنعمي بحياة كريمة وحياة أفضل".

رؤية مستقبلية

وتطمح هتهت في أن يحقق التطبيق الهدف في تسهيل وصول السيدات ضحايا والناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي للمؤسسات، وأن يقلل حالات العنف ويخفف منها.

وتأمل في تطوير التطبيق ليضم فئات وشرائح أوسع من ضحايا العنف تشمل الفتية والفتيات وكبار السن وأي شخص يتعرض العنف وتوسيع المنطقة الجغرافية للمؤسسات.

                       Image

 

المصدر : الوطنية - وجيه رشيد