يصارع الأسير في سجون الاحتلال ناصر أبو حميد الموت في المستشفيات الإسرائيلية، حيث يعاني من تبعات استئصال ورم سرطاني في الرئتين، خضع لها خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتمت إعادته بعد العملية إلى السجن قبل تماثله للشفاء.

الأسير أبو حميد المحتجز الآن داخل قسم الجراحة بمستشفى "برزلاي" الإسرائيلي، جرى نقله يوم أمس بعد تدهور طرأ على حالته الصحية أثناء تواجده في معتقل "عسقلان"، حيث تفاقم وضعه الصحي، وازداد سوءا بعد البدء بجلسات العلاج الكيماوي، ويزداد وضعه سوءا بدخوله في غيبوبة منذ الأمس، وهو الآن موضوع تحت أجهزة التنفس الاصطناعي، ويعاني من التهاب خطير في الرئتين بحسب نادي الأسير الفلسطيني.

الناطق الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه يشير إلى أن ما يحصل مع الأسير ناصر أبو حميد هو من مضاعفات عملية الاستئصال التي خضع لها نهاية العام الماضي، وما تبعها من إهمال طبي متعمد من إدارة سجون الاحتلال، وقد وصل الآن إلى حالة حرجة بعد دخوله في غيبوبة ووضعه على أجهزة التنفس الاصطناعي.

ويؤكد عبد ربه أن سياسة الإهمال الطبي هي أمر ليس بجديد على سلطات الاحتلال وإدارة سجونها، وأنها تتخذ الإهمال كسياسة لها تجاه الأسرى الفلسطينيين المرضى، حيث يعاني نحو 600 أسير من أمراض مزمنة، نحو 200 منهم مصابون بأمراض خطيرة ومستعصية، مشيرا إلى أن 73 شهيدا ارتقوا في سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي من أصل 227 شهيدا من الأسرى حتى نهاية 2021.

ويضيف "نطالب كافة المؤسسات الحقوقية والدولية بضرورة التدخل للإفراج عن الأسير أبو حميد، أو تأمين عملية الإشراف على علاجه، من خلال لجنة طبية فلسطينية أو دولية بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية".

وتفيد تقارير المؤسسات المحلية والدولية التي تعنى بحقوق الإنسان وتهتم بشؤون الأسرى بأن علاج الأسرى المرضى بات موضوعا تخضعه إدارات السجون الإسرائيلية للمساومة والابتزاز والضغط على المعتقلين، وأن العيادات الطبية في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الصحية، والمعدات والأدوية الطبية اللازمة والأطباء الأخصائيين لمعاينة ومعالجة الحالات المرضية المتعددة، وأن الدواء السحري الوحيد المتوفر فيها هو حبة (الأكامول) التي تقدم علاجا لكل مرض وداء.

ويعد ذلك خرقا فاضحا للمواد (29 و30 و31) من اتفاقية جنيف الثالثة، والمادتين (91 و92) من اتفاقية جنيف الرابعة، التي أوجبت حق العلاج والرعاية الطبية، وتوفير الأدوية المناسبة للأسرى المرضى، وإجراء الفحوصات الطبية الدورية لهم.

ويقول رائد أبو حميد نجل شقيق الأسير إن آخر الأنباء التي وصلتهم هي أن ناصر ما زال في غيبوبة، ولا تتوفر معلومات إضافية حول تفاصيل حالته الصحية، وأن حرارته ارتفعت لتتجاوز 40 درجة، وأنه مصاب بجرثومة في صدره من آثار عملية استئصال الورم التي خضع لها.

ويشير إلى أن والدة الأسير تعاني من أزمة صحية نتيجة الأخبار التي تصل عن حالة نجلها، وقد وصل الأمر لطلب طواقم الإسعاف لها يوم أمس للتعامل مع الارتفاع الحاد في ضغط الدم لديها.

وناشد أبو حميد كافة المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية، ضرورة التدخل لتأمين الرعاية الصحية الملائمة لعمه، وطمأنة والدته وعائلته عن حالته، حيث ما زالت الأنباء تصل بصورة مبهمة ولا تفاصيل وافية حول الحالة الصحية للأسير أبو حميد.

يشار إلى أن الأسير ناصر أبو حميد (49 عاما) من مخيم الأمعري بمدينة رام الله، معتقل منذ عام 2002، ومحكوم بالسجن سبعة مؤبدات و50 عاما، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في المعتقلات عدا عن استشهاد أحد أخوته، وكان منزلهم قد تعرض للهدم عدة مرات على يد قوات الاحتلال، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لعدة سنوات.

المصدر : الوطنية