كشف الإعلام الإسرائيلي، اليوم الأحد، تفاصيل جديدة عن حصار الرئيس الراحل ياسر عرفات في مقر المقاطعة بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة قبل أكثر من 20 سنة.

وفي حوار لقائد سلاح المشاة الإسرائيلي الجنرال "تامير يدعي"، قال إنه كان قائدًا لوحدة "أغوز" الخاصة في انتفاضة الأقصى، وأوكلت له مهمة اقتحام المقاطعة التي تواجد فيها الراحل أبو عمار، ومحاصرتها؛ "دون استهدافه شخصيًا أو مستشاريه المقربين".

وأضاف: "مقاومة احتلال المقاطعة كانت "ضعيفة وأقل من المتوقع، وتمت السيطرة على المكان بسرعة، والبدء بتطهير المكاتب والطوابق المحيطة".

وزعم "يدعي" العثور على سجن وخزنات أموال وذهب وآلات تزوير أموال وهويات ومخازن للأسلحة "كانت معدة لاستخدامها في العمليات".

ولفت إلى أن الوحدة العسكرية سيطرت على المقاطعة وأبقت لعرفات ورجاله منطقة محدودة للتحرك فيها؛ حيث فصل حائط واحد بين الجنود وأبو عمار.

وتابع "قمنا بفتح ثغرة في الجدار لنراقب ما يجري في الداخل، ودارت اشتباكات أحيانًا بيننا وبين الحرس الرئاسي التابع لعرفات، وبعد وصولنا إلى هناك اتصل بي قائدي وطلب البقاء في المكان"، مشيرًا إلى أنهم "عزلوا المقاطعة عن العالم الخارجي وسمحوا بعد أيام بإدخال الطعام والحاجيات للداخل".

ولفت الضابط إلى أنه هدد الحرس الرئاسي الفلسطيني بأنه سيلجأ إلى إطلاق الصواريخ تجاه المبنى الذي يتواجد فيه عرفات إذا ما أطلقت النار من داخله.

وحول معرفتهم بمكان تواجد عرفات بشكل دقيق داخل المبنى؛ قال الضابط إن المعلومات كانت تفيد بتواجده في إحدى الغرف، وتقرر إطلاق النار تجاه غرفة مجاورة أطلقت منها النيران.

وأضاف "تم تجهيز صاروخ "لاو" لإطلاقه تجاه تلك الغرفة، ولكن وفجأة وصلتني الأوامر بعدم إطلاق الصاروخ؛ لأن عرفات غير موجود في غرفته بل في الغرفة التي يستعد الجنود لإطلاق الصاروخ باتجاهها".

وتابع "كان بإمكاننا تغيير وجه الشرق الأوسط بشكل سريع لو تمكنا من إطلاق ذلك الصاروخ".

وفي 3 ديسمبر/ كانون ثاني 2001 فرضت حكومة الاحتلال برئاسة أرئيل شارون حصارًا عسكريًا على مقر الرئيس عرفات بمدينة رام الله، ومنعته من مغادرته إلى حين تدهور صحته إثر إصابته بالتسمم؛ ما استدعى نقله إلى باريس لتلقي العلاج، ثم أعلن عن وفاته في 11 نوفمبر 2004.

المصدر : الوطنية