تقرير/ وجيه رشيد

سمنٌ حيواني من إنتاج منزلي لجأت له أخصائية التغذية أمل بهجة وشريكتها زوزو السلطان كمصدر دخل لها بعدما تراجع إنتاج قطاع غزة منه بشكلٍ كبير مؤخرًا ليصبح نواة مشروعها الجديد.

قديمًا كانت الجدات الفلسطينيات يقمن بتسييح الشحم على نار الجمر الهادئة لنحو سبع ساعات متواصلة فيتحول إلى سمن حيواني يضفنه على المأكولات والحلويات ليكسبنها مذاقًا خياليًا دون أن تشعر بحرقة في المريء أو في المعدة.

تجاهل الناس للقيمة الغذائية للسمن الحيواني وعزوفهم وراء ما يتم صناعته بطرق مهدرجة بعدما غزا الأسواق بأسعار رمزية زهيدة، دفع أمل بهجة وشريكتها زوزو السلطان لإطلاق مشروعهما الخاص "ودك الأنعام" لإنتاج سمن حيواني صحي يعيدُ للأطباق التراثية والشعبية وحتى المأكولات الشرقية والغربية والأوربية رونقها وحلاوة طعمها برائحة فلسطينية وذو قيمة صحية للإنسان.

نقطة الانطلاق

وقالت بهجة، خلال حديثه لـ "الوطنية"، إن فكرة المشروع جاءت لإنتاج سمن حيواني صحي للإنسان وذلك بعدما انتشرت الدهون الضارة في المجتمع بصورة عالية.

وأكدت أن الفكرة قديمة حديثة، كل أجدادنا كانوا يستخلصون السمن من شحوم الحيوانات، لكن مع تطور الصناعات الغذائية، صار السمن النباتي إدامًا جاهزًا أقل سعرًا بالنسبة للمواطنين.

وأوضحت أنه يتم جمع دهون شحوم حيوانات معينة وفق لمواصفات خاصة لتكون صالحة لهذا المنتج.

وبينت أن هذا السمن الذي يتم صناعته يساعد على علاج العديد من الأمراض كالغضاريف وهشاشة العظام، لما يحتويه مادة تساعد على إذابة الدهون الذائبة في الدهون مثل فيتامين "د" و"ك" و"دي".

مراحل الصنع

تبدأ أولى مرحل العملية بالاتفاق مع "الجزارين" وأصحاب مزارع الحيوانات لتوفير دهون معينة لتتلاءم مع طريقة عملنا.

بعدها يجري تقطيع تلك الشحوم بطريقة يدوية وتعقيمها وتوضع في قدر كبير على غاز الطهي لعملية الإذابة.

وأشارت إلى أنه يتم إضافة بعض الأعشاب على هذه الدهون للحفاظ على القيمة الغذائية لها وعدم فسادها بسرعة، وتسويقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

استخداماته

وقالت أخصائية التغذية إن هذا السمن يستخدم في كافة أغراض "القلي والطهي" ما يضفي قيمة غذائية متكاملة مع ما يتم تحضيره من غذاء.

ويضاف هذا المنتج أيضًا إلى الحلويات ليضفي عليها الروائح الشهية والمذاق الخلاب ساحر.

طموحاته

وتطمح أمل بهجة زوزو السلطان، في أن ينتشر منتجهم محليًا في فلسطين ومن ثم القدرة على تصديره عربيًا ودوليًا.

مشروعات صغيرة يحاول الغزيين من خلالها توفير قوتهم وقوت عائلاتهم اليومي في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها غالبية سكان القطاع، فهي مهن يأمل أصحابها أن تساعدهم في تحصيل دخلٍ لا يعد سهلًا في واقعٍ كواقع غزة، ما يتطلب دعمها من الجهات الرسمية والأهلية تغير من واقع قطاع غزة الصعب والذي بات يزدادُ عامًا بعد عامٍ بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل منذُ أكثر من 16 سنة.

                     

المصدر : الوطنية - وجيه رشيد