وثق تقرير سنوي للجنة دعم الصحفيين، 823 انتهاكًا لحرية الصحافة من قبل الاحتلال، بعد ارتفاع حدتها في شهر مايو/ أيار من العام الجاري، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والاعتداء على الصحفيين في الضفة والقدس خلال تغطيتهم للفعاليات والمسيرات السلمية المناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري، واعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين بشكل عام، ومصادرة منازل المقدسيين بالقدس المحتلة.

وأكدت اللجنة في تقريرها، أن هناك تصاعدًا ملحوظًا في اعتداءات الاحتلال على الحريات الصحفية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرةً إلى أنه اقترف عمدًا وباستخدام القوة المفرطة دون مراعاة لمبدأي التمييز والتناسب، ضاربة بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية والحقوقية والإنسانية التي تكفل حرية العمل الصحفي.

ويظهر من التقرير 101 انتهاك في قطاع غزة خلال العدوان الأخير، فيما ارتكبت جهات فلسطينية في الضفة والقطاع (210) انتهاكات توزعت بواقع (9) حالات بغزة، و(201) في الضفة الغربية.

وأظهر تقرير اللجنة إفراط قوات الاحتلال الإسرائيلي في استهداف الصحفيين الفلسطينيين، وتعمدها قتلهم واستهدافهم بإطلاق طائرات الاحتلال صواريخها على منازل الصحفيين وهم آمنين في بيوتهم، أو مؤسساتهم وتحطيمها.

كما وثقت إطلاق الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز السامة، تجاههم بشكل متعمَّد في استمرار جريمتها لإبعاد الصحفيين ووسائل الإعلام عن ساحة جريمتها بحق المواطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، رغم ارتداء الصحفيين الملابس الخاصة بهم توسطها إشارة تدل على أنهم يمارسون مهنتهم، مستخدمة أسلوب الاعتقال والاحتجاز وفرض غرامات مالية لعدد منهم وإبعاد بعضهم وإجبار آخرين على الحبس المنزلي، وفق شروط تقيّد حريتهم في الحركة والعمل والرأي والتعبير، والتهديد، ومنع من التغطية والعمل أو السفر، ومصادرة بطاقات وهويات ومعدات وغيرها من أساليب التعذيب بحق الصحفيين للجم عملهم وعرقلة نشر ما يرتكبه الاحتلال بحق المواطنين.

ونوهت في تقريرها إلى أن الحكومة الإسرائيلية تمارس الانتهاكات بحق الصحفيين خلافًا للمادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان فيما يتعلق بحرية الصحافة، موضحةً أن حكومة الاحتلال التي وقعت على هذا الاتفاقيات لم تلتزم بها، وتقوم بشكل يومي بانتهاك الحريات وتطارد الصحفيين خلافًا لما وقعت عليه من المعاهدات والاتفاقيات، ما يتطلب تجريم الاحتلال الإسرائيلي وإدانته على خلفية جرائم الحرب، ورفع الشكاوى الجزائية في المحكمة الجنائية الدولية على الاحتلال المسؤول عن تلك الجرائم، كما يتطلب تشكيل لجنة تقصي حقائق من البرلمان الأوروبي لتوثيق جرائم الاحتلال بحق الصحفيين، والعمل على حمايتهم لممارسة عملهم وتعويضهم عن الاضرار التي تلحق بهم جسديًا وماديًا.

ورصدت اللجنة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي خلال هذا التقرير حالة (1) استشهاد في قطاع غزة، ارتكبها الاحتلال بحق الصحفي يوسف أبو حسين 33 عامًا، جراء تدمير منزله وهو بداخله في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

كما سجل التقرير خلال التقرير السنوي (260) حالة اعتداء وإصابة توزعت في إصابة 13 صحفيًا في قطاع غزة، جراء تعرض العديد منهم لكسور وجروح، وحروق والعديد من الإصابات جراء قصفهم بشكل مباشر، أو خلال تدمير منازلهم، أو خلال إصابتهم من شظايا صواريخ الاحتلال وهم يمارسون عملهم وقيامهم بدورهم في تغطية العدوان الغاشم على منازل المدنيين الأبرياء والأراضي الزراعية والمقار الحكومية والإنسانية والإغاثية، أو خلال تدمير مؤسساتهم الإعلامية.

وأشارت اللجنة إلى 247 حالة انتهاك في القدس والضفة المحتلتين استخدم فيها الاحتلال ومستوطنوه كافة اعتداءاتهم على الصحفيين واستهدافهم بإطلاق الرصاص الحي والمطاط، وقنابل الصوت والغاز السام، وضربهم ضربًا مبرحًا وإطلاق الكلاب الشرسة تجاههم، عدا عن سحل عدد منهم من بينهم صحفيات، ورش العشرات من الصحفيين بالمياه العادمة، لمنعهم من التغطية.

وأظهر التقرير تعرض أكثر من ( 116) صحفيًا وصحافية للاعتقال، والاستدعاء والاحتجاز والحبس المنزلي والإبعاد عن مدينة القدس أو دخول المسجد الأقصى.

في حين وثقَت (52) انتهاكًا، تنوع ما بين تمديد اعتقال الصحفيين لأكثر من مرة قبيل موعد الافراج عنهم، وتثبيت أحكام بحق صحفيين، وإصدار أحكام بحق آخرين، وتأجيل محاكمة بعض منهم لا يزالون في سجون الاحتلال.

ورصد التقرير (207) حالة منع للصحفيين من ممارسة عملهم وتغطية الأحداث على أرض الميدان، كما منع الاحتلال مكتب وطاقم تلفزيون فلسطين من العمل في مدينة القدس المحتلة للمرة الرابعة على التوالي، وتحريض على فصل صحفي عن عمله، في محاولة من الاحتلال لطمس ما يرتكبه من جرائم بحق المواطنين، إضافة إلى توثيق (5) حالات منع من السفر كان أشهرها منع الصحافية مجدولين حسونة من السفر، ومنع الصحفي علاء الريماوي، وعاصم الشنار و(8) حالات تحريض والاتهام.

ولم يقف الاحتلال عند هذا الكم الهائل من الانتهاكات بل تمادى في تدمير وتحطيم واغلاق أكثر من (62) مؤسسة إعلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من ضمنها تدمير طائرات الاحتلال في قطاع غزة خلال العدوان الأخير أكثر من 59 مؤسسة إعلامية وشركات إنتاج إعلامي وفني ومطابع ودور نشر ما بين تدمير كلي وجزئي، وإغلاق مكتب تلفزيون فلسطين للمرة الرابعة على التوالي في القدس والداخل المحتل، وتحطيم مؤسسات للبحوث ولإعلان في الضفة المحتلة.

وفي جانب المداهمات والتحطيم التي يشنها الاحتلال على منازل الصحفيين والمطابع وغيرها من المؤسسات الإعلامية والإعلانية سجل التقرير ( 65) حالة بالضفة والقدس وقطاع غزة، كان من ضمنها تضرر23 منزلاً للصحفيين، و5 مركبات خلال العدوان على قطاع غزة بشكل كلي أو جزئي، و كذلك مصادرة أجهزة ومعدات ومواد صحفية لمنازل صحفيين ومؤسساتهم الإعلامية وبطاقات صحافية بالضفة والقدس المحتلتين والتي بلغت عدد(26).

وركز التقرير على ما يتعرض له الصحفيين من انتهاكات في سجون الاحتلال ومضايقات والتي بلغت (30) انتهاكًا بحقهم تمثلت في الاعتداء والتعذيب والمعاملة القاسية، ومنعهم من زيارة محاميهم وعائلتهم لهم، وتقديم لائحة اتهام لتواصل اعتقالهم، ورفض الإفراج عنهم، وتثبيت، والإهمال الطبي في علاجهم، وفرض غرامات مالية باهضة وحرمانهم من حقوقهم المشروعة.

وبشأن الانتهاكات الداخلية الفلسطينية سجل التقرير السنوي للعام 2021 ما يقارب (210) انتهاكًا توزعت في رصد (201) انتهاكًا في الضفة المحتلة، و(9) في قطاع غزة.

المصدر : الوطنية