تبدأ اللجنة المركزية لحركة "فتح" اجتماعات متواصلة لها، تمتد لعدة أيام، تبحث فيها جملة من الملفات الهامة، أبرزها الوضع التنظيمي والاستعدادات الجارية لعقد جلسة المجلس المركزي المقررة الشهر المقبل، والمقرر أن تتخذ فيها عدة قرارات هامة، تحدد العلاقة مع الاحتلال.

وستكون هذه الاجتماعات تشاورية، بمشاركة أعضاء المركزية، بدون حضور الرئيس محمود عباس، إذ يخطط أن يعقد اجتماعا برئاسته بعد انجاز الملفات المطلوبة في هذه الاجتماعات.

وبالعادة يترأس نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول اجتماعات اللجنة المركزية التشاورية.

وتدلل المدة التي وضعتها اللجنة المركزية، بتخصيص ثلاث أيام متواصلة لاجتماعاتها، أنه سيتم البحث في عدة ملفات هامة، خاصة في ظل ما تشهده الساحة الفلسطينية من تحديدات كبيرة.

وكان أمين سر اللجنة المركزية جبريل الرجوب، قال إن اجتماعات اللجنة المركزية لحركة فتح ستبدأ الثلاثاء وعلى مدار ثلاث أيام، وستكون اجتماعات تشاورية لمناقشة عدة ملفات.

ومن المقرر، وفق الرجوب، أن يتم مناقشة انعقاد المجلس المركزي، ومحاولة إنضاج كل العوامل التي تساعد في إنجاح الاجتماع وفق مخرجات سياسية ووطنية، لإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية ودورها.

وأضاف وهو يشير إلى الوضع الحالي “نعيش أياما صعبة وقاسية بفعل سلوكيات الاحتلال، بدرجة غير مسبوقة من التصعيد في كل الاتجاهات، من استيطان وتهويد للقدس والإرهاب الرسمي الذي يمارس هنا وهناك، ونحن في حركة فتح من موقعنا نرى أنفسنا في واجهة التحدي لمجمل هذه السياسات”.

يشار إلى أن القيادة الفلسطينية هددت بـ”التحلل” من “اتفاق أوسلو” واتخاذ قرار بهذا الشأن خلال اجتماعات المجلس المركزي المقرر عقده وفق الترتيبات الأولية يوم 20 يناير القادم في مدينة رام الله، وذلك بناء على ما أكده الرئيس محمود عباس في خطابه الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.

وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، قال إن جميع الفصائل في منظمة التحرير، تشارك في اللجنة التحضيرية لبحث مخرجات الجلسة المقررة للمجلس المركزي، باستثناء الجبهة الشعبية التي يجري معها حوار فيما يتعلق بمشاركتها في الجلسة.

إلى ذلك، أكد الرجوب أنه "سيتم أيضا خلال الاجتماعات التشاورية مناقشة عقد المؤتمر العام لحركة فتح، وآخر ما جرى التوصل إليه في هذا الملف".

وكانت حركة "فتح" أعلنت عن تشكيل لجان مختصة للتحضير لهذا المؤتمر، الذي قالت إنه سيعقد في شهر مارس القادم.

وأوضح الرجوب، أنه سيتم خلال الاجتماعات التشاورية للجنة المركزية، مناقشة مجموعة ملفات منها الانتخابات المحلية التي حصلت، والإعداد للمرحلة الثانية المقررة في 26 مارس القادم.

الحركة شرعت باستعدادات عملية جديدة للتنافس على رئاسة بلديات المدن

وأشار إلى أن كل هذه الملفات ستكون محور النقاش في الاجتماعات التشاورية لمركزية فتح للخروج بـ”رؤية استراتيجية لنكون قادرين على مواجهة كل ما هو مطلوب منا”.

وكانت المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية أجريت في 154 مجلس قروي في الضفة، يوم 11 ديسمبر الماضي، وقالت لجنة الانتخابات إن القوائم المستقلة حصلت على 70% من هذه المجالس، في حين فازت القوائم الحزبية بـ30% من تلك المجالس.

ورسميا بدأت الاستعدادات العملية لعقد المرحلة الثانية، والتي تشمل إجراء الانتخابات في المدن والقرى الرئيسة في الضفة الغربية، ولا يعرف إن كانت حركة حماس ستوافق على عقدها أم لا في قطاع غزة، حيث رفضت إجراء المرحلة الأولى من هذه العملية.

وتريد حركة "فتح" الفوز في الانتخابات البلدية التي تعقد للمدن الرئيسة، للدلالة على مدى قوتها في الشارع الفلسطيني، خاصة وأن هذه الانتخابات ستكون مؤشر على قوة الحركة وباقي التنظيمات المشاركة في حال عقدت الانتخابات التشريعية.

وعلمت “القدس العربي”، أن قيادة حركة فتح بدأت استعداداتها العملية لهذه الانتخابات، حيث تحضر رسميا لاختيار المرشحين والتحالفات التي من المحتمل أن تعقد، وستضاعف حركة فتح ضمن استعداداتها الجارية نشاطاتها، بشكل أكبر مما كان عليه الحال في المرحلة الأولى، لحساسية المواقع التي تنافس فيها الحركة، حيث تضع أعينها على الفوز في المدن الرئيسة في الضفة.

وستكون هناك مواقف محددة ستتخذها اللجنة المركزية خلال اجتماعاتها الحالية، وسترفع للرئيس محمود عباس وجهات الاختصاص لإقرارها.

المصدر : الوطنية