يحل شهر رمضان المبارك للعام 2022 - 1443 خلال أيام قليلة على الأمة العربية والإسلامية، فهو ضيف حبيب إلى قلوب المؤمنين عزيز على نفوسهم، يتباشرون بمجيئه ويهنئ بعضهم بعضا بقدومه، وكلهم يرجو أن يبلَّغَ هذا الضيف وأن يُحَصِّل ما فيه من خير وبركة؛ خصه الله جلّ وعلا بميزات كريمة وخصائص عظيمة ومناقب جمّة تميزه عن سائر الشهور.

طرق استقبال شهر رمضان المبارك

أولًا: الفرح والسرور بقدوم شهر رمضان المبارك: إذ إن العبد الصالح يستقبل مواسم الخير والطاعات بالفرح والاستبشار؛ قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَإِذا ما أُنزِلَت سورَةٌ فَمِنهُم مَن يَقولُ أَيُّكُم زادَتهُ هـذِهِ إيمانًا فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا فَزادَتهُم إيمانًا وَهُم يَستَبشِرونَ).

ثانيًا: استقبال شهر رمضان بالحَمْد والشُّكر لله - ينبغي للعبد الإكثار من حَمد الله، وشُكره، وممّا يدلّ على فَضل صيام رمضان ما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (كان رجلانِ من بَلِيٍّ حَيٍّ من قُضاعةَ أسلَما مع النبيِّ صلَى اللهُ عَليهِ وسلمَ، واستُشهد أحدُهما، وأُخِّر الآخَرُ سَنَةً، قال طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ: فأُريتُ الجَنَّةَ، فرأيْتُ المؤخَّرَ منهما، أُدخل قبل الشهيدِ، فتعجبتُ لذلك، فأصبحْتُ، فذكرْتُ ذلكَ لِلنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أو ذُكر ذلِك لرسولِ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أليسَ قد صام بعدَه رمضانَ، وصلى ستةَ آلافِ ركعةٍ، أو كذا وكذا ركعةً صلاةَ السَّنَةِ).

ثالثًا: إخلاص النية لله -سبحانه وتعالى-: فلا بُد من استقبال شهر رمضان بتجديد النية، وعَقد العزم على استغلال الأوقات المُباركة؛ بالتزام الطاعات، واجتناب المعاصي والسيّئات، وتطهير القلوب، والتوبة الصادقة، لا سيما أن الله -سبحانه وتعالى- يجزي العبد على نيته؛ إذ رُوي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، أنّه قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى).

رابعًا: الاستعداد المُسبَق لقدوم شهر رمضان، وذلك من خلال تربية النفس، وتعويدها على الطاعات، فقد ثبت أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يصوم أغلب شهر شعبان؛ استعدادًا لاستقبال رمضان، فقد رُوي عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِن شَهْرٍ قَطُّ، أَكْثَرَ مِن صِيَامِهِ مِن شَعْبَانَ كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إلَّا قَلِيلًا).

كيف نستقبل شهر رمضان المبارك ؟

يجب أن يستغل المسلم شهر رمضان المبارك في تغيير حاله إلى الأفضل، وهناك العديد من الطرق الهامة التي يجب اتباعها من اجل أن نستقبل شهر رمضان الكريم بطريقة مناسبة ومن أجل استغلاله أحسن استغلال، حتى نستفيد من هذا الشهر الكريم في تنقية نفوسنا وكبح جماحها، ومن أهم هذه الأمور هو ما يلي :

اولا يجب ان نستقبل شهر رمضان الكريم بنية خالصة وصادقة، وأن نقوم بصيام الشهر طمعا في الحصول على الأجر من الله سبحانه وتعالى.

يجب أن نطلب من الله عز وجل أن يعيننا على صيام شهر رمضان وقيامه بأفضل حال.

يجب أن ندرس كل ما يتعلق بشهر رمضان الكريم من أحكام الصيام وشروطه، ومعرفة الأمور التي تؤدي الى إفطار المسلم في شهر رمضان.

يجب أن تقوم بالعفو عن الناس ومسامحتهم قبل بدء شهر رمضان الكريم.

خلال شهر رمضان الكريم يجب أن يقوم المسلم بترك العنف والمشاحنات والجدال مع الناس.

يجب أن يقوم المسلم بعمل توبه نصوحه قبل شهر رمضان الكريم، ويجب أن يستعين بالصبر والاستغفار لكي يقبل الله توبته.

يجب أن يعتزم المسلم خلال هذا الشهر الكريم على البعد عن المعاصي والذنوب، والإقبال على الطاعات بمختلف انواعها.

كما يجب أن ينوي المسلم على أن يكون شهر رمضان الكريم فرصة للتغيير للافضل وتصحيح الأخطاء وتحسين الذات.

يجب أن يكون شهر رمضان هو أسلوب حياة، وليس لفترة مؤقتة فقط، حيث يجب أن يعمل المسلم خلال شهر رمضان الكريم على الإكثار من الطاعات والأعمال الصالحة وتحضير النفس لأعمال البر مثل قراءة القرآن وختمه والصدقات والاعتكاف و أداء العمرة.

 

طرق الترحيب بشهر رمضان

فيما يلي بعض الطرق للترحيب بشهر رمضان :

1. الدعاء

أدعو الله أن يصل إليك هذا الشهر وأنت في أفضل حالة من الصحة والأمان حتى تتمكن من الصيام والقيام بكل الأعمال بكل سهولة وحماس.

2. التخطيط والتصميم

يجب أن تضع خطة جيدة للشهر بأكمله حول كيفية تنظيم أيامك و أمسياتك خلال شهر رمضان.

ضع جدولًا زمنيًا خاصًا بعملك حتى تتمكن من الصلاة في الوقت المحدد، وقراءة القرآن، وتناول السحور (الوجبة التي يتم تناولها في الصباح الباكر قبل صلاة الفجر) والإفطار في الوقت المحدد.

يجب أن يكون لديك نية صادقة وعزم على الاستفادة الكاملة من هذا الوقت، كما يجب أن يكون لديك إصرار والتزام كامل بأنك لن تفعل أي خطيئة أو أي شيء خاطئ خلال هذا الوقت.

قم بالتوبة الصادقة وطلب الصفح من أولئك الذين ربما أسأت إليهم، وبهذه الطريقة يمكنك الاستفادة أكثر بكثير من صيامك وصلاتك.

3. التعرف على قواعد الصيام

إن معرفة فقه الصيام هو أمر مهم جدا حتى لا تفسد صيامك، وهنا يجب أن تتعلم طريقة النبي محمد صلي الله عليه وسلم في الصيام، وهذه هي أفضل طريقة للصيام.

لا يفسد الصيام من خلال الأكل والشرب أثناء الصيام فقط، ولكن أيضًا من خلال التحدث بالكلمات السيئة والقيام بأشياء خاطئة.

4.  الصدقة والكرم والعطف

شهر رمضان هو شهر اللطف والإحسان والكرم، لذا خطط لدعوة جيرانك وزملاء العمل والأصدقاء والمسلمين وغير المسلمين لتناول وجبة الإفطار معك.

دع أصدقائك وجيرانك من غير المسلمين يعرفون هذا الشهر وبركاته، وكن أكثر كرمًا وقم بمساعدة الفقراء والمحتاجين وخطط لإعطاء صديقاتك وإحسانك للفقراء في هذا الوقت ومساعدة الآخرين قدر المستطاع.

الأمور المستحب القيام بها خلال شهر رمضان الكريم

يجب أن يحرص المسلم خلال شهر رمضان الكريم على صله الرحم، حيث أنه من الضروري ان تقوم بتهنئة أقاربك بشهر رمضان الكريم.

من الضروري أن تقوم بالاتصال على اقاربك، واصحابك، وتهنئتهم بقدوم شهر رمضان الكريم.

يجب أن تلتزم ببر الوالدين والإحسان إليهم وأن تطلب العفو منهم في حال حدوث أي تقصير تجاههم.

من الضروري أن تقوم برد الامانات الى اصحابها.

قم بمصاحبة الأخيار الذين يعينوك على العمل الصالح.

من الضروري أن تقوم بقضاء كل الايام السابقه قبل شهر رمضان الكريم.

من الضروري أن تتحرى رؤية هلال شهر رمضان المبارك.

عدم صيام آخر يومين من شهر شعبان كما وصانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .

يجب أن تقوم بوضع جدول او خطه خلال شهر رمضان من أجل أن نحسن استغلال شهر رمضان في الطاعات والعبادات.

عدم الاسراف في الأمور المكروهة خلال الشهر الفضيل، مثل السهر مع الاصدقاء وسماع الأغاني ومشاهدة الأفلام والمسلسلات، حيث ان كل هذة الامور من الأشياء تلهي الفرد عن الطاعة والعبادة.

يجب أن نحسن استقبال شهر رمضان الكريم بالفرح والاستبشار والبعد عن التذمر والغضب خاصة إذا جاء رمضان في فصل الصيف.

الحرص على الدعاء بشكل مستمر، وتجهيز كافة الادعية من القران والسنة التي يجب أن يحرص المسلم على دعائها خلال الشهر الفضيل، حيث أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يجهزون مجموعة من الادعية، ويحرصون على دعائها طوال الشهر الكريم فلا يأتي رمضان المقبل إلا وقد استجيب دعاءهم.

الحرص على الالتزام بالقيام بالأعمال الصالحة خلال الشهر الكريم، حيث يجب أن يخصص المسلم بعض المال لافطار الصائمين وتوزيع الكتب النافعة والمشاركة في تنظيف المساجد ودور العبادة وغيرها من اعمال الخير.

المصدر : وكالات