تقرير/ وجيه رشيد

مع بزوغ شمس الصباح، تبدأ سهير عودة (43 عامًا) من حي الزيتون شرق مدينة غزة، رحلة البحث عن وقوت أبنائها بعدما وجدت نفسها مضطرة إلى العمل لتوفير لقمة العيش.

وفي مكان متواضع في شارع الوحدة وسط غزة، وجدت سهير عودة (أم لـ 5 أبناء) ضالتها بفتح مشروع صغير لصناعة المعجنات بمختلف أنواعها بثمن زهيد، حيث أطلقت عليه اسم "أم الغلابة".

وبعد رحلة لم تخلو من المرارة والحسرة، ارتأت لتحدي قسوة الحياة وتدشين محل يجمعها مع أطفالها يكف يدها عن مذلة السؤال وتوفير لقمة عيش كريمة بعرق الجبين ويساعدها في دفع أجار البيت الذي يأويها.

              Image

"أم الغلابة"

وقالت عودة، خلال حديثها لـ "الوطنية"، إن ما دفعها لتأسيس مشروعها الظروف الصعبة التي تعيشها، باعتبارها مطلقة من سنوات، مضيفًا: "موقف صغير جعلني أفتح المحل وهو في أحد الليالي نام أطفالي بدون أكل ولا شراب وما حدا دور علينا.. بعدما قررت أكون إنسانة عاملة وإلي مكانة بالمجتمع".

ولفتت إلى أنها أطلقت اسم "أم الغلابة" على محلها ليكون للناس البسيطة التي تتلقى نصف شيكل يوميًا وآخرون لا يحصلون على المبلغ المذكور، مشيرةً إلى أن العمل يبدأ لديها قرابة الساعة 5.30 صباحاً حتى السادسة مساءً.

وتصنع السيدة، مختلف أنواع المعجنات كالبيتزا والغريبة والكعك والمعمول و"بتي فور" و"رز بحليب" و"البالوظة" و"بان كيك" وكريب وبسبوسة وغيرها من المنتجات.

           Image

خير من الجلوس بلا عمل

ورغم كونها تدرك صعوبة واقع حياة سكان قطاع غزة الذي ارتفعت به البطالة بشكلٍ كبير ووصل الفقر المدقع إلى ذروته، إلا أنها تعتبر مشروعها خير لها من الجلوس بلا عمل.

وكأي عمل يواجه عقبات وصعوبات، أكدت أن من أبرزها عدم وجود دخل ثابت ليساعدها على تحمل أعباء الحياة ويسدد أجار منزلها ومحلها المتواضع باعتبارها حديثة في مشروعها.

وبينت أن العقبة الأكبر ارتفاع أسعار الطحين والسكر والزيت وجميع الأصناف التي تدخل في صناعة المعجنات بشكلٍ جنوني وهذا يقلل من نسبة الربح لديها.

             Image

طموحات

وتطمح عودة إلى توسيع مشروعها وسداد ديونها المتراكمة وعمل سلسلة "أم الغلابة" في غزة باعتبار أن هناك شرائح كثيرة من هذه الفئة بكل مكان.

وتأمل في استقطاب نساء ليس لديهن عمل لمساعدتهن مقابل أجر مادي يعيلهن.. "ويجب أن يكون الإنسان طموح، ولا يمد يده لطلب المساعدة، بل يأكل من عرق جبينه".

مشاريع صغيرة بحاجة إلى دعم من الجهات الرسمية والأهلية في ظل دورهم المتواضع تجاهها، إذ تشير الأرقام إلى أن أعداد العاطلين عن العمل في قطاع غزة تتجاوز 250 ألفًا في حين بات عشرات آلاف الخريجين يؤرقهم مستقبلهم المجهول في ظل غياب أي حلول سياسية قريبة.

ووفق خبراء اقتصاديين، فإن نسبة البطالة بين الخريجين في قطاع غزة تبلغ (20 حتى 29 عاماً) 73%، في حين وصل عدد الخريجين العاطلين عن العمل حوالي 150 ألفا، بينما بلغ عدد العاطلين عن العمل ربع مليون شخص، وارتفعت معدلات الفقر والفقر المدقع لتتجاوز60%.

في حين تجاوز عدد الأشخاص الذين هم بحاجة إلى مساعدات إغاثية من "الأونروا" والمؤسسات الإغاثية الدولية أكثر من 85% من سكان قطاع غزة، بينما تجاوزت نسبة انعدام الأمن الغذائي 68% لدى الأسر، وارتفاع حاد في نسبة البطالة بين الشباب في قطاع غزة.

          Image

 

المصدر : الوطنية - وجيه رشيد