تقرير/ وجيه رشيد

لا يختلف اثنان على مرارة الواقع المعيشي في قطاع غزة ومع غياب فرص العمل يندفع الشباب ليسلكوا طرقًا أخرى بعيدة عن تخصصاتهم لتوفير لقمة العيش، هذه الأسباب دفعت فريد وإسراء مشتهى لإطلاق مشروعهما "كاندي لف" أي "شوكولاتة الحب"، داخل منزلهما.

حاول فريد وإسراء البحث عن عمل في مجال تخصصهما فالأول انتهى من دراسة إدارة الأعمال وإسراء خريجة تعليم أساسي لكن لم يحالفهما الحظ في الوظائف الحكومية، ليجدا أخيرًا ضالتهما داخل مطبخهما المتواضع ليكون مصدر رزقهما لإعالة أطفالهما الثلاثة.

وفي مدينة غزة، افتتح الزوجان مطبخهما لتوفير قوت يومهما، حيث كانت الحاجة المعيشة كلمة السر وراء هذه الحرفة ورغم أنهما يدركان صعوبة واقع الناس في القطاع إلا أنهما يعتبران مشروعهما خير لهما من الجلوس بلا عمل.

فكرة المشروع

وتعتمد "كاندي لف" وهي منشئة صغيرة داخل المنزل على صناعة الشوكولاتة البلجيكية الفاخرة بعدما يتم تشكيلها وحشوها بأصناف مختلفة كالمكسرات والنوتيلا والفواكه المجففة وغيرها.

وقال فريد، خلال حديثه لـ "الوطنية"، إن الأوضاع الاقتصادية الصعبة والحاجة المعيشية القاسية دفعتنا للتفكير خارج الصندوق، وبعد البحث ارتأينا للعمل في هذا المشروع.

وأكد أنه استطاع الحصول على ترخيص من قبل وزارة الاقتصاد بغزة نتيجة الجودة العالية للشوكولاتة التي يستخدمها في المنتج.

وبين أن بداية المشروع كانت صعبة لعدم توفر الأموال الكافية ليصل المطاف أخيرًا إلى مرحلة القدرة على استيراد كميات من الشوكولاتة وتشكيلها بسب رغبة الزبائن.

إقبال منذ البداية

فوجئ الزوجان بكمية إقبال المواطنين على هذه الشوكولاتة منذ إعلان تخصيص مطبخهما لهذا المشروع، فبمجرد تذوقها تكون الرغبة لتجربتها مرة أخرى نظرًا لنوعية الشوكولاتة الفاخرة.

ولفت فريد إلى أنه استغل وسائل التواصل الاجتماعي في عرض وتقديم المنتجات للزبائن، حيث يتم بيع "شوكولاتة الحب" إما بالقطعة أو بالكيلو حسب رغبة الزبون.

طموحات ورؤى مستقبلية

ويطمح الزوجان إلى توسيع مشروعهما والعمل خارج المنزل عبر إنشاء مكان يساعدهما على تقديم الشوكولاتة بصورة أفضل وأجمل وتوفير فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل، متمنيًا دعمه من قبل المؤسسات الخيرية والأهلية لدعم أصحاب المشاريع الصغيرة.

مشاريع وإن كانت صغيرة لكنها بحاجة إلى دعم من الجهات الرسمية والأهلية في ظل دورهم المتواضع تجاهها، إذ تشير الأرقام إلى أن أعداد العاطلين عن العمل في قطاع غزة تتجاوز 250 ألفًا في حين بات عشرات آلاف الخريجين يؤرقهم مستقبلهم المجهول في ظل غياب أي حلول سياسية قريبة.

 

المصدر : الوطنية - وجيه رشيد